أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بالتعاون مع "يونيسيف"..تركيا تفتتح ثانوية تستوعب ألفي طالب سوري في جرابلس

تدرس اللغة التركية مثلها مثل اللغة الإنكليزية أو الفرنسية - زمان الوصل

افتُتح الأحد في مدينة جرابلس ثانوية باسم "شهداء جرابلس"- الشهيد أحمد سليم الملا التي تم تجهيزها بأحدث وسائل التعليم للتلاميذ والمعلمين من قبل الحكومة التركية، ويأتي افتتاح المدرسة بعد 3 سنوات على إغلاق مدارس المدينة بسبب سيطرة تنظيم "الدولة".

وتم افتتاح المدرسة التي تقع في وسط المدينة على طريق المحطة من قبل بلدية "غازي عينتاب" بالتعاون مع "يونيسيف" وبتنسيق وإشراف مجلس المدينة المحلي، وسط حضور تركي رسمي تمثل بكل من نائب رئيس الحكومة التركية ورئيسة بلدية "عينتاب" ووالي "قرقميش" وعدد من أعضاء البرلمان التركي عن منطقة "عينتاب" و"قرقميش"، كما حضر تدشين المدرسة أيضاً أعضاء المجلس المحلي للمدينة وبعض وجهاء وأهالي المنطقة.

وأفاد الناشط "جودت الجيران" لـ"زمان الوصل" أن إدارة الكوارث والطوارئ التابعة لرئاسة الوزراء التركية (آفاد) قامت بإزالة الأجسام الغريبة من داخل الثانوية، وأعادت بناء وصيانة الجدران المتضررة لتنتقل فيما بعد إلى أعمال الدهان والديكور لإخفاء آثار التدمير التي خلفها التنظيم وراءه.

وأكد محدثنا أن "المدرسة المحدثة تخدم مرحلتين هما المرحلة الثانوية والإعدادية"، مشيراً إلى أن "المدرسة تعتبر التجربة الأولى من نوعها ومن المتوقع أن يتم تعميمها في حال نجاحها في أغلب مناطق درع الفرات".


ونوّه محدثنا إلى أن كادر التدريس في المدرسة من أبناء المنطقة وسوف يتم تدريس أغلب المواد المعتمدة في المدارس الحرة، بالإضافة للغة التركية مثلها مثل اللغة الإنكليزية أو الفرنسية، علماً أن أجور المعلمين والكادر الإداري من منظمة "يونيسيف" بإشراف الحكومة التركية مباشرة.

ولاقى إنشاء المدرسة الأولى من نوعها –كما يؤكد محدثنا- ترحيباً كبيراً وإقبالاً شديداً من الأهالي لتعليم أطفالهم بعد انقطاع طويل عن الدراسة، كاشفا عن وجود "أصوات من أصحاب الأجندات، سواء الداخلية منها أو الخارجية التي شككت بهذه الخطوة، وحاولت وضع العصي في العجلات، بعيداً عن مصلحة أهلنا وتعليم أطفالنا في "جرابلس" وما حولها". 

واعتبر الناشط "الجيران"، وهو من أبناء المنطقة، أن "افتتاح المدرسة خطوة طبيعية لا تختلف عن افتتاح أي مؤسسة خدمية أخرى سواء في الصحة أو المياه أو الكهرباء، تلبي احتياج أبناء جرابلس للدراسة والتعليم بعد هذا الانقطاع الطويل عن العلم سواء في جرابلس أو أي مكان آخر في المنطقة".

وأضاف: "جرابلس تفتقر إلى مدارس كافية تستوعب أبناءها إذ لا تضم المدينة، سوى ثانوية زراعية وثانوية للبنات وثانوية إعدادية للذكور، إضافة إلى 4 مدارس ابتدائية أخرى، وأغلب هذه المدارس تعرض للتلف الجزئي ولكنها قابلة لإعادة التأهيل".

ولفت "الجيران" إلى أن مدرسة "شهداء جرابلس" أول ثانوية عامة في المدينة، مشيرا إلى أنه تم تجهيزها بأغلب المرافق المطلوبة لتستوعب نحو 2000 طالب وتخدم أبناء الريف الجنوبي والغربي للمدينة.

وحول تفسيره لاشتراط تدريس اللغة التركية في المدرسة مقابل تمويلها أوضح "الجيران" أن اللغة التركية كانت موضوعة على خطط التدريس عام 2010 في مناهج المرحلة الثانوية من قبل حكومة النظام، ولكن الفكرة أُلغيت فيما بعد، مشيراً إلى أن "تدريس هذه اللغة ليس أمراً سلبياً فهي مثل باقي اللغات الأجنبية الأخرى التي يتم تدريسها في كل مدارس المناطق الحرة".

وتابع محدثنا أن "اللغة التركية أصبحت ضرورة ملحة بحكم وجود ما يُقارب 3 ملايين سوري في تركيا، وبحكم التواصل مع الدول الجارة التركية أصبحت اللغة التركية ضرورية أكثر من أي لغة أخرى هذه الأيام".

وكان العديد من الجمعيات الخيرية التركية قد أعلنت في أيلول/سبتمبر الماضي عن استعدادها لدعم المؤسسات الحكومية في "جرابلس"، ومنها ترميم المدارس وتجهيزها لاستقبال الطلاب، -وفقا لما ذكرته وكالة الأناضول آنذاك.

وذكر رئيس مؤسسة الأناضول "تورغاي ألديمير" أنّ مؤسسته تعمل على إعادة الحياة إلى طبيعتها في المدينة، وتتعاون من أجل ذلك مع عدد من الجمعيات الخيرية الأخرى، وعلى رأسها جمعية الأناضول لشؤون المرأة والأسرة.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(229)    هل أعجبتك المقالة (239)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي