التقط المواطنون في مدينة طرطوس صورا لعدد كبير من الأوراق الرسمية مرمية بالشارع أمام مكتب جرحى الحرب، وبعد الاطلاع عليها تبين أنها تعود لملفات مقاتلين من جيش الأسد، أصيبوا في معارك مع الثوار على الجبهات.
أثارت الصور ضجة كبيرة بالمحافظة، ولكن بالنتيجة لم يتم معاقبة أحد، ولم يتمكن التحقيق من معرفة الفاعل وطوي الملف.
وعلّلت "ليلاس الأسدية" على صفحتها الشخصية على "فيسبوك"، وهي من سكان طرطوس، سبب عدم محاسبة أحد على هذا الإهمال لكون مدير المكتب هو ابن عم قائد ميليشيا "الدفاع الوطني" في المدينة، وأضافت: كنا بالشبيحة والآن أصبحنا نعاني من كل من حمل السلاح.
وكان عدد من المواطنين الموالين لنظام الأسد من المصابين في العمليات القتالية أو أهاليهم، قد تقدموا بعدة شكاوى إلى الفروع الأمنية والمحافظ بخصوص إهمال مكتب الجرحى لطلباتهم، متهمين إياه بالإهمال وضياع الملفات وتبعيته لميليشيا "الدفاع الوطني"، بالإضافة إلى رفضه تسجيل إصابات المجندين الذين يقاتلون خارج الميليشيات التي يتبع لها.
*معاملة مهينة
شرح "يوشع.ق" وهو مقاتل في "الفرقة الرابعة" مصاب بإعاقة دائمة لمراسل شبكة إعلام الساحل (شال) في محافظة طرطوس "مصطفى البانياسي"، كيف رفض مكتب الجرحى تسجيل اسمه أربع مرات، وفي المرة الخامسة سجلوا له الطلب بعد توسط ضابط الأمن العسكري.
وأضاف: منذ 5 أشهر وأنا أراجعهم ولم أتلقَّ أي نتيجة، تعبت من مراجعتهم وأحسست أنهم يعاملونني كشحاد.
وعبّر عن غضبه من سوء المعاملة واتهم مسؤولي المكتب بالتقصير والتمييز: "عندما كنا نقاتل، كان عناصر الدفاع الوطني يشربون المتة ويدخنون الأركيلة، والآن كل الحقوق محفوظة لهم، أما نحن فتم إهمالنا من قبل وزارة الدفاع والجهات الحكومية المسؤولة".
*نتائج كارثية
وذكر أحد أعضاء المجلس المحلي لمحافظة طرطوس خلال ندوة في المركز الثقافي للمدينة، أن عدد الجرحى من أبناء طرطوس قد بلغ أكثر من 50 ألفا، وهم بحاجة إلى رعاية صحية وغير قادرين على العمل حاليا، وتتراوح نسبة الإعاقة الدائمة بينهم أكثر من 40 %.
وأكد أن هذا الأمر سوف يكون له أثر سلبي في جميع نواحي الحياة، وما تزال الحرب مستمرة، ومن المحتمل أن يتضاعف هذا العدد خلال المرحلة المقبلة مع استمرار الحرب.
كما حاول تبرير العجز الكامل للدولة بالحصار الاقتصادي وارتفاع سعر صرف الدولار وتكلفة الحرب على الإرهاب المرتفعة.
*غياب الضمير
ونقل مراسل "شال" لـ"زمان الوصل" عن أحد أعضاء "مجلس الشعب" قوله تعليقا على الصور: "يراجعني العديد من الجرحى في محافظة طرطوس، يشتكون ضياع حقوقهم والمماطلة في تلبية طلباتهم في مكتب الجرحى بالمحافظة، أنا أقول لكم انظروا لهذه الصور تعلموا أين تذهب طلباتكم".
وأردف "إنها ملفات مكتب الجرحى، وعليها اللوغو الخاص بالمحافظة وإهمال الموظفين هو السبب الحقيقي لضياع حقوق المصابين".
وختم قائلا: "قد يقول البعض إننا في مجلس الشعب سلطة رقابية وتشريعية، ونحن بدورنا نقول لهم: من ليس لديه ضمير لا تفيد معه كل رقابات العالم".
طارق حاج بكري -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية