أطلق ناشطون وإعلاميون فلسطينيون داخل الأراضي المحتلة حملة تحت عنوان "لا تخذلوا مخيم خان الشيح –روسيا تقتل الفلسطينيين" لإنقاذ وحماية المخيم للاجئين الفلسطينيّين الذي يتعرض لاستهداف ممنهج.
وأشار بيان للحملة إلى أن هذا الاستهداف "بدأ بالغارات التي يشنها الطيران الحربي السوري، لتنضم إليه أخيرا الطائرات الحربيّة الروسيّة، حيث راح ضحيّة استهداف المخيّم بالأسلحة الفتّاكة والمحرّمة دوليًّا كالفوسفور الأبيض عشرات الضحايا".
وأضاف البيان أن الطيران الروسي وطيران النظام استهدفا أيضاً المنازل والبنية التحتيّة، وتعطيل المرافق العامة، وخروج المراكز الصحيّة والمشفى الوحيد في المخيّم عن الخدمة، ما يهدد حياة أكثر من 12 ألف لاجئ فلسطيني يقطن المخيم، بينهم 3 آلاف طفل.
ويخلو المخيّم الواقع في الريف الغربي لمدينة دمشق من المقرّات العسكريّة والمظاهر المسلّحة، وبالرغم من ذلك لا يكاد يمر يومٌ واحد دون استهدافه بالغارات الجويّة أو القصف المدفعي، فضلا عن عمليات القنص والاختطاف التي تستهدف أبناءه خلال محاولتهم التنقل خارجه، حيث يتعرض المخيّم لحصارٍ شبه كامل، باستثناء طريق (خان الشيح -زاكية)، وهي طريق خطرة تتعرض لاستهداف مستمر بالقذائف والرشاشات الثقيلة.
وتساءل بيان الحملة عن أسباب الاستهداف المبالغ فيه للمخيّم المحدود المساحة والخالي من الوجود المسلّح، والقليل الأهمّية من الناحية العسكرية، مشيراً إلى أن "الهدف من ذلك ربما يكون تفريغ المخيم من سكانه، وتدميره نهائياً، في إطار خطط لإنهاء الوجود الفلسطيني في سورية، وإحلال مجموعات أخرى مكانه تساند الجيش السوري، فضلا عن إرضاء إسرائيل التي من بين ما يهمها في التطورات السوريّة إبعاد التجمعات الفلسطينيّة القريبة، حيث لا يبعد مخيم خان الشيح أكثر من 60 كلم عن فلسطين المحتلّة، وكان من بين أبنائه دائما من انخرط في الكفاح المسلّح الفلسطيني خلال العقود الماضية".
وطالب منظمو الحملة بالتدخل الفوري لوقف استهداف المخيم والمدنيّين والبنى التحتية، وضرورة الإسراع في فك الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية للمخيم، لا سيما الأدوية وحليب الأطفال، وتجنيب "خان الشيح" وجميع المخيمات الفلسطينية في سوريا الصراع الدائر، لما له من مخاطر على تهجير اللاجئين وتأثيرها وارتباطها بحق العودة، أسوةً ببقية المخيمات، على رأسها مخيمات خان الشيح واليرموك ودرعا.
وسُجّلت في الفترة الأخيرة حالات سوء تغذية ومرض في صفوف اللاجئين الفلسطينيين المحاصرين حصارا مزدوجا يفرضه كل من النظام السوري وتنظيم "الدولة" في منطقة غرب مخيم اليرموك (ساحة الريجة، جادات عين غزال)، وكذلك النازحين عن المخيم إلى بلدة "يلدا" المحاصرة جنوب دمشق.
وحثّ الناشطون منظمة التحرير الفلسطينية من خلال قنواتها الدبلوماسيّة وروابطها العريقة بالاتّحاد الروسي للضغط على موسكو لوقف استهدافها الجوّي لمخيم "خان الشيح" المدني. وطالبوا وكالة "الأونروا" بعدم المشاركة في الجريمة الحاصلة من خلال استمرارها بتقديم الخدمات والإغاثة لسكان مخيم "خان الشيح"، والوصول إلى مخيمي "اليرموك" و"درعا" بأسرع وقت ممكن، لا سيما وأن المخيمات الثلاثة تشهد عمليات حصار ومنع إدخال الطعام والدواء أدت لضحايا وإعاقات في صفوف اللاجئين الفلسطينيين.
بدوره أشار الناشط الإعلامي "إيلان الراعي" إلى أن الحملة تأتي في إطار حملة أوسع تحت عنوان "لا تخذلوا المخيم" وتهدف إلى الضغط على منظمة التحرير الفلسطينية للتفاوض مع موسكو بشأن وقف القصف والاستهداف الممنهج لمخيم "خان الشيح" الفلسطيني الخالي من أي مظاهر مسلحة أو مسلحين، كما تهدف -كما يقول محدثنا– إلى الضغط على رئاسة وكالة "أونروا" وتجريم تقاعسها عن إدخال المساعدات الغذائية والدوائية للمخيم ودفعها لمواصلة عملها فيه بأسرع وقت ممكن".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية