أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بينهم 500 حالة بتر أطراف.. 4 آلاف معاق بريف حمص الشمالي نصفهم من "الرستن"

عدد المعوقين بريف حمص بلغ قرابة 4 آلاف، نصفهم من مدينة "الرستن" - زمان الوصل

تتفاقم مأساة المعاقين بريف حمص الشمالي المحاصر، يوماً بعد يوم، مع استمرار حصار النظام والميليشيات الطائفية التابعة له، وتواصل القصف الجوي والمدفعي.

وتشير إحصائيات، شبه رسمية، صادرة عن الجمعيات الخيرية والإغاثية، إلى أن عدد المعوقين بريف حمص بلغ قرابة 4 آلاف، نصفهم من مدينة "الرستن"، وبينهم "500" طفل، وأكثر من 700 حالة بتر أطراف.

يقول أبو محسن -والد شاب معاق في مدينة "الحولة": أصبحت عاجزاً تماماً عن تأمين متطلبات ابني الذي يعاني من شلل نصفي نتيجة إصابته بعدة شظايا من قذيفة دبابة، أطلقها النظام في بداية العام الحالي على منزله.

وأضاف في حديث لـ"زمان الوصل" "يحتاج ابني لأكثر من 50 ألف ليرة شهرياً ثمناً للغذاء والدواء"، مؤكداً أن ولده الشاب، بحاجة إلى عدة عمليات جراحية دقيقة لساقيه خارج سوريا، وأن عدة جمعيات خيرية في تركيا تكّفلت بعلاجه في حال وصول ولده لهناك، إلا أن الحصار الخانق على ريف حمص الشمالي، وقطع الطريق السري الذي يربطه بالشمال السوري منذ مطلع العام 2016، منع حصول ابن "أبو محسن" على حقه الطبيعي بالعلاج، ما سيدفع الأطباء في الأيام القليلة القادمة إلى اتخاذ قرار ببتر طرفيه السفلين، كما حصل مع مئات الشباب بريف حمص نتيجة نقص الكادر الطبي المتخصص، وعدم وجود الأدوية والمعدات الجراحية.

*مليون ليرة
وأكد أبو محسن، بأن الديون تتراكم عليه يوما بعد يوم نتيجة احتياجات ابنه الكثيرة، وأن الجمعيات الخيرية بريف حمص الشمالي، لم تقدم له إلا 10 % من تكلفة علاجه وطعامه، والذي تقّدر بمليون ليرة سورية خلال الأشهر العشر الماضية.

في السياق ذاته يعزو طبيب العظمية "عبد الله"، العامل في ريف حمص، سبب ارتفاع حالات بتر الأطراف في منطقته لعدة أسباب أهمها: الانتانات والالتهابات الحادة الناتجة عن النزف، والمدة التي قضاها المصاب للوصول إلى المشفى الميداني، فكلما طالت المدة، أصبح العلاج صعباً، حسب رأي الدكتور "عبدالله".

ويضيف في حديث لـ"زمان الوصل" "إن نقص الكادر الطبي، والضغط الكبير على المشافي الميدانية في معظم الأيام نتيجة المعارك مع النظام وقصفه المستمر لمدن وبلدات الريف الحمصي، هذه الأسباب مجتمعة، تؤدي إلى اتخاذ الحل الأسرع وهو البتر للطرف المصاب.


*مركز للأطراف الصناعية
وطالب طبيب العظمية، من "أصحاب الأيادي البيضاء" مساعدتهم على إنشاء مركز لتركيب الأطراف الصناعية في ريف حمص الشمالي، أسوة بمركز الأطراف الصناعية، الذي تم إحداثه مؤخراً من قبل عدد من الأطباء والفنيين في ريف درعا الشرقي، وبالمركز التخصصي للأطراف الصناعية بمدينة "دوما" المحاصرة.

*طرف ذكي بـ 10 آلاف دولار
أسابيع طويلة لن ينساها "خالد"، أمضاها متنقلاً ما بين بلدته بريف حمص الشمالي والمشافي التركية، لتركيب طرف صناعي لساقه اليمنى بعد بترها من الفخذ جراء إصابته بلغم أرضي، زرعته قوات النظام قبل انسحابها من قرية "أم شرشوح" بريف حمص في صيف العام 2014.

يقول "خالد" عن رحلة علاجه، التي وصفها بالشاقة جداً إنه في مطلع العام 2015 انطلقنا مجموعة من الشباب المصابين بإعاقات دائمة متنوعة (بتر -عينيه) من ريف حمص الشمالي، عبر ممر سري باتجاه الشمال السوري، مضيفاً بأنهم نجوا من عدة محاولات لقتلهم خلال الرحلة، أخطرها قصف طيران التحالف الدولي لقرية سورية حدودية مع تركيا كانوا موجودين فيها.

وأضاف "خالد" في حديث لـ"زمان الوصل": "لا أذكر كيف حدثت الإصابة، لكن المفاجأة كانت بالمشفى الميداني بمدينة "الرستن"، عندما لم أجد ساقي اليمنى بكاملها من الفخذ، وشعرت حينها بأنني أصبحت عالة على أهلي وزوجتي. 

وعن رحلة العلاج يقول: "تنقلت بين عدة مشافٍ في أنطاكيا التركية للعلاج والبحث عن طرف صناعي ذكي"، وبعد رحلة عذاب طويلة استمرت قرابة 6 أشهر، تبرعت إحدى الجمعيات الخيرية بنفقات علاجي وتركيب الطرف الصناعي بقيمة 10 آلاف دولار أمريكي، بعدها تم تأهيلي عضلياً وفيزيائياً لكي أتأقلم مع الطرف الجديد، معتبراً نفسه محظوظاً جداً مقارنة بزملائه الشباب، الذين خضعوا لعمليات بتر أطراف، ولا يستطيعون الآن مغادرة الريف الشمالي لتركيب طرف صناعي ذكي أو عادي.

ريف حمص - زمان الوصل
(166)    هل أعجبتك المقالة (145)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي