شكل اقتحام عناصر ميليشيا "آساييش"، الذراع الأمني لحزب "الاتحاد الديمقراطي" (PYD) لمدرسة السريان الابتدائية في مدينة المالكية بريف الحسكة، قبل يومين، لإخراج الطلاب الأكراد والعرب من المدرسة الخاصة، شكل محاولة وأسلوبا جديدين لإجبار جميع الأطفال في مناطق سيطرتها على اتباع "المنهاج الكردي" بالقوة.
أفادت مصادر محلية، بان مجموعة مسلحة من ميليشيا "آساييش" يوم الثلاثاء، اقتحمت مدرسة "دجلة" الابتدائية الخاصة التابعة لكنيسة السريان الأرثوذكس بمدينة المالكية، وأخرجت الطلاب من الصفوف بالقوة وسط حالة خوف استولت على الأطفال، ما أدى إلى حصول مشادات كلامية بين المسلحين وبين الأهالي المعترضين على هذا العمل.
وأصدرت إدارة حزب "الاتحاد الديمقراطي" قراراً ينص على منع السيارات العامة والخاصة من نقل التلاميذ إلى المدارس الخاصة، تحت طائلة الغرامة المالية، وذلك بهدف الضغط على الطلاب لقصد مدارسها التي تدرس باللغة الكردية، وفق المصادر.
من جهته، عضو مكتب سياسي في المنظمة الآشورية الديمقراطية "داوود داوود"، أكد أن ما "حصل في المدرسة الخاصة للسريان الأرثوذكس بالمالكية، يأتي في إطار قرار الإدارة الذاتية بتعليم المنهاج باللغات الكردية والسريانية والعربية كل حسب لغته، الذي قوبل بالرفض من قبل المكون المسيحي (سريان آشوريين وأرمن).
وقال "داوود" لـ"زمان الوصل" إن "جميع المدارس السريانية الخاصة، يوجد فيها الكثير من الطلاب أبناء المكون الكردي والعربي، ولكن من خلال التفاوض بين الهيئة المسيحية والإدارة الذاتية تم الاتفاق على أن يستمر الطلاب الأكراد القدامى في هذه المدارس مع عدم تسجيل أي طالب كردي جديد فيها، ولكن مديرة التربية العائدة للإدارة الذاتية الكردية طلبت من المدرسة -خلافاً للاتفاق-إخراج جميع الطلاب الأكراد والعرب من المدرسة، ما خلق حالة تذمر واعتراض من قبل أهالي الطلاب من جميع المكونات ضمن أجواء متوترة ومشحونة.
وتابع القيادي في المنظمة الآشورية قوله: "إن مديرة التربية ادعت على بعض الأشخاص من أهالي الطلاب المعترضين وهم خمسة، اثنان سريان وثلاثة أكراد، ليتم اعتقالهم في نفس اليوم، بتهم ﻻ تمت إلى الوقائع بصلة، قبل أن يفرج عنهم يوم أمس الخميس، بعد تدخل الهيئة المسيحية والمجلس الملي للسريان، ومطالبتها بالإفراج الفوري عن المعتقلين.
وأشار إلى أن المنظمة الآشورية الديمقراطية عبرت عن موقفنا ببيان صدر يوم الأربعاء الماضي، أدانت فيه هذا التصرف، واعتبرته "سلوكا مشينا ﻻ يرتقي لما تطرحه من شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، وانتهاكا لحقوق الطفل، فضلاً عن كونه خرقا للاتفاق المذكور".
كما دعت إلى الامتناع عن جميع الممارسات، التي تتناقض وجوهر الديمقراطية وحقوق الإنسان، ﻻ بل السعي لطمأنة من تبقى من أهل الجزيرة على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.
وأعلنت إدارة حزب "الاتحاد الديمقراطي" الذاتية، مع بداية العام الدراسي الجديد، فرض اللغة السريانية إلى جانب اللغتين العربية والكردية في مناهج الحلقة الأولى من مرحلة التعليم الأساسي بمدارس الحسكة الواقعة تحت سيطرتها، وسط تخوف لدى الأهالي على مستقبل دراسة أبنائهم في مراحل التعليم الجامعي وما قبل الجامعي.
الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية