أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

التحرّك المصري في لبنان يحتاط من خطر إقليمي كبير

تأتي النقلة الأمنية للسياسة المصرية تجاه لبنان وسط إعداد لزيارة سيقوم بها الرئيس اللبناني الشهر المقبل إلى القاهرة، تلبية لدعوة من الرئيس المصري.

وبالنسبة إلى كثير من المحللين، فإن تلك النقلة في طبيعة التحرك المصري في بيروت تحمل تساؤلات بقدر ما تثير اندهاش المصريين في الداخل.


سبق للقاهرة أن رفضت محاولات تقليص دورها الإقليمى، حين سخر الرئيس مبارك من محاولات البعض التشكيك في دور بلاده العربي والإقليمي، وقال إن مصر «تمارس دورها حيال قضايا أمتها العربية باتصالات وجهود خالصة منزّهة عن الغرض، وتعبّر عن مواقفها بوضوح وقوة وبتوجّه قومي صادق، وليست لها أجندة خفية وتبذل قصاراها، ومن يبحث عن دور في حل مشكلات المنطقة فليتفضل، وسنكون أوّل من يصفّق له».


تبدو بيروت هذه الأيام أقرب إلى القاهرة من كثير من عواصم المنطقة، فيما حمل مبارك، الذي بدأ أمس زيارة إلى فرنسا، هذا الملف معه للتداول فيه مع ندّه الفرنسي نيكولاى ساركوزي باعتبار أن باريس كانت ولا تزال إحدى العواصم المعنية باستقرار لبنان ولصلاتها بالعديد من أطرافه وأفرقائه.


وهكذا انتقل ملف لبنان وأزمته السياسية المحتدمة من أدراج مكتب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط المطل على نيل القاهرة، إلى شرق القاهرة حيث مقر إدارة جهاز الاستخبارات المصري في ضاحية كوبري القبة.

القفازات الحديدية

وإذا كان رجال الجنرال النحيف المخيف عمر سليمان قد اعتادوا الظهور أخيراً في تل أبيب أو الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن هذا الظهور لم يثر تلك التساؤلات أو علامات الدهشة التي أدى إليها إيفاد الرئيس مبارك للواء عمر القناوي الرجل الثاني في جهاز الاستخبارات العامة المصرية إلى بيروت.


انتقال الملفات الإقليمية الحساسة من يد الدبلوماسية الناعمة إلى القبضة الأمنية القوية، بات، كما يقول دبلوماسيون غربيون في القاهرة، سمة بارزة لإدارة السياسة الخارجية المصرية.


لكنّ ناطقاً باسم الخارجية المصرية نفى لـ«الأخبار» وجود انتقال كامل لهذه الملفات، معتبراً أنّ الأمر لا يخرج عن كونه توزيع أدوار في بعض الملفات لبعض الوقت وفقاً لما يراه صانع السياسة الخارجية للبلاد.
وقال المتحدث الذي طلب عدم تعريفه: «لا ننظر إلى الأمر باعتباره تنافساً بين الجهتين. بإمكانك القول إن هناك تنسيقاً كاملاً وتفاهماً في هذا الإطار، والمهم أن يحصل ما تراه مؤسسة الرئاسة، بغض النظر عن أدوات التنفيذ».


ولفت إلى أن الدور الدبلوماسي المصري التقليدي في لبنان لم ينته كما يعتقد البعض، لكن هناك عوامل كثيرة أدت إلى اتخاذ قرار بمشاركة كوبري القبة في إدارة الملف اللبناني.

أين دور الخارجية؟

هذه التبريرات لا تروق من يشيرون إلى تناقص الدور الحيوي المعتاد للخارجية المصرية في إدارة علاقات مصر بالخارج، ويقول هؤلاء إن الأمر بات مدعاة للتساؤل عن أهمية الحفاظ على وزارة الخارجية المصرية نفسها ما دامت كل الملفات المهمة في يد الاستخبارات.
وقال الدكتور عماد جاد، رئيس تحرير دورية «مختارات إسرائيلية» الصادرة عن مركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية: «عموماً، هناك تراجع للدور الدبلوماسى لأسباب غير معلنة، ولكنها واضحة، وتتمثل في اتجاه الرئاسة إلى تكليف الاستخبارات العمل السياسي الخارجي».
لكن هل يأت هذا الدور على حساب أصحاب الياقات البيضاء والأيدي الناعمة في كورنيش النيل لمصلحة هؤلاء المجهولين إعلامياً في كوبري القبة؟ يقول دبلوماسى غربي: «نعم، القاهرة باتت تستشعر خطراً إقليمياً، لذلك فتحركها غير تقليدي هذه المرة».

الهلال الشيعي إلى الواجهة

عبر موقع جماعة الإخوان المسلمين المناوئة للنظام المصري، كتب أحدهم أن «الجانب السياسي للأزمات المتتالية في لبنان سيكون في مصلحة إيران وإسرائيل، وهو ما لا يريده المصريون. حيث إنَّ إيران ستربح قدماً إضافية في مساعيها الحثيثة لاستكمال طوق الهلال الشيعي في المنطقة، وشمال لبنان منطقة شديدة الاستراتيجية، مع كون سيطرة الشيعة العلويين المدعومين من سوريا عليها سيعني إضعاف قدرة السُّنَّة ووجودهم في هذا البلد، وبالتالي إضعاف الجبهة التي تواجه حزب الله وإيران داخل لبنان».
ويعتقد هذا المصدر أن التحرك المصري في جانب منه هو تطويق الجهود التي تقوم بها بعض أعلى المستويات في طهران لنشر المذهب الشيعي والنفوذ الإيراني في العالم العربي، والذي امتد الآن من الخليج العربي حتى المغرب العربي، بحسب التقارير الوافدة من المؤسسات الدينية الرسمية في المغرب والجزائر.
في المقابل، يعتقد الدكتور أسامة الباز، المستشار السياسي للرئيس مبارك، أن بلاده تهتم بإيجاد حل للأزمة اللبنانية الداخلية، حفاظاً على وحدة لبنان، استناداً إلى الالتزام بمبادئ الحفاظ على السيادة والاستقلال دون التدخّل في الشؤون الداخلية.
وفقاً لكلام الباز، فإن الدور المصري لا يقتصر على الناحية السياسية، بل يتخطاها إلى شؤون اقتصادية وتجارية تصبّ في مصلحة الشعب اللبناني.
وعن الدور المصري لاحتواء الأوضاع، يقول السفير سليمان عواد، الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن مصر تحتفظ بمسافات متساوية مع جميع القوى والتكتلات ولا تنحاز إلى أحد على حساب أحد.
وأكد عواد أن مصر ليس لها أجندة في لبنان، وأنها تتطلع دائماً إلى أن يستقر لبنان كدولة مستقلة ذات سيادة بعيدة عن التدخلات الخارجية، سواء كانت إقليمية أو دولية.
ثمة من يقول إن التحرك المصري مرتبط أيضاً بمشاكل العمال المصريين في لبنان، علماً بأن نحو ‏18‏ ألف مصري عادوا إلى بلادهم من لبنان خلال الحرب التي شنّتها إسرائيل هناك صيف عام 2006.

الاستخبارات المصرية في بيروت

أما بالنسبة إلى الاستخبارات المصرية، فهي ليست جديدة على لبنان. لها قصة كبيرة. جروحها قليلة ونادرة. وجودها ارتبط بالخيط العربي مع لبنان. صنعته مع سوريا والخليج (بالأحرى السعودية) وعبر مراحل انتقلت من عروبة الثورة إلى عروبة البيزنس مروراً بارتباط الأمر الواقع الذي ربط لبنان بسوريا ٣٠ سنة، انتهت بتراجيديا سياسية ما زالت فصولها تنبض في كل مكان.
حضور مصر كان الأخف. بعيدة عن الجغرافيا. وتورّطها في حروب المذاهب يكاد لا يذكر. لكنّ إيقاع الحضور تباينت حدّته من رغبة عبد الناصر في وصول صوته وصورة ثورته إلى عاصمة الحرية في العالم العربي.
القاهرة بدون بيروت عاصمة للعروبة الناقصة. وبيروت بدون القاهرة في مهب رياح إقليمية كان عبد الناصر يخاف دخولها عبر البوابة اللبنانية المفتوحة. الاستخبارات لم تغب. كانت يداً لناصر، ثم انسحبت (بطريقة أو بأخرى) في سنوات السيطرة السورية. اقترابها تحوّل إلى مراقب من بعيد (لا يتناقض مع سوريا)، يحافظ على حضور مصر في سنوات تحوّل السادات من خط النار إلى طاولة المفاوضات. زعامة العروبة أفلتت بالتدريج من يد السادات، لكنّ غيابه لم يكن كاملاً. لم ينسحب السادات. تخيّل لبنان ساحة معركته مع «عروبة بعثية»، وبدأ من هذه النقطة يتضح التضاد في مصالح الوجود بين القاهرة ودمشق. معارك «الصمود والتصدي» انعكست في بيروت. غيّرت مصر تحالفاتها تقريباً. لم تترك حلفاء مثل جنبلاط، لكنها أصبحت أقرب إلى خصوم سابقين.
ارتاحت القاهرة أكثر إلى معسكر بعيد عن «الصمود والتصدي». وارتاحت سوريا إلى مغادرة مصر أرض لبنان. مغادرة غير تامة، لكنّها انتهجت «عروبة» بعيدة عن مصر التي لم تعد مرتاحة في عصر السادات إلى صورتها القديمة كزعيمة للثورة العربية. صنعت صورة جديدة تقود فيها العرب إلى التسوية لا إلى الحرب. وهو ما تطلّب أداءً مختلفاً ضعف فيه الدور السياسي وقوي الدور الأمني المتابع بحرص لماراثون الميليشيات في الحرب الأهلية... وشبكات علاقاته الإقليمية والدولية.
مصر في دورها السياسي الجديد تغيّرت خريطة وجودها إلى حد، ولم تعد تيارات لبنانية تراها العدو رقم واحد أو مقطورة العروبة التي تجتاح لبنان.

العروبة والطائف

المصالح الجديدة تبلورت بعد الطائف. أصبحت العروبة متاحة بعيداً عن التيارات القديمة. تحالفت طبقات من النخبة المسيحية مع المال الخليجي، واتخذ المراقب المصري موقع الراعي الإقليمي لسياسة تقودها السعودية. عروبة جديدة بلا راديكالية معادية لأميركا وإسرائيل.
هذه العروبة لم تكن مصر في صدارتها، لكنّها في القلب منها، واستخباراتها لم تكن في وضع الاستفزاز، لكنّها ليست غائبة. إلى أن تعقّد الوضع بمقتل الحريري. وارتبك مثلث القاهرة ـــــ الرياض ـــــ دمشق. انكسرت أضلاعه أو تشرخت، وبدا حضور القاهرة أو الرياض غير مريح لدمشق.
أدركت مصر بالتدريج أن سياسة الابتعاد عن مناطق الصراع التي قررت فيها الوقوف عند مسافة واحدة من كل الأطراف «لم تعد صالحة تماماً، وأن الريادة التاريخية أصبحت على المحك. التاريخ لم يعد كافياً لضمان موقع تتقاتل عليه أطراف عديدة. والجغرافيا تضيق مع خروج مصر من المعادلات الجديدة في المنطقة.
الغياب لم يكن حضوراً. ولا «الأمني» وحده ضَمن بقاء مصر في الملعب اللبناني. وفيما يبدو أنه اليقظة، تحركت مصر لتملأ الموقع أولاً في بغداد، وثانيا في بيروت. تحركت الاستخبارات أولاً، في إشارة إلى شعور بالخطر، إلى رغبة في قطع المسافات، إلى استغلال فرصة انشغال الإدارة الأميركية بالانتخابات لتحتل مواقع كانت أميركا وإسرائيل، رغم الصداقة والتحالف، يبعدان القاهرة عنها. مصر تحتل مواقع لا تبدو حتى الآن مساحتها أو فاعليتها. الحركة جاءت عبر الجزء القديم من النظام. أدواته تربية العصر الناصري. عصر الدخول في قلب الصراعات. دبلوماسية الاستخبارات سريعة تقصّر حبل المناورات وتحتل المواقع وتعلن الوجود. وهذه ميزة تتسم بها مصر وتتميز عن السعودية. مصر لم تقطع صلاتها بحزب الله نهائياً. كما لا تمثّل رمز طائفة أو انحيازاً كاملاً نحو آل الحريري. لديها خفّة في الحركة يعززها ثقلها المطمئن إلى أطراف عديدين.
ولكن إلى أين تسير الحركة المصرية؟ مجرد منافسة الوجود الإيراني؟ أو التمثيل لمعسكر تدعمه السعودية وأميركا؟ هل هي يقظة كاملة؟ موقع جديد؟ أم إشارة تحذير عابرة فقط؟ وإلى أين يقود الأمني السياسي: إلى تحالفات مختلفة أو غطاء عربي وسط مهب العواصف الإقليمية والعربية؟ تختلف زيارة اللواء عمر القنّاوي، وكيل جهاز الاستخبارات المصري، عن آخر زيارة لجمال مبارك على رأس وفد إعلامي وسياسي خلال حرب تموز ٢٠٠٦. نظام مبارك ارتبك وقتها وانحصر دوره فى اتصالات لا تصل إلى نتائج. وعندما خانته وعود إسرائيل بإنهاء كل شيء في أسبوع، بحث عن قشة الغريق. استمع إلى نصائح من سفيره فى بيروت، وأرسل شخصية كبيرة. كانت جمال مبارك الذي لم ينطق بكلمة. لم يصدر تصريحاً. لم يبد موقفاً منحازاً. ظلّ صامتاً بملامح وجه ثابتة. كأنه في مهمة اعتبرت المعارضة فى مصر أنها ضمن سيناريو التوريث.
لكن هذا ليس صحيحاً تماماً، فمجموعة «الوارث» في مصر بلا خبرة في السياسة الإقليمية، ولا مكان للمحيط العربي في خطاباتهم أو نظرتهم إلى إدارة الدولة. هذه ساحة خالية من أفكار «الحرس الجديد»، ولا يفهم فيها سوى الكهنة القدامى من رجال استخبارات يفهمون في ملفات الصراع الحساسة، ولديهم خبرة في الحركة بين «السياسة» و«الأمن» وبين «الارتباطات الجديدة» و«الانحيازات القديمة».
الدبلوماسية المصرية فقدت معظم مهارتها بعد عصر عمرو موسى، الذي أمّم بجاذبيته ما عطّلته كوابح الموقع الجديد لمصر بعد اتفاقات كامب ديفيد. قادة الدبلوماسية بعد موسى موظفون يميلون إلى التعليمات لا المبادرات. وهذا ما دفعهم إلى الخلف في الملفات الخطيرة من فلسطين إلى لبنان.
تحوّل لبنان إلى ملف خطير إشارة مهمة. ووضعه في عهدة الاستخبارات رسالة إلى أكثر من طرف محلّي وإقليمي ودولي. الرسالة سيتضح مضمونها في الأيام القادمة، لكنّها على الأقل ليست مجرد طلقة تحذير لحلف يجمع سلفيين في الشمال اللبناني بجماعة الإخوان المسلمين في مصر... وهو ما ذكرته صحف لبنانية أخيراً.
الزيارة إعلان وجود ربما يغيّر خططاً أو تدبيرات سرية أو يدعم اتجاه الرئيس ميشال سليمان لتأليف كتلة خارج استقطاب «المعارضة» و«الموالاة». هل الزيارة في مواجهة سوريا؟ إيران؟ الزيارة غامضة، أو «استطلاعية» بحسب القاموس الاستخباري، وتمّت على عجل كأنها «تحذّر من شيء» أو «تخاف ضياع آخر شيء». تركت أسئلة، وحاولت أن تقول إن الاستخبارات المصرية مرّت من هنا. لماذا؟ حركة احتلال مواقع؟ أم جسّ نبض لعملية استراتيجية كبرى؟ عملية ضد من؟ «المد الفارسي»؟ ومع من من الطامحين إلى خيمة عربية تعتمد على اتفاق الدوحة؟ الاتفاق أزعج مصر وأشعرها بالخطر، لكنّها الآن في بيروت تعلن أنها تعمل على أجندته. هو الحد الأدنى الذي يمكن أن تتحرك ضمنه مصر الغامضة سياسياً في ما يتعلق بلبنان. غموض من لا يحمل مشروعاً بديلاً من اتفاق الدوحة.
على المستوى الأمني، حركة الاستخبارات المصرية تسير في اتجاه عدم ترك الساحة لطرف إقليمي واحد، لا سوريا ولا إيران، وهذا يحتاج إلى ضمان من أطراف آخرين لا نعلم حتى الآن مدى علمهم بخلفيات التحرك المصري.
اللافت أنه قبل زيارة القناوي، لم تخف الاستخبارات المصرية أصابعها. أعلنت عن كشفها لخطّة اجتياح سورية لشمال لبنان (الإعلان تسرّب في زيارة أبو الغيط). وقبلها أعلنت عن اعتقال عناصر من حزب الله في سيناء.
كذلك فإن لقاء مبارك مع جعجع وجنبلاط جاء مباشرة بعد استقبال الرئيس نجاد للعماد ميشال عون.
كأن مصر تعلن أنها تقود الآن مواجهة مع تحالف إيران ـــــ سوريا. كأنها تقول ذلك لأنها لم تعلن إلا رعايتها للمصالحة، ودعمها لمرور الانتخابات النيابية اللبنانية بأمان.
لم تدخل مصر كطرف لكنها طرف... هل هو ارتباك في الحركة؟ أم تبعات اليقظة المتأخرة؟ أم للحركة بدون حرية؟ الحركة السريعة من بيروت وإليها لم تُفهم بعد، وخاصة أن الزيارة كانت «تجريبية». تختبر أسلوبها في التواصل مع أطراف بعيدين عن القاهرة (أهمهم حزب الله وأبعدهم تيار عون). أسلوب جديد ومفاجئ لا يشير فقط إلى رغبة مصر في العودة، لكنّ الأهم أنه يستشعر خطراً قادماً على لبنان وربما المنطقة بأسرها. خطر أخرج المصريين من استراحتهم في منتجع «الشقيقة الكبرى».



القناوي غادر بيروت إلى لندن

 

غادر بيروت، قبل ظهر أمس، نائب مدير الاستخبارات المصرية، اللواء عمر القناوي، متوجهاً إلى لندن، يرافقه مسؤول العلاقات العربية اللواء أحمد عاطف، بعد زيارة امتدت لأيام، أجرى خلالها لقاءات مع عدد كبير من المسؤولين اللبنانيين، رسميين وحزبيين، مناقشاً معهم الوضع الداخلي، وباحثاً في الدور المصري المشجّع على تحقيق المصالحات التي تشهدها
البلاد.
وكان قد التقى، أول من أمس، رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مجدداً، وأطلعه على أجواء هذه اللقاءات ومحصّلتها السياسية والأمنية.



«الزائر الأمني... وصيّ سياسي جديد»

 

انتقد النائب السابق جهاد الصمد «الجولة الميمونة» لنائب مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر القناوي إلى لبنان، والذي فوجئ بأن «الزائر الأمني لم يلتقِ في كل جولاته وصولاته أياً من المسؤولين الأمنيين اللبنانيين، وإنما شملت لقاءاته الرؤساء والقادة السياسيين من مختلف المستويات، ما يعني أن الاستخبارات المصرية أوفدت اللواء القناوي في مهمة سياسية».
وأضاف: «لقد هالنا أن نرى أن أركان الدولة والقيادات السياسية اللبنانية على تنوّعها، ومن مختلف الدرجات والمستويات، قد تعاطوا مع رجل الاستخبارات المصري على قاعدة أنّه الوصيّ السياسي الجديد على لبنان».
ورأى الصمد مفارقة في أن يكون المسؤول المصري قد «جاء يعمل في السياسة بمهمة غير واضحة إلى الآن، بمعزل عن السفير المصري أو أيّ موفد سياسي، بينما كان البعض يقيم الدنيا ويقعدها قبل اليوم، من أجل وقف التعاطي السوري مع لبنان من خلال المسؤولين الأمنيين».
من جهته، علّق رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب على زيارة القناوي، متمنياً «على المصريين الاهتمام بأمورهم أكثر».
وأضاف: «ليطمئن النظام المصري إلى أن لدينا حصانة في موضوع العروبة أكثر من نظام هذا الضابط الذي أتى إلى لبنان».
وكان القناوي قد زار خلال وجوده في لبنان الرؤساء الثلاثة ميشال سليمان ونبيه بري وفؤاد السنيورة، والرئيس السابق أمين الجميل، ورؤساء الحكومة السابقين، سليم الحص وعمر كرامي ونجيب ميقاتي، ورئيس تكتل الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون، ورئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري، ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، وحزب الله ممثّلاً بالوزير محمد فنيش والسيد نواف الموسوي والشيخ حسن عز الدين، ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد. كذلك استقبل في مقر السفارة المصرية، ممثّلَي منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس في لبنان، عباس زكي وأسامة حمدا
ن.

الأخبار
(112)    هل أعجبتك المقالة (119)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي