لوُكِتَبَ لك يوماً مقابلة السلطان في ازدحام ذلك َ الزمان والمكان, وفي خضم العدم من الامكان في ان تقابل يوماً ما ايَ سلطان , وانت الانسان الضعيف في وطنك والمثقل بالاحزان , لاتملك سوى احلامك الحسان او ما تبقى من طموحك المسحوق والمهان
ورغيف خبز اسودٍ ُمكفهرَ الوجه رسمته يدي الفران , وغرفة مبعثرة الاغراض تشارككَ فيها اسرتك مع الجرذان , لم تستطع تغيير واقعك رغم انك مجدٌ وطموحٌ وربما انسان , تختزلُ خطوط َ جبهتك ما مرَ عليك وماكان وما اورثك اياه اجدادُكَ
منذ سالف الزمان , طرقت بلا فائدةٍ جميع الابواب من وراءك و امامك ومن الجانبان
تتردد في الاقتراب منه ُ وهو محاط ٌ بكثيرٍ من الحرس والقادة والاعيان خوف ملىء جوفك وقلبك , ورعب ٌ تقشعر له الابدان تحاول عبثا ً ضبط ايقاع ساقاك المرتجفتان شيءُ ما يدفعك الى التقدم نحوه فلا تملك لهذا الشعور الا الاذعان
وتبدأَ مطالعتك في حضرته بسيدي .................... امنحني الامان . يبتسم لك طالباً منك الكلام فتنتشي بابتسامته وتشعر بالدفء والحنان , ُيخيل لك لوهلة انك الخطيب الشاعر المبدع الفنان وان كلامك سوف يعبرُ عن آلاف القطعان بطموحِهم ,امالهم , آلامهم ,واحزانهم الجسِام وعن حياتهم في ظل واقع ٍ سيء ٍ تَجَذَرَ في الوجدان حالةُ وَهنت منها العظام , عهرٌ اخلاقي ٌ, فساد, بيع للذمم والضمائر وحتى الاوطان , وركض دائماً وراء القوت من العباد والجمادوالحيوان تتضارب افكارك وتتلعثم الكلمات و ُتطرق من الحياء كأنها ستطبق عليك السماء وتتمنى لو اسعفك احدهم بشربة مــاء وانت تقول له هل وصلك يوماً شياً عن القضـــــاء وتحكم النافذين بالاوراق والاحكام و الاعناق ودعاوى مازالت مستمرة منذ اول انطلاق .. لجيوش الاسكندر في فتح البلاد و الامصار واستكشاف الآفـــاق أيكون تـاخير الفصل في الدعوى عدل في القضاء...لا على الاطلاق , وما تقول فيمن قلب الحقائق واستولى على الارزاق برشوة , وساطة, ومحسوبية ونفـــــاق انه الظلم الاكبر الذي بالبلاد حـــــــاق , ألا من سبيل الى تعديل واصلاح ووفــاق وتغيير للقضاة و ضرب فسادهم و معاقبة كل من منهم أفـــآق
فلا تـاخذك فيهم رحمة او دمع رقراق فإن الأمر لم يعد والله يطـــــــاق.
أاذكر لك ايها السلطان, امراً لم اجد له سبيلا ً للنسيان عن احد الوية العسس وما منها قد كان ,عندما ترجلوا من على خيولهم واحاط بي منهم عشرة غلمان , صاح احدهم هل انت فلان بن فلان فصدقني انعقد اللسان وانسكب في سروالي ماءُ الف فنجان واشتممت رائحة الموت تعبق بالمكان ونسيت اين ومن انا وماهو العنوان وادركت انها نهاية عمري في ثوان وبدء شريط حياتي يمر امام حدقتا عيناي المتوسعتان وتذكرت اهلي الذين لن اراهم بعد الان .
وفي التحقيق قالوا لي انك خائنٌ عميلٌ ومرتبط بمخطط جبـان, لتشويه الواقع بدعوى غياب حقوق الانسان ولتهزء بكبار قادة الاركـان مهددا ً الاستقرار والامن والامان ويمولك الفرنسييون والطليان والاسبان وربما الامريكان او اختر منهم ما شئت فانت مدان ولا داعي للنكران , وان اقصر الطرق لراحة اقامتك لدينا اعترافك وبصمك بالابهـــام و إِلا عّرفناك على جميع غرف واجنحة فرعنا المصان فتتسامر ليال طويلة انت وسماجة السجان وقساوة برودة الحيطـــان, فقلت لهم لم تعرفوا عني سوى القليل ولدي الكثير بعد للبيــــــــــان..... فانا يا سيدي المحقق ومنذ عهد عبادة الاوثان مسؤولُ عن كثير من المآسي والكورارث و الآثــــــام وانا من رفع الاسعار في الاسواق حتى بلغت هذه الارقــام , ودفعت شباب وطني للسفر الى بلدان وخلجان النفط و الاوهــام لبحثوا هناك عن ما تبقى لهم من احلام ويعملوا لافرق كعبيد او ُخــــدام , وعندما كنت مسؤولاًسيدي عن البيمارستان ودور الراحة والاستجمام لمن اصابه مرض او حتى زكام , أوقفت الناس على الابواب كالخرفـان ورفعت من مكانتهم الى درجة الحيــوان وحولت الطبيب الى تاجر ٍ ماهرٍ وسرقت ادوية معالجة الســرطان واستقدمت للمرضى امهر الجزارين والمجانيين والممرضات الحِسـان ليشرفوا على معالجتهم وكل شيء كان تمام التمــــــام , فافترشوا الممرات والارصفة واسطحة المبان وُعوِملوا بذوق وكياسة قل نظيرها في كل البــــلدان وذاع صيت تطورنا في الطب والقانون والعمران وحسدتنا باقي الشعوب على الذكــــاء في التنظيم والتخطيط و التنفيذ السريع و الاتقــــان ,, نعم انا المسؤول عن كل هذا الفساد والواقف بحزم ضد التغيير والتطوير والاصلاح كلما قرر ذلك السلطان تصلني فرماناته فأفسرها كما اشاء واتفنن بتطبيقها بما يضمن مصالح الحــيتان وارفع تقاريري ان كل شيء جيد والشعب يدين بالعرفان , لي صلات وازلام وعلاقات قوية في كل المؤسسات والوزارات والاقسام وحتى اصغر اللجان وحقوق عصاباتي محفوظة في كل المناقصات والتعهدات والمشاريع الكبير للاسكان وفي قوت الشعب ومعاصر الرمان .
ارجوك ان تسمعني يا سيدي قبل ان تأمر السجان بضرب عنقي بحد مقصلته وتنفيذ حكم الاعــدام فانا ان تكلمت نطقت عن ملايين الشعوب التي تحولت الى اقزام فنصفهم جائع مسكين والاخر من النـــيام دفعتني امجاد ماض تليد لم يعد يلقى اهتمام فلا مجد الاندلس بين يدينا ولا حتى قوة الاشور او انجازات السريان ولا سرجون نعرفه او مجد بابل واكاد له عندنا اي مكان فنحن شعب قد تعود الفساد كالادمان فهل صدقتم روايتي انني عدو الاصلاحيين منذ عهد الاباطرة الرومان ... ونبي الله سليمان لا لا انا مجرد عامل في ورشة للدهان اكسب رزق اهلي من مزج الالوان واظل واقف لساعات طوال وانا جوعان الى ان اصاب بالهذيان فكيف لي ان اكون ذلك المجرم الحقير الجربان وقبل ان اكمل قصتي للسلطان تغيير فجأة المشهد دون اذن ٍ او سابق انـــــذار وشعرت بضربة على راسي كأن فيها عزم غرانديزر وبوكيمون و جونغـــار لم استطع قياس قوتها او حتى تحديد المصـــدر ولم أجرؤ على رفع راسي فاستلم اخرى تكون اشد واخطر فقررت البقاء هكذا لعل الامر يكون على اسهل وايســــــر و بقيت من خوفي ممددا على الارض نصف ساعة اواكثـــر وبدأت اشعر بتيار كهربائي منه جسمي تقشــــعريسري من رقبتي الى قدمي الى اسفل خنصر وعندما قررت ان افتح طرف عيني لانظــــر .... عجبا اين انا .... هذه غرفتي التي كنت فيها دائما اسهر وذك الكرسي المحبب لي ذو اللون الاخضـــر وعرفت حينها انني سقطت من على سريري بنما كنت نائما ً َ أشــُخر
فتلك عادة من صغري كبرت وهي كانت معي تكبـُــر وما كان ذلك سوى حلم جميل وصل به بعض صوتي للسلطان دون ان يضربني احد من الجند او العســــــــــــــــــــــــــــــكر .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية