أدت اشتباكات بين كل من "الجبهة الشامية" و"حركة أحرار الشام" مؤخرا إلى إغلاق تركيا معبر "باب السلامة"، وذلك بعد أيام من تقرير لصحيفة تركية تتهم فيه المسؤولين عن المعبر المذكور بتزويد ميليشيات كردية في "عفرين" بالأسلحة والعتاد.
وقالت "رويترز" نقلا عن حاكم إقليم كلس التركي "إسماعيل جطاكلي"، أن الحدود أغلقت مؤقتاً أمام المساعدات الإنسانية والحركة التجارية بسبب التطورات على الجانب السوري، في حين قالت مصادر أمنية إنه لم يتضح بعد إلى متى سيستمر إغلاق الحدود.
وتعتبر بوابة "أونجو بينار" الحدودية التي تقع على الجانب الآخر من الحدود مع "باب السلامة" في سوريا ممراً أساسياً لحركة السير بين شمال سوريا الذي تسيطر عليه المقاومة السورية وتركيا. وتقع على مقربة من بلدة "اعزاز" التي يسيطر عليها مقاتلو المقاومة، في ريف حلب الشمالي.
وشهدت منطقة اعزاز ومحيطها اشتباكات بين "حركة أحرار الشام" الإسلامية، و"الجبهة الشامية"، شمال حلب.
وبينما يعزو البعض أسباب الاشتباكات، إلى اتهامات بالفساد طالت قيادات في "الجبهة الشامية"، التي تتولى مسؤولية إدارة معبر "باب السلامة"، يرى آخرون أن الطرفين، "الأحرار" و"الشامية"، يتصارعان للسيطرة على حواجز تجارية تدر أرباحاً مالية، إلى جانب الصراع للسيطرة على معبر "باب السلامة" ذاته.
وكانت صحيفة "يني شفق" التركية المقربة من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، اتهمت مؤخراً، قياديين في "الجبهة الشامية"، بتزويد فصيل كردي تعده الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني في مدينة "عفرين"، بالسلاح والدعم.
ووجهت الصحيفة التركية، في مقال سبق أن ترجمته "زمان الوصل" الاتهام بالاسم، لكل من، "أبو علي سجو"، المسؤول الأمني في معبر "باب السلامة"، و"مصطفى كورج"، مدير مكتب العلاقات في "الجبهة الشامية"، بالتورط في نشاطات فساد، من خلال السماح بعبور سيارات الغذاء والأدوية وكذلك الأسلحة إلى مدينة "عفرين"، التي تسيطر عليها ميليشيا كردية تابعة لـ(pyd) الذي يعتبر الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، المصنف كمنظمة إرهابية في تركيا.
وقالت الصحيفة إن معبر "أونجوبينار" (باب السلامة من الجهة السورية)، يشهد مرور نحو 200 شاحنة يوميا، وإن عمولة الشاحنة تصل إلى ألفي دولار، ما يدر دخلا يعادل 400 ألف دولار، فضلا عن عائدات غير مشروعة تتراوح بين 80 ألفا و110 آلاف دولار يوميا، عبر فرض إتاوات على الأشخاص الراغبين بالفرار من اضطهاد تنظيم "الدولة" ومليشيا الوحدات، حيث يتقاضى "عيد" وشركاه بين 1500 وألفي دولار على الشخص الواحد، لقاء جعله يدخل إلى تركيا.
وقالت الصحيفة التركية إن "عيد" و"كرج" يتزعمان مليشيا مكونة من نحو 100 عنصر.
وفي حرب بيانات أصدرت "حركة أحرار الشام"، أمس الأحد، بياناً أعلنت فيه حملة على من وصفتهم بـ "خلايا أمنية فاسدة، ومجموعات انفصالية"، متهمة شخصيات قيادية ومجموعات تابعة لـ"الشامية" بتزويد ميليشيات الاتحاد الديمقراطي الكردي، في "عفرين" المجاورة، بالأسلحة والعتاد.
وحددت الحركة، كلا من "سجو" و"كورج" من بين الشخصيات المستهدفة من حملتها، إضافة إلى قيادات في "الجبهة الشامية"، ومسؤولين في معبر "باب السلامة".
وردت "الجبهة الشامية" ببيان لها شبهت فيه اليوم الإثنين "حركة أحرار الشام" بـتنظيم "الدولة"، مشيرة إلى عدم التزام الحركة بالحكم الذي أصدرته المحكمة المركزية في اعزاز، القاضي بتسليم حاجز أمني يقع بين إعزاز وعفرين، لـ"الشامية".
وهاجمت "حركة أحرار الشام" الحاجز المذكور، بعد أن كانت "الجبهة الشامية" قد تسلمته من المحكمة.
ويشترك الفصيلان المتنازعان في عملية "درع الفرات" التي أطلقت لمحاربة تنظيم "الدولة" في الشمال السوري بدعم من الجيش التركي.
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية