أثار توغل الجيش التركي داخل الأراضي السورية في منطقة "عقربات" بريف إدلب الشمالي بعمق 500 متر أمس الأربعاء -أثار- غضب أهالي المنطقة الذين تضرروا، وأغضب الكثير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكشف مصدر عسكري لـ"زمان الوصل" أن سبب دخول الجيش التركي هو إنشاء معبر جديد يكون خاصاً لمقاتلي الجيش الحر الذين يذهبون من إدلب إلى ريف حلب الشمالي، وبالعكس للمشاركة في عمليات "درع الفرات" التي تدعمها الحكومة التركية للقتال ضد تنظيم "الدولة" بريف حلب الشمالي الشرقي، مضيفاً أن "الهدف من المعبر الجديد المزمع إنشاؤه إبعاد مقاتلي الجيش الحر عن معبر "أطمة" القريب من المخيمات الكثيرة المنتشرة في المنطقة، وذلك تجنباً لوقوع ضحايا مدنيين، وضبط التفجيرات.
وقضى أكثر من 35 شخصاً معظمهم من مقاتلي الجيش الحر بينهم رئيس مجلس القضاء الأعلى في حلب "خالد السيد"، والنائب العام "محمد الفرج"، إثر تفجير تبناه التنظيم بداية الشهر الجاري.
وأوضح القيادي، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، أن "الجيش التركي لم يبلغ فصائل الجيش الحر قبل دخوله الأراضي السورية، وعن استفسار الفصائل عن سبب التدخل"، مضيفا "علمنا أن الجيش التركي تدخل أيضاً تمهيداً لاستمرار عملية بناء الجدار الاسمنتي العازل التي تحدثت عنه الحكومة التركية كثيراً في وسائل الإعلام، وبنت جزءاً كبيراً منه على الشريط الحدودي بريف إدلب الشمالي والغربي".
الجيش التركي توغل بآليات عسكرية داخل الأراضي السورية في قرية "عقربات" المحاذية لقرية "أطمة"، والتي يسيطر عليها الجيش الحر، مصطحباً معه عمالا وجرافات "تركسات"، وبدأ بأعمال فتح طريق وتسهيل الأراضي الزراعية بعد اقتطاع عدد من أشجار الزيتون العائدة ملكيتها لأهالي قرية "عقربات" الحدودية مع تركيا.
وعقب اعتراض الأهالي عن اقتطاع أشجار الزيتون توقفت الجرافات عن العمل، فيما قال أبو عبد الله وهو من أهالي بلدة عقربات لـ"زمان الوصل" إن ضابطاً من الجيش التركي أخبرهم أن أعمال فتح الطريق واقتلاع أشجار الزيتون وتسهيل الأرض لبناء الجدار الاسمنتي بأجزاء من الأراضي السورية ستعاود لاحقاً قبلتم أم رفضتم".
وتلاصق منقطة "عقربات" منطقة "أطمة" وتقع أقصى شمال شرق محافظة إدلب، وشرق معبر "باب الهوى" الحدودي الرسمي مع تركيا، وإلى الغرب من منطقة "عفرين" التي تسيطر عليها الوحدات الكردية "YPG"، وكان يعبر من خلالها عدد من السوريين بطريقة غير شرعية إلى تركيا ويتعرضون للقنص أحياناً من حرس الحدود التركي، فيما يختبئون تحت أشجار الزيتون أحياناً حسب ما أفاد أهالي القرية.
ومع معاودة تركيا بناء الجدار الاسمنتي العازل من جهة محافظة إدلب يشتد الخناق على السوريين الذين يتعرضون لقصف جوي يومياً في محافظتي حلب وإدلب، ولم يبقَ لهم خياراً إلا البقاء في منازلهم أو النزوح إلى القرى الحدودية.
عمار البكور -إدلب -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية