يزداد الوضع الميداني في سوريا تعقيداً يوماً بعد يوم مع ازدياد أعداد الميليشيات العراقية الشيعية في المجيء إلى سوريا بدعم إيراني، بالتزامن مع تصريحات طائفية لقادة الحشد العراقي الشيعي بأنهم سيتوجهون إلى حلب بعد معركة الموصل.
وعلى ما يبدو أن المأساة السورية لن تنفرج قريباً في ظل فشل الجهود الدولية لتسوية سياسية تقضي إلى رحيل بشار الأسد شماعة دخول الميليشيات، وسط تشتت وتصارع قوى دولية كبرى في سوريا.
ففي حلب ومن خلال المعركة الكبرى التي تدور رحاها الآن ومعركة "الراموسة" التي سبقتها ظهر ازدياد كبير لأعداد الميليشيات العراقية والأفغانية تحت مسميات منها (حركة النجباء – لواء الباقر – لواء فاطميون – جيش المهدي) مع تراجع لأعداد مرتزقة حزب الله اللبناني مقارنة بعامي 2014 و2015.
ويرجع محللون سبب ذلك التراجع للتسوية السياسية اللبنانية بوصول "ميشال عون" - حليف حزب الله –إلى رئاسة لبنان شرط تحييد لبنان عن الأزمة السورية، فيما قال المتحدث العسكري باسم تجمع "فاستقم كما أمرت" في حلب، "عمار سقار"، لـ"زمان الوصل": "سبب تراجع أعداد مرتزقة حزب الله في حلب هو نتيجة للخسائر الكبيرة التي تلقاها الحزب بحلب أمام ضربات الثوار والشعور بفضح ما يسمى المقاومة لبنانية وخلع القناع عنها، ما أدى لتراجع حاضنة الحزب الشعبية في لبنان"، مضيفاً: "من خلال أجهزة التنصت كشفنا أن قيادة العمليات مؤخراً صارت لضباط إيرانيين على الأرض ولا دور يذكر لقوات النظام، وما لوحظ مؤخراً في حلب تقاسم الجبهات بين الميليشيات، فكان مخيم "حندرات" وما حوله لـ"لواء القدس"، وجبهات ريف حلب الجنوبي وقرية "عزيزة" وحي "الشيخ سعيد" ومحور الكليات وأكاديمية الهندسة العسكرية لـ"حركة النجباء"، وجبهة "بستان الباشا" للواء "فاطميون" و"زينبيون"، وجبهة "حلب الجديدة" و"جمعية الزهراء" يتواجد فيها "لواء الباقر"، و"جيش المهدي" هو المسؤول عن محور "نبل" و"الزهراء"، مع أعداد قليلة لحزب الله في معمل الاسمنت ومحور "تل قرع"، و"الفوج 47" من الحرس الثوري الإيراني هو المسؤول عن تأمين خط امداد "أثريا – خناصر" القادم من حماة إلى حلب".
وكشفت التصريحات الرسمية مؤخراً إرسال مزيد من الميليشيات العراقية الشيعية لسد تراجع عناصر حزب الله في حلب وتمهيداً لضم حلب مع قطاع الموصل، حيث قال "أحمد الأسدي" المتحدث باسم "الحشد الشعبي" الشيعي العراقي بأن حشده سيدخل إلى سوريا بعد طرد تنظيم "الدولة" من العراق، وكذلك قال قادة من الحشد بأنهم سيتوجهون إلى حلب بعد الموصل، بعد أيام من تصريح مثير لـ"نوري المالكي" رئيس الوزراء العراقي السابق من أن "عملية قادمون يا نينوى تعني قادمون يا حلب وقادمون يا صنعاء"، معلناً حرباً إقليمية طائفية بدعم إيراني لميليشيا الحشد الذي يعد القوة الضاربة التابعة للمرشد علي خامنئي في المنطقة، رغم أن الكثير من منظمات حقوق الإنسان أثبتت ارتكاب الميليشيات الشيعية العراقية جرائم ضد الأبرياء تسعى الحكومة العراقية من خلال القوانين لشرعنتها، كما تقدم لها الإدارة الأمريكية دعماً جوياً في المعارك.
كما ادعى الجنرال الإيراني، "حسين سلامي"، أن الحل السياسي في سوريا تفرضه إيران في الميدان، وأشار إلى أن مستشاريها ينقلون ما وصفها برسالة الثورة الإسلامية في الخارج، وقال "سلامي" نائب القائد العام في الحرس الثوري الإيراني، إن من يفرض معادلاته على الوضع الميداني في سوريا، ستكون له الكلمة الأولى في المفاوضات السياسية، مشيراً إلى أن التغييرات في الميدان لصالح جبهة الحشد.
وحول الموضوع ذكر عضو المكتب السياسي في "حركة نور الدين الزنكي" المحامي، تركي عبد الحميد: "تاريخياً لقد شكل الخط الديموغرافي البشري الكبير بين الموصل وحلب سداً منيعاً أمام الحروب الصليبية التي التي تحاول دول عظمى اليوم هدم هذا السد المنيع، وما معركة حلب الكبرى إلا معركة كسر عظم إما لهدم أعداء هذا السد أو لزيادة علوه وتحصينه من الثوار"، مضيفاً لـ"زمان الوصل": "إيران تركز في حشدها على حلب لأن هذه المحافظة تضم ربع سكان سوريا وربع مساحة سوريا حلب نصف اقتصاد سوريا، ويريد الإيرانيون أن تكون حلب عاصمة (سوريا غير المفيدة) بيد النظام، ويريدها الإيرانيون بيد النظام كورقة ضغط ليتنازل الثوار عن سوريا المفيدة كخطة، وما معركة الرقة التي يصرح "مالكي" بخصوصها إلا شماعة يوارون بها عن مكرهم بالوصول لحلب ليتبعوها بإبادة الموصل وإفناء للخزان السني"، مشدداً أن "معركة حلب الكبرى هي أول معركة استراتيجية على امتداد الساحة يشارك فيها جل أهل سوريا للحفاظ على وحدة سوريا، وتحرير حلب من قبل الثوار يعني تحرير منطقة تمتد على مساحة 90 ألف كم مربع تقريبا أي قيام دولة للثوار على اتصال واحد يشكل نصف سوريا مع وجود جيوب ثورية لهذه الدولة في النصف الآخر الخاضع لإيران وبالتالي هدم المشروع الإيراني الخطير بالمنطقة".
عمار بكور - زمان الوصل - حلب
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية