أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هادي العبد الله لـ"زمان الوصل": ترتيبات السفر حالت دون استلامي جائزة "مراسلون بلا حدود" ولن أنسى "خالد" و"طراد"

العبدالله وفي الكادر خالد العيسى وطراد الزهوري - زمان الوصل

أعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" أمس الاثنين عن منح جائزتها لحرية الصحافة هذا العام 2016 للزميل الإعلامي "هادي العبد الله -29 عاماً" الذي "لم يتوانَ عن المجازفة في مناطق خطيرة لا يتوجه إليها أي صحفي أجنبي من أجل تصوير وسؤال أفرقاء في المجتمع المدني وواجه الموت مراراً -كما جاء في حيثيات الجائزة التي من المقرر أن يتم تسليمها في "ستراسبورغ" بفرنسا اليوم الثلاثاء على هامش "المنتدى العالمي للديمقراطية" الذي ينظمه مجلس أوروبا. 

ولكن الناشط والزميل الشاب، الذي لا يزال يتعافى من إصابته الأخيرة في انفجار مدبّر بحلب منذ أشهر وذهب ضحيته زميله خالد العيسى لن يستطيع تسلم الجائزة بسبب تعثر ترتيبات السفر، وسيكتفي بإلقاء كلمة في شريط فيديو سجل الإثنين كما قال في حديث خاص بـ "زمان الوصل" مضيفاً أن منظمة "مراسلون بلا حدود" أبلغته منذ أكثر من شهرين بترشيحه لجائزة حرية الصحافة، وطلبوا منه معلومات مهنية وما يتعلق بعمله ودراسته.

وأضاف محدثنا أنه لم يلقِ بالاً للموضوع، ومنذ فترة اتصل القائمون على الجائزة به مجدداً ليبلغوه بحصوله عليها.

ولفت الإعلامي، الذي ساهم بتغطية ميدانية للمعارك ضد النظام، إلى أن إجراءات وترتيبات السفر إلى فرنسا حالت دون ذهابه لاستلام الجائزة، مشيرا إلى أنه منذ اليوم الأول الذي اشتغل فيه في الناشط الإعلامي لم يضع نصب عينيه الفوز بجائزة أياً كانت، ولم يتوقع الفوز بأي جائزة.

وتمنى "العبد الله" لو أُتيح له الذهاب إلى فرنسا لتسلم الجائزة شخصياً لرغبته في إيصال قضية السوريين ومعاناتهم التي طالت، لعلّ هذا العالم يتحرك أو يستجيب لرفع الظلم عنهم.


ولدى سؤاله عن أول شخص خطر بباله من شهداء الكلمة والكاميرا لدى تلقي خبر الفوز بالجائزة ولمن يهديها منهم أشار "العبد الله" إلى أن أول إنسان خطر بباله ولم يفارق خياله هو الشهيد "خالد العيسى" –رحمه الله الذي فجعه برحيله و"كسر ظهره" -حسب تعبيره- وأضاف العبد الله: "إلى الآن ورغم مرور شهور على الحادث لم استوعب استشهاد خالد، "دائماً أنام في فراشه وأضع صورته بجانبي وأراه في المنام، ولذلك من الطبيعي أن يكون خالد أول شخص يخطر ببالي وأهدي الجائزة لروحه الطاهرة ولعدد من الأصدقاء الذين استشهدوا في طريق الحرية والكرامة كطراد الزهوري، ووسيم وشامل وغيرهم من شهداء الكلمة والحق".

وكشف "هادي" أن وضعه الصحي جيد إلى حد ما مضيفاً أنه صار بإمكانه المشي ولكنه مشيته غير طبيعية، "أخبرني الأطباء أن مشيتي ستتحسن مع الوقت، ولا أستطيع الركض حالياً في حال وقعت غارة أو قصف ولكني أتدبر أموري.

وأكد "هادي" أنه أنهى العلاج الفيزيائي ولكن لديه –كما يقول- عملية لترميم فقدان عظام في القدم اليسرى.
وذكر أن الأطباء أشاروا إلى إمكانية تأجيل العملية وهي عبارة عن زرع عظام، لافتا إلى أنه كان يلح على الأطباء باستمرار على الإسراع بإنهاء علاجه ليتمكن من العودة إلى سوريا لأنه –حسب تعبيره- اختنق خارجها وطالت غيبته عنها.

*ثورة شعب وليست حربا أهلية
ووجه "العبد الله" رسالة للعالم بأن الثورة السورية ستبقى مستمرة وما يجري في بلادنا هو ثورة شعب وليست حرباً أهلية أو طائفية- كما يحاول إعلام الغرب وبعض وسائل الإعلام العربية تصويرها للأسف.
وأضاف محدثنا أن "الشعب السوري الحر سيظل مستمراً في ثورته" لأن سوريا -حسب وصفه–هي "أرحام خصبة وشعب ولّاد، وعلى العالم أن يفهم أن أي قوة مهما كانت عظمى لا تستطيع مواجهة قوة الشعب".

وتابع "العبد الله" أن "شعبنا الذي صمد 6 سنوات في وجه كل آلات الإجرام في العالم من نظام الأسد وشبيحته إلى حزب الله والمليشيات الطائفية العراقية مرورا بالإيرانيين وقطعانهم من المليشيات الأفغانية، وتنظيم "الدولة" والاحتلال الروسي، كل هذه القوى لم يستطع أحد كسر إرادته وصموده ورغبته بالحياة.

وختم "هادي" حديثه لـ"زمان الوصل" قائلا: "أكبر وفاء للشهداء الذين سبقونا سواء كانوا في العمل المسلح أو الإعلامي أو الإنساني هو أن نكمل مسيرتهم وننصر ثورتهم.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(194)    هل أعجبتك المقالة (177)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي