عرضت الإذاعة الوطنية الأمريكية جزءا من المخاوف التي تنتاب اللاجئين السوريين بعد فوز "دونالد ترامب" بانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة، معتبرة أن هؤلاء اللاجئين يعيشون لحظات انتظار مليئة بالقلق، ريثما تتضح السياسة الحقيقية لـ"ترامب" بخصوص ملف اللاجئين.
وفي تقرير نشرته على موقعها الرسمي، وتولت "زمان الوصل" ترجمة أهم ما فيه، قالت الإذاعة الأمريكية إن السوريين استمعوا بجزع إلى خطاب "ترامب" فيما يخص اللاجئين، واعتبارهم مصدرا لـ"الإرهاب".
ورأت مديرة مشروع المساعدة الدولية للاجئين، "بيكا هيلر" أن خطاب "ترامب" مثّل "ورقة رابحة وناجحة في تسييس قبول اللاجئين (في الولايات المتحدة) بطريقة غير مسبوقة".
ووصف التقرير الولايات المتحدة بأنها "بلد إعادة التوطين الرائد في العالم"، وهي البلاد التي كان ملف إعادة التوطين يحظى فيها بدعم الحزبين الرئيسين (الجمهوري والديمقراطي).
ونوه التقرير بأن برنامج إعادة توطين السوريين كان محدودا للغاية خلال السنوات الأولى من اندلاع الثورة، وبلغ عدد السوريين الذين أعيد توطينهم في الولايات المتحدة 105 أشخاص في عام 2014 ثم ارتفع إلى 1682 شخصا في عام 2015.
في السنة الأخيرة من ولايته، رفع "باراك أوباما" هذا العدد بشكل كبير، وحدد هدفا يتمثل في قبول 10 آلاف لاجئ سوري خلال سنة 2016.
وأشارت محامية اللاجئين في منظمة "هيومان رايتس فيرست" جنيفر كويغلي، إلى أنه عندما يتعلق الأمر بإعادة التوطين، فإن الرئيس الأمركي لديه كل الصلاحيات"، معقبة: "لدينا قلق كبير من أن يكون هناك تمييز ضد العرب أو المسلمين"، مستحضرة خطاب حملة "ترامب" ضد اللاجئين.
وخلال حملته، قال "ترامب" إنه يعتزم تعليق برنامج توطين اللاجئين السوريين، وهدد بترحيل من تم توطينهم، حيث قال في إحدى التجمعات وبكل وضوح: "أنا أنبه الناس، إلى أن من يأتون إلى هنا من سوريا كجزء من هجرة جماعية، سيتم إرجاعهم إذا فزت بالرئاسة".
*خائف من الأسد ومن ترامب أيضا
ونقل التقرير عن لاجئ سوري اسمه "محمد" شعوره وشعود اللاجئين السوريين في الولايات المتحدة بالرعب والصدمة، واللافت أن "محمد" طلب حجب اسمه الكامل مخافة انتقام نظام بشار الأسد من أفراد أسرته الباقين في سوريا، ومخافة "ترامب" ووعيده بترحيل اللاجئين.
وعلق محمد: "أنتم جلبتمونا إلى هنا لأننا لاجئون، ليس لدينا منازل.. إلى أين تنوون إعادتنا؟ إلى الجحيم؟".
وقال التقرير إن "محمد" أعيد توطينه مع ابنته البالغة من العمر 17 عاما، في وسط ولاية "نيو جيرسي"، ضمن شقة صغيرة، وإنه كان قبل ذلك "رجل أعمال ناجحا" في سوريا، لكنه فر منها خوفا من الاعتقال والتعذيب بسبب دعمه للثورة.
ويتوق "محمد" إلى أن يكمل لم شمل عائلته ويستقدم من بقي منها في سوريا، لكن انتخاب "ترامب" يلقي ظلالا من الشك حول إمكانية تحقيق ما يرجوه هذا السوري.
تقول الناشطة "هيلر": "لقد كان توفير ملاذات للفارين من المناطق التي مزقتها الحروب في العالم عنصرا أساسيا في سياستنا الخارجية على مدى عقود وعقود.. التخلي عن كل ذلك الآن سوف يلحق ضررا بالغا بمصداقيتنا".
ولا يشكل فوز "ترامب" الضربة الوحيدة التي يرتقبها اللاجئون، فالجمهوريون -الذين ينتمي لهم "ترامب"- يهيمنون الآن على مجلسي الكونغرس، ومن هنا تأتي الخشية على مستقبل اللاجئين والمدافيعن عنهم.
ولخص "ترامب" خطته ضمن ما يسمى "مشروع اليوم الأول"، حيث يظهر اللاجئون في أعلى القائمة، ومن ضمن أول 5 أهداف لتلك الخطة، التي ترمي إلى "وقف الهجرة من المناطق المعرضة للإرهاب"، التي لايمكن لبرامج التحقق أن تفعّل فيها بشكل آمن.
وينطبق وصف "المعرضة للإرهاب" على سوريا وأفغانستان والصومال، وهي الدول التي يأتي منها نصف اللاجئين حول العالم.
*لا تخافوا
لكن أستاذ قانون الهجرة في جامعة كورنيل "ستيفن ييل لوهير" لديه رؤية مغايرة، حيث يوجه نصيحته للاجئين بأن لاداعي للذعر، فليس هناك أي إجراءات فورية تتعلق بترحيل اللاجئين.
ويشرح "لوهير" سبب اطمئنانه بالقول إن اللاجئين هم مقيمون قانونيون ولديهم حقوق دستورية، ولايمكن حتى لرئيس الولايات المتحدة أن يكون مخولا بترحيلهم.
ويبدي "لوهير" قدرا من السخرية بشأن كلام "ترامب" الذي كرره في أكثر من خطاب وهو يتحدث عن اللاجئين قائلا: "نحن لا نعرف من هم هؤلاء الناس".
ويوضح "لوهير" أن برامج التحقق من اللاجئين مصممة لتحديد التهديدات الأمنية، وهناك إجراات معززة أكثر بخصوص التدقيق الأمني لملفات السوريين، معقبا: "اللاجئون السوريون يجب أن يخضعوا لعملية تدقيق تتضمن 21 خطوة قبل أن يتم السماح لهم بالمجيء إلى الولايات المتحدة، وملفاتهم تذهب إلى 3 وكالات (استخبارية) مختلفة.. أنا أشك بأن هناك أي رئيس يمكنه تطبيق برنامج أكثر صرامة من البرنامج الموجود الآن".
تقبل الولايات المتحدة نحو مليون مهاجر سنويا، وهذا العدد لايشمل اللاجئين الذين يفرون من الحرب أو الاضطهاد أو الفوضى السياسية، فأعداد هؤلاء اللاجئين يتم تعيينها سنويا من قبل الرئيس الأمريكي.
زمان الوصل - ترجمة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية