ترددت أصداء الهجوم على الكتيبة المهجورة (ريف درعا) مدوية على صفحات ناشطي الثورة، كما على صفحات ومواقع النظام، مشحونة بلقطات لجثامين مقاتلين من فصائل المقاومة السورية، قضوا خلال هجومهم على الكتيبة.
ووسط اختلاط الأصوات المتأسفة والمترحمة على أرواح المقاتلين من جهة، والأصوات المهللة والمرحبة بقتلهم من جهة أخرى.. وسط هذا الاختلاط، ما تزال تفاصيل قضية سقوط هذا العدد الكبير نسبيا ملفوفة بالغموض، ومحاطة بالالتباس، ومرفقة بعبارات: خيانة، سوء تخطيط.. من قبل الطرف الأول، وعبارات: نصر، صفعة قوية.. من قبل الطرف الآخر (المحسوب على النظام).
بين أبطع وداعل، وتحديدا في موقع الكتيبة المهجورة التي كان مقاتلو المقاومة السورية يسعون لإعادة تحريرها، وفي مساء يوم الأحد..في هذا المكان والزمان حصل شيء غير مفهوم، أدى لخسارة عدد غير قليل من الطرف المهاجم، ليأتي بعده دور الروايات والرواة، وما أكثرها وما أكثرهم.
وبعيدا عن أعداد من قضوا، والتي تراوحت لدى الناشطين بـ26 مقاتلا، ولدى صفحات الموالين ما بين 40 و50 مقاتلا.. فإن الصور التي نشرها بعض مرتزقة النظام مكّنت "زمان الوصل" من التعرف إلى شخصية لعبت دورا محوريا في واقعة الكتيبة المهجورة، وهو "النقيب يحيى أحمد ميا".
وقد ظهر النقيب "ميا" في إحدى اللقطات، وبجانبه أشلاء وجثامين بعض مقاتلي المقاومة السورية ممن قضوا في الكتيبة المهجورة، الواقعة في الريف الشمالي لحوران.

وبحسب معلومات "زمان الوصل" فإن "يحيى ميا" المتحدر من ريف طرطوس، يشغل رئيس قسم الأمن السياسي في مدينة إزرع، وله صداقات مع مرتزقة من بعض بلدات محافظة درعا، ومنها "قرفا" مسقط رأس اللواء القتيل "رستم غزالي"، الذي كان يرأس شعبة الأمن السياسي، قبل أن تتم تصفيته.
وسبق لـ"ميا" أن زار اليمن قبل سنوات، ووطد علاقاته بالمحسوبين على الحوثيين وعلى الرئيس المخلوع "علي عبدالله صالح"، ومؤيدي الأسد من اليمنيين.
ولـ"ميا" علاقة بالموظف في سفارة النظام بصنعاء "معن يحيى الغزي"، وهذا الأخير يعد صديقا لوالد الإعلامي القتيل "ثائر العجلاني"، ووالدته هدى الحمصي عضو مجلس الشعب، وسفيرة النظام في اليونان سابقا، قبل طردها.
استثمرت صفحات النظام ووسائل الإعلام المساندة له واقعة الكتيبة المهجورة، عبر نشر مصطلحات وعناوين مختلفة من قبيل "صفعة قوية"، وهي العبارة التي اختارتها قناة المنار الناطقة باسم حزب الله (المليشيا الصفراء.

وعلى غرار احتفائها بواقعة العتيبة (كمين وقع على تخوم الغوطة في شباط 2014 وقضى فيه العشرات)، احتفت "المنار" بما حدث في الكتيبة المهجورة، مخصصة له تقريرا مفصلا.
وأفادت القناة إن جيش النظام صد هجوما دام أكثر من 6 ساعات، وقضى خلاله على "عدد كبير من المسلحين الذين خلفوا وراءهم 40 جثة".
ونسبت قناة المليشيا إلى "قائد ميداني شارك في صد الهجوم" قوله إن الهجوم أسفر عن سقوط أكثر من 70 عنصرا من الفصائل المختلفة، من إجمالي 800 عنصر شاركوا فيه عبر 3 محاور.
وزعمت "المنار" أن المعركة شهدت تدمير 4 مدرعات "بي إم بي" وإعطاب دبابة ورشاشين ثقيلين من عيار 23 ملم، ومنصة صواريخ مضادة للدبابات من نوع "تاو"، فضلا عن إسقاط 6 طائرات مسيرة ومفخخة (أسقطها النظام).
ونوهت قناة المليشيا الطائفية بموقع "الكتيبة المهجورة"، وبكونها "نقطة حاكمة يبلغ ارتفاعها 562م، ولها مهمة أساسية في السيطرة على طريق أبطع وهي وتؤمن طريق دمشق- درعا".

وخلصت القناة إلى القول بأنه ومنذ سيطرة جيش النظام على الكتيبة (في 2 -9-2016) شن مقاتلو المقاومة السورية 4 عمليات هجوم؛ بهدف استعادة الكتيبة، وقد "تمّ قتل -حتى تاريخ اليوم- 144 مسلحا من بينهم 25 مسؤولا ميدانيا، بالإضافة إلى جرح أكثر من 300 مسلح"، حسب تعبير القناة.
وبحسب زعم "المنار"، فإن المقاومة السورية تكبدت خلال هجماتها السابقة على الكتيبة، خسائر كبيرة في العتاد، قوامها: دبابتان، 4 عربات "بي إم بي"، 7 رشاشات محمولة، 5 آليات، 3 تركسات، وما يزيد عن 30 طائرة صغيرة مفخخة.
وفيما أعلنت فصائل عديدة من المقاومة السورية عن هجومها الأخير تحت اسم "صد البغاة" (أي أصحاب البغي)، فقد ختمت قناة "المنار "الناطقة باسم المليشيا الطائفية تقريرها بتعداد أسماء "الفصائل المشاركة في عملية صد البغاء"، حسب وصفها، وكأنها تقر باتحاد معنى البغي والبغاء في ممارسات النظام ومليشياته ضد الشعب السوري.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية