"سجن العرب" يرثُ معتقل الأمن العسكري في "عين العرب"

كشف مصدر عشائري أن ميليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية الذراع العسكري لحزب "الاتحاد الديمقراطي" تحتجز مئات العرب داخل سجن بمدينة "عين العرب" في ريف حلب الشرقي، أغلبهم بتهم واهية لا أصل لها.

وقال أحد شيوخ العشائر العربية، فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن أي شخص عربي معتقل يحكم عليه بالسجن أكثر من شهرين، ينقل إلى هذا السجن الذي ورثوه عن فرع الأمن العسكري، وبالتالي الحكم عليه بالموت بشكل غير مباشر. 

وأضاف الشيخ، أن المعتقلين يتعرضون لتعذيب يفوق تعذيب المعتقلين في سجون النظام شدة وقسوة، حتى قدرت نسبة حالات الوفيات بينهم بـ 6% تقريباً، مشيراً إلى أن بعض المفرج عنهم يموتون في منازلهم بعد أسابيع من إطلاق سراحهم، نتيجة احتجازهم في ظروف إنسانية سيئة للغاية، فهم لا يرون الشمس أبداً، وتقدم لهم وجبة طعام واحدة يومياً، ويمكن القول إن الغذاء شبه معدوم.

من جهته، أفاد مصدر عسكري، من ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية"، بوجود سجنين في مدينة "عين العرب"، أحدها تابع لميليشيا "آساييش" الذراع الأمنية لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، وسجن عسكري تابع لميليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، وهو سجن سيّئ السمعة يتعرض السجناء فيه لمعاملة سيئة للغاية، موضحاً أن المعاملة في سجن "آساييش" أفضل لأن أغلب المحتجزين فيه من الأشخاص هم أصحاب الجرائم، أو من معارضي حزب "الاتحاد الديمقراطي" من جميع مكونات المنطقة.

وأكد المصدر لـ"زمان الوصل" أن جلّ السجناء في سجن "وحدات الحماية" (YPG) هم من العرب، تتراوح أعدادهم بين 300 -350 شخصاً، وأن أغلب التهم تعامل مع تنظيم "الدولة الإسلامية" أو مرتبط بالتنظيم، بينما هم في أغلبهم ليس لهم علاقة بالتنظيم من قريب أو بعيد.

وكان حزب "الاتحاد الديمقراطي" عقد صفقة تبادل أسرى مع تنظيم "الدولة الإسلامية" في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، أفرج خلالها التنظيم عن 9 أشخاص وصلوا إلى مدينة "عين العرب"، فيما أطلق الحزب الكردي مجموعة من أسرى التنظيم المحتجزين في سجن خاص لديه في المدينة. 

وكان تنظيم "الدولة الإسلامية"، شنّ هجوما مفاجئا على مدينة "عين العرب"، يوم الخميس 25 حزيران/يونيو 2015، بعد أن تنكر عناصره بلباس ميليشيات تابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، وسيطر على نقاط عدة داخلها لثلاثة أيام، دارت خلالها مواجهات مع مسلحي الحزب، أوقعت مئات القتلى والجرحى بينهم مدنيون.

ويشار إلى أن حزب "الاتحاد الديمقراطي" بمساعدة طيران التحالف الدولي"، استعاد السيطرة على مدينة "عين العرب" نهاية كانون الثاني/ يناير 2015، من يد تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي سيطر على أجزاء منها في بداية تشرين الأول/ أكتوبر 2014، خلال هجوم واسع بدأه أيلول/ سبتمبر 2014، سيطر خلاله على نحو 300 قرية تابعة لمنطقة "عين العرب"، بعد مواجهات مع الحزب.