قدموا إلى اليمن من الشام، من دمشق، وحلب وحمص وحماة، وغيرها، من سوريا إلى اليمن العربية السعيدة، علهم يجدون ملاذاً آمنا من جبروت نظام الأسد وطغيانه، كما يقول كثيرون منهم، جاؤوا لا يملكون سوى عروبتهم وشاميتهم ولا يحملون وزراً سوى أنهم سوريون فروا من بطش النظام السوري.
كانت اليمن بالنسبة لهم الوجهة المفضلة لما عرف عن أبنائها من كرم وحسن استقبال وذود عن المظلومين والمقهورين في كل زمان ومكان، لكنهم لم يجدوا اليمن يمناً، كما كان سالف العهد بها، فالبلاد اليوم ترزح تحت ظلم أشد وأنكى، إنه ظلم المليشيات الذي هو الآخر حول اليمن السعيد إلى جحيم لا يطاق، فبالنسبة للمليشيات فإن كل من ليس في صفها هو ضدها ويستحق كل أنواع العقاب الذي لا يستثنى منه الموت أحياناً.
*من حلب إلى صنعاء
"يوسف .ع" مواطن سوري قادم من مدينة حلب بعد أن بطش النظام بعدد كبير من ساكنيها وهجر النساء والأطفال، يقول "يوسف" لـ"زمان الوصل": "بعد أن استمر النظام في سوريا بقتل المدنيين لم نجد لنا أي ملجأ سوى اليمن الذي كان يحكي لنا عمي عنها أثناء عمله استاذاً في إحدى الجامعات اليمنية بأن المواطن السوري يعيش هنا وكأنه ببلده، ودائماً كان يحكي لنا عن اليمن السعيد، ولكن أتينا إلى هنا لنرى أحداث كما هو في سوريا، فاليمن اليوم لم تعد آمنه، ولم تعد سعيدة فالمليشيات حولتها إلى اليمن التعيس".
ويضيف "يوسف" "رغم أن المليشيات الحوثية لا تمسنا كسوريين، ولكن الجرائم التي تقوم بها في "تعز" و"مأرب" لا تقل شأنا عن جرائم النظام المستبد في سوريا".
أما "عمر" ابن ريف إدلب، الذي فضل عدم ذكر لقبه خوفاً من أي إجراءات قد تتخذها سفارة النظام في صنعاء بحقه، فاعتبر أنه "أين ما حلت إيران حل الدمار والخراب".
وقال في حديث لـ"زمان الوصل" إن "النظام الكهنوتي الظالم في طهران أغاظه الحديث النبوي (اللهم بارك في شامنا ويمننا)، فحاول تدمير كلا البلدين من خلال دعم أطغى الطغاة".
"أم طه" مواطنة سورية من مواليد اليمن تقول أيضاً: "لابد من مواجهة عربية حقيقية للنظام الإيراني في الدول العربية لا سيما سوريا والعراق واليمن".
وأضافت لـ"زمان الوصل" أن "إيران بدأت بتدمير العراق عبر ميليشياتها الطائفية، ومن ثم سوريا من خلال دعم مليشيات النظام وشبيحته، ومن ثم اليمن من خلال دعم المليشيات الحوثية التي انقلبت على السلطة الشرعية وحولت اليمن من اليمن السعيد إلى اليمن التعيس، ونشرت الموت في كل أنحائه، كما تنشر إيران الموت عبر ميليشياتها في كل أنحاء العراق وسوريا ولبنان".
يقول السوريون هنا إنهم يحاولون التجمع في أماكن سكن متقاربة علهم يخففون من وطأة الفراق لوطنهم، كما أنهم يحرصون على استمرار تواصلهم بشكل دائم ويتمنون أن يعود لبلدهم السلام وأن تعود أيضاً اليمن سعيدةً كما كانت في سالف عهدها.
الياس محمد – صنعاء -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية