لم تنل أهوال الحرب ومشاهد القصف والدمار ولحظات الخوف من نفسية التوائم الثلاث "سيدرة، سلام، وسارة عرمان" مواليد دمشق 2005 وشقيقهن "عمر" مواليد 2007، فاستطاعوا الخروج من هذه الأجواء الصعبة التي عاشوها بتجربة مميزة تمثلت في تقديم مقاطع فيديو تعليمية لأهم المحادثات البسيطة والمتداولة بشكل يومي عند الأتراك ونشرها على صفحة "فيسوك" انشؤوها لهذا الغرض بعنوان "تحدث التركية" دون أجر أو مقابل.
وحصدت الصفحة منذ تأسيسها منتصف آب/أغسطس الماضي ما يقارب 29000 إعجاب و17 ألف متابع من مختلف المستويات العمرية والعلمية من أطفال وشباب وجامعيين وغيرهم وتقييم بعدد 4.9 نقطة من أصل 5 نقاط.
في عام 2013 كانت الشقيقات الثلاث وأخوهن يعيشون مع أسرتهم في أحد أحياء دمشق، عندما تعرض المبنى الذي يقطنونه لقصف من قوات النظام ومن ثم احتراق منزلهم فيما بعد، ما اضطر الأسرة للخروج من سوريا واللجوء إلى تركيا.
وبعد فترة قصيرة نسبياً التحق الأشقاء الأربع بمدرسة "نجمي كادي أوغلو" وتمكنوا خلال فترة وجيزة من إتقان اللغة التركية قراءة وكتابة، وجزء كبير من ألفاظ اللغة التي يتداولها الأتراك في حياتهم اليومية، من خلال اجتهادهم واحتكاكهم بأقرانهم من تلاميذ المدرسة الأتراك، وبخاصة أصغرهم "عمر" الذي أحب اللغة التركية واستطاع التقاط مفرداتها ولفظها باللكنة التركية، ونظراً لامتلاكه مع شقيقاته الثلاث لموهبة التمثيل قرروا -كما تقول والدتهم أم عمر- لـ"زمان الوصل" أن يصوروا مقاطع تمثيلية تحوي الألفاظ والعبارات والأمثال الشائعة في اللغة التركية بشكل كوميدي مشوّق، بهدف مساعدة الناس على تعلم اللغة التركية، بعد أن فشلت محاولات التعلم عن طريق الكتب وحفظ المفردات عند الكثير من الناس.
وبدأت والدتهم، التي تحمل شهادة بكالوريوس في التجارة والاقتصاد من جامعة دمشق وخبرة لمدة 7 سنوات في مجال التدريس، بمساعدتهم على تنفيذ الفكرة وتصويرهم والعمل على منتجة الأفلام بنفسها وإدارة صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة بالفكرة.
وتضيف أم عمر أن المجموعة بدأت بتقديم بعض الأفلام القصيرة لمعرفة ردة الفعل لدى المتابعين، وخلال شهرين من التجربة استقطبت الصفحة أكثر من 19000 متابع ونسبة مشاهدات للفيديوهات تجاوزت 65000 مشاهدة.
وكتبت عن المبادرة صحف إلكترونية وأُنيط هذا النجاح –كما تقول أم عمر- بمسؤولية كبيرة وشعور بضرورة الاستمرار وضرورة تقديم أفضل ما لدينا وخصوصاً بعد أن لمسنا مدى اهتمام الناس بالصفحة وبالمقاطع التي تُقدم وإلحاحهم على عدم التأخير في تنزيل المقاطع التعليمية.
وكشفت "أم عمر" أن هناك من انزعج من المبادرة وبخاصة ممن يعملون في المجال ذاته لكونها مجانية، وتمكنت من جذب الكثير من متابعي الصفحات الأخرى الذين انصرفوا عنها لمتابعة صفحة "تحدث التركية" مشيرة إلى أن "هناك الكثير من الصفحات التي تعمل على تعليم اللغة التركية، ولم يكن من مصلحتها أن تستمر صفحة "تحدث بالتركية" فعملوا على الإبلاغ عنها ليتم إغلاق الصفحة منذ 10 أيام.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية