نال الناشط الفلسطيني السوري "عبد الله الخطيب" أحد أبرز الوجوه الإغاثية في مخيم اليرموك (جنوب دمشق) جائزة منتدى التاريخ الحي "historia levande för Forum" في العاصمة السويدية "ستوكهولم" منذ أيام باعتباره أحد مؤسسي الرابطة الفلسطينية لحقوق الإنسان في سوريا التي تعمل على توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون في سوريا و"لنضاله الشجاع من أجل حقوق الإنسان وتوثيقه لانتهاكات الحرب منذ بدء التمرد ضد الدكتاتورية في سوريا عام 2011"، كما جاء في حيثيات الجائزة.
ولن يتمكن "الخطيب" من استلام جائزته بسبب ظروف الحصار في مخيم "اليرموك"، حيث من المنتظر أن يتسلم مسؤول الرابطة الحالي "سليم سلامة" الجائزة بالنيابة عنه.

وأوضح "الخطيب" لـ "زمان الوصل" أن هذه الجائزة تمثل تكريماً معنوياً له ولفريق عمله، ودافعاً للاستمرار بحيوية في الرسالة التي نذر نفسه لها، مشيراً إلى أنه لم يكن يتوقع الفوز بها كما لم يكن ينتظر تعويضاً عن عمله داخل المخيم أو في الثورة السورية.
وأكد "الخطيب" أن التهديدات والتحديات التي يواجه مع رفاقه الناشطون في العمل كبيرة ولكن لا خيار أمامهم سوى الاستمرار بالعمل حتى النهاية، مضيفاً أن "هذا الطريق ارتقى عليه مئات الشهداء وليس من حقنا التراجع أو الاستسلام".
ويضيف "خيارنا الوحيد هو المضي قدماً في ترسيخ وتثبيت حقنا، بشتى الوسائل المشروعة"، مردفا: "من واجبي الشخصي تقديم كل ما أملك من خبرات لأبناء شعبي وأن أدافع عن حقوقهم حتى ولو دفعت حياتي ثمنا لموقفي".
واستدرك الخطيب قائلاً: "لست متأكداً من أنني سأكون على قيد الحياة بعد 5 سنوات أو 10، ولكنني متأكد من أنني سأواصل العمل من أجل ما أؤمن به وسأستخدم جميع الوسائل غير العنيفة حسب طاقتي".
و"عبد الله جمال الخطيب" من مواليد دمشق 1989 "فلسطيني سوري" درس علم اجتماع في جامعة دمشق وتم فصله من الجامعة بالفصل الأخير من قبل النظام السوري نتيجة موقفه من الأحداث الدائرة في سوريا.
عمل قبل الثورة في قرى الأطفال العربية السورية "sos" لمدة سنتين كمنسق للأنشطة والمتطوعين. كما عمل في وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" كمنسق لمركز دعم الشباب في مخيم "اليرموك" الممول من قبل الاتحاد الأوروبي.
وتطوع في العديد من المنظمات الدولية والمحلية ومنها الهلال الأحمر الفلسطيني و"يونيسيف" كمدرب لليافعين في مجال مهارات الحياة الأساسية ومدرباً للشباب في مجال مشاركة ونماء الشباب.
وبعد الثورة أسس مع مجموعة من الشباب الفلسطيني والسوري مؤسسة "بصمة" الاجتماعية والتي نشطت في مجال العمل الإغاثي والتنموي ونفذت العشرات من المشاريع في عدة مناطق في سوريا أهمها مخيم "اليرموك"، منها مشاريع إغاثية ومشاريع زراعية وطبية ومائية وتعليمية وبيئية لتخفيف المعاناة عن المدنيين الناتجة عن آثار الحرب الدائرة في سوريا، كما ساهم في تأسيس الرابطة الفلسطينية لحقوق الإنسان والمرخصة في السويد، وعمل على إنشاء أول مركز تدريب في المنطقة الجنوبية "مركز وتد للتدريب والتنمية"، ويعمل المركز على تطوير قدرات الناشطين المدنيين في مجال الإدارة والتخطيط والإعلام والتوثيق والتصوير.
وتم اختياره من قبل مجلة "السلام الأخضر" كصانع للسلام لعام 2014.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية