أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

خالطا الأوراق ومقدما خدمة كبيرة للنظام.. تنظيم البغدادي ينسحب من مدرسة المشاة

من معارك حلب - رويترز

خلط تنظيم "الدولة" الأوراق من جديد، عندما أقدم على الانسحاب من مواقع بالغة الأهمية في الريف الحلبي، وفي مقدمتها مدرسة المشاة وتل شعير ومعمل إسمنت المسلمية.

وحصل الانسحاب بهدوء وسرعة، مخليا الساحة لقوات النظام ومجموعاته "الرديفة" للسيطرة على تلك المواقع، وهو ما جعل العملية برمتها أقرب إلى التسليم والاستلام.

وقبل ساعات، سارعت وزارة دفاع النظام، للإعلان عن العملية عبر بيان جاء فيه: "وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة تبسط سيطرتها على مناطق تل شعير – مدرسة المشاة – فافين – معمل اسمنت المسلمية – كفر قارص – تل سوسين ، في ريف حلب الشمالي بجبهة 6 كم وعمق 14 كم وتكبد المجموعات الإرهابية خسائر كبيرة بالعتاد والعديد".

واللافت أن التنظيم انسحب من هذه الجبهة الطويلة العريضة دون اشتباكات تذكر، مصدّاقا لتصريح كان قد نشره مستشار الجيش الحر "أسامة أبو زيد" قبل 4 أيام، قال فيه بالحرف الواحد: "معلومات عن عملية تسليم لمدرسة المشاة من داعش للعصابات الانفصالية YPG و تسليم ما يسمى جيش الثوار 3 سيارات ذخيرة من قبل الإيرانين".


ويقول عارفون بخرائط السيطرة في ريف حلب، إن انسحاب التنظيم أو تسليمه مواقعه في مدرسة المشاة ومحيطها، من شأنه أن يزيد من حدة المعارك في المنطقة، ويعقد المشهد أكثر فأكثر، لاسيما أن سيطرة قوات النظام ومليشيا "سوريا الديمقراطية" (سماها بيان وزارة دفاع النظام القوات الرديفة) على تلك المناطق، جعل الطرفين على تماس وشيك مع فصائل درع الفرات التي تحاول التقدم نحو مدينة الباب.

ومقابل سيناريو الانسحاب أمام النظام وحلفائه الشبيه بالتسليم والاستلام، يتابع تنظيم الدولة معاركه الشرسة في وجه فصائل "درع الفرات"، محاولا منع تقدمها وسيطرتها على مزيد من مناطق الريف الحلبي، وحرمانها من إقامة منطقة آمنة بمساحة 5 آلاف كيلومتر مربع، كما تخطط تركيا.

ولم يكن انسحاب التنظيم من مدرسة المشاة ومحيطها عشوائيا، كما قد يتبادر للذهن، بل مدروسا في توقيته، لاسيما أن قوات "درع الفرات" باتت على مسافة تقارب 10 كيلومترات عن مدينة الباب، وبالتالي فإن التنظيم قدم خدمة واضحة جدا للنظام وحلفائه من المليشيات، عندما منحها "موطئ قدم" في مناطق لم تكن تحلم بالوصول إليها، كونها خارجة عن سيطرتها منذ 4 أعوام تقريبا.

كما إن الانسحاب جاء ليظهر كـ"هدية" للنظام الذي يعاني وضعا صعبا في مدينة حلب ومحيطها، بعد إطلاق فصائل المقاومة السورية معركة حلب الكبرى، وتحقيق هذه الفصائل تقدما ملموسا.

وفضلا عن أهمية موقعها، فإن لمدرسة المشاة رمزية كبيرة في الثورة، كونها تحمل اسم واحد من أبرز ضباط الجيش الحر "العقيد يوسف الجادر" الملقب أبو فرات، والذي قاد بنفسه معركة تحرير المدرسة أواخر 2012 قبل أن يقضي نحبه، وتسمى المدرسة باسمه.

وفي نهاية 2015 سقطت مدرسة المشاة بيد تنظيم "الدولة"، الذي أبقاها تحت يده حتى سلمها مساء يوم السبت.

زمان الوصل
(98)    هل أعجبتك المقالة (103)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي