"ليش ما جيتو من مبارح تطفوا الحرايق"، "ما سمحولنا.. خلينا ساكتين أستر"، إنه جزء من حديث عابر بين صاحب أحد المنازل الذي وصلته النار في قرية "بقليون" بريف القرداحة وعنصر من فوج إطفاء اللاذقية، يشير بوضوح لوجود جهات خفية مستفيدة من استمرار الحرائق، وربما تقف وراء إشعالها.
الحرائق اشتعلت منذ ظهيرة يوم الأحد بعدد من القرى المحيطة بمدينة القرداحة، حولت مساحات واسعة من غابات المنطقة وبساتينها إلى فحم وسواد، ووصلت إلى المنازل في بعض القرى، الأمر الذي أرغم أصحابها على إخلائها.
لم تتدخل أفواج الإطفاء وعناصر الدفاع الوطني في الساحل لإطفاء الحرائق إلا في ساعات الفجر الأولى من اليوم التالي –الاثنين- مع وصول تهديد النيران إلى المدنيين.
*ممنوع
مصدر في فوج إطفاء جبلة أكد طلب الأهالي التدخل لإطفاء النيران ساعة اندلاعها، "طواقم ثلاث سيارات كانوا جاهزين للتدخل الفوري، لكن مدير الفوج لم يعطنا أمر التحرك ولم يسمح بفتح بوابة الخروج".
وأضاف المصدر باتصال هاتفي خاص مع "زمان الوصل": نعرف السبب، والجميع يعرفه، ضباط القرداحة وتجارها يريدون تحويل الأشجار إلى حطب وفحم يتاجرون به، ثم يحولون الأراضي لعقارات للبناء يبيعونها بأسعار مرتفعة.
مساء الاثنين اكتمل إطفاء الحرائق بعد أن تم إخلاء 2000 من سكان المنطقة وقضت على 80 هكتارا من الغابات و50 هكتارا من بساتين الزيتون والفاكهة في قرى "النميسة" و"المعلقة" و"ديروتان" و"كفر زلا" و"بيت سوهين" و"ديرزنون" و"بقليون" ومناطق أخرى.
وأشار محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم إلى أن عمليات الإطفاء شاركت فيها فرق إطفاء من محافظات اللاذقية حمص وطرطوس ومصفاة بانياس وحماة، وحوالي 90 سيارة إطفاء وصهاريج مياه.
*سخرية
وقال المحافظ في مؤتمر صحفي إن تحقيقات جادة ستجري لمعرفة أسباب اشتعال الحرائق ومعاقبة الفاعلين إن كانت متعمدة.
وسخر موالون عبر صفحات التواصل الاجتماعي من جدية المحافظ والجهات الأمنية بإجراء تحقيقات تؤدي لكشف مفتعليها، وأكدوا أن الجميع يعرف الفاعلين، وهم قيادات مجموعات الشبيحة في القرداحة، ولكن لا أحد يمتلك الجرأة على محاسبتهم.
واستثمر الشبيحة الاثنين الانشغال الجزئي للشرطة بالمشاركة بإطفاء الحرائق خير استثمار، وبادرت مجموعة منهم بقتل سائق مدير ناحية "الفاخورة" بعدة طلقات، وسرقة سيارة مدير الناحية.
وكانت حرائق ضخمة اندلعت السبت في منطقة "البسيط" وقرية "الشيخ حسن" تولى السكان إخمادها بأدواتهم البسيطة لعدم وصول سيارات الإطفاء.
وتشهد غابات ريف اللاذقية عشرات الحرائق سنويا، قضت على 70% من أشجارها، يشعلها تجار الفحم والحطب والعقارات من الشبيحة في فصل الخريف مستغلين جفاف الأوراق المتساقطة وسرعة اشتعالها، دون أن تتولى الجهات الأمنية محاسبة أي منهم.
عبد السلام حاج بكري - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية