فتحت الفضائية السورية بعيد الغارة الأمريكية الأخيرة على الأراضي السورية، عند منطقة البوكمال على الحدود مع العراق بساعات، لأفهم ماذا حدث...
فظهر المذيع في نشرة الأخبار، وهو يمطرنا بلغة إنشائية غاضبة تتحدث عن العدوان الأمريكي الآثم والغادر... وعن مواقف سورية الثابتة والقومية والمبدئية... وعن إدارة بوش الفاشلة التي أبت إلا أن تختم عهدها بالمزيد من العدوان وانتهاك حقوق القانون الدولي!
تابعت متحلياً بالصبر... لأفهم الحدث... أي ماذا حدث... من ضرب من؟!
وما هي الإدعاءات الأمريكية التي وقفت وراء هذه الغارة... وكيف قتل المواطنون الأبرياء الثمانية... فلم أستطع أن أفهم شيئاً... ولم يشرح لا التقرير الميداني الذي حفل بصور الضحايا ولا حتى الشريط الإخباري فحوى الحدث، وآلية حدوثه، بمعزل عن التحليل السياسي المندفع بلغة إنشائية!
وهنا كان علي أن أقلب على (الجزيرة) أو (العربية) أو (إل. بي. سي)... كي أعرف ما جرى، وما هي المبررات التي سوقت هذا الاعتداء... قبل أن أعود إلى فضائيتي السورية لأتابع ردود الأفعال التالية!
طبعاً... لا يختلف اثنان أن الغارة الأمريكية على الأراضي السورية، مدانة، ولا يمكن تبريرها بأي ذريعة، وهي تطاول على سيادة الدول، واستهانة بالقانون الدولي... بل هي استفزاز إرهابي تقوم به دولة تضع نفسها خارج القانون... ثم تدعي أنها تحارب الإرهاب...
لكن مشكلتنا مع لغة نشرة الأخبار السورية في كل حدث، وفي كل مشكلة، وفي كل أزمة... هي الخلط بين لغة الخبر، وبين لغة التحليل السياسي...
ونقول (التحليل السياسي) تجاوزاً... لأنه بالأساس تحليل إنشائي فقير بالأفكار، والقدرة على الاستنتاج والربط في قراءة وتحليل أبعاد الحدث غالباً...
ولهذا ربما تعتقد الفضائية السورية دائماً، أن على المشاهد أن يتابع الخبر على محطات أخرى... وأن يأتي إليها فقط ليأخذ مصل التوعية السياسية، التي تجعله مؤهلاً لاتخاذ الموقف!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية