جال فيلم "ممنوع من السفر" على العديد من المهرجانات السينمائية العالمية منها مهرجان "جيرونا السينمائي" في أقليم "كاتالونيا" الإسباني ومهرجان "اكسبو نورث" في المملكة المتحدة، حيث حظي بحفاوة بالغة من النقاد والجمهور هناك.
ويحكي الفيلم، وهو باكورة أعمال المخرج السوري "أمين علوان"، عن الصعوبات التي يواجهها بطل الفيلم في السفر مع جواز سفره السوري، حيث يحضر البطل رزمة من الأوراق المطلوبة لتجديد جواز سفره، فيأتيه رفض التجديد مباشرة وينتقل البطل عندها إلى الطرق المعروفة لتسهيل قبول أي معاملة حكومية.
فيبدأ البطل باستخدام الواسطة، ولكن محاولاته تبوء بالفشل ويتلقى الرفض مجدداً، فيلجأ للرشوة بمبلغ بسيط، ويأتيه الرفض أيضاً، ثم ينتقل إلى تقديم هدية ثمينة عزيزة عليه، ورغم كل ذلك كان يأتيه الرفض الكامل.
وينتقل بطل الفيلم بعد سلسلة الإخفاقات هذه إلى السوق السوداء ليخوض مغامرة مع أحد تجار جوازات السفر في هذه السوق، الذي يأخذ منه كل ما يملك من نقود.

وينجح البطل في الحصول على جواز السفر الرسمي!، وبحصوله على هذا الجواز يقرر السفر مباشرة، فيتجه إلى المطار حازماً حقيبته، وعازماً على السفر.
وتصوّر المشاهد الأخيرة للفيلم من أحد المطارات، حيث قام موظف الجوازات الجالس على شباك التدقيق بتحويل البطل إلى غرفة التحقيقات للاستجواب، وتبقى قدرة البطل على السفر من عدمه هو التشويق الذي يحث المخرج المتابعين على معرفته عند عرض الفيلم في الفترة القادمة.
*خبر "زمان الوصل"
واستلهم المخرج "أمين علوان" قصة فيلمه -كما يقول- لـ"زمان الوصل" من الخبر الذي نشرته عدد من وكالات الأنباء والمواقع ومن بينها "زمان الوصل" ويذكر الخبر أن الحكومة السورية قامت بإرسال آلاف الأرقام التسلسلية لجوازات السفر الخاصة بالعديد من المعارضين وغيرهم من السوريين إلى الشرطة الدولية (إنتربول).

وادعت أنها جوازات مسروقة من إدارة الجوازات في بعض المدن السورية، ما أدى إلى توقيف العديد من السوريين في المطارات، كما أدى ذلك بالعديد من المطارات العربية والعالمية إلى أخذ العديد من الإجراءات التفقدية والأمنية المضاعفة في التعامل مع السوريين المسافرين، فتضرر كل حامل للجواز السوري، سواء كان مؤيداً أو معارضاً، أو حتى غير مهتم بالشأن العام.
تعلّم "علوان"، وهو من مواليد مدينة "معرة النعمان" بريف إدلب، إخراج الأفلام في أكاديمية "نيويورك" لصناعة الأفلام، فحصل منها على درجة الدبلوم، وشارك بصناعة عدد من الأفلام بأدوار مختلفة، ويٌعتبر فيلمه "ممنوع من السفر" باكورة أعماله في الإخراج السينمائي للأفلام القصيرة. حيث كان لديه العديد من المشاركات في عدد من الأفلام القصيرة وبأدوار مختلفة.
وتبلور اهتمام "علوان" بالسينما بعد خبرة اكتسبتها في العمل الإعلامي في عدد من التلفزيونات العربية بإعداد وإنتاج البرامج التلفزيونية، وتطور لاحقاً إلى مساعدة بعض الأصدقاء بصناعة بعض الافلام القصيرة، ثم تلاه دراسة لهذا التخصص.
ويرى المخرج الشاب أن "صناعة السينما علم بحاجة لدراسة عملية وخبرات طويلة ينبغي أن تتراكم مع السنوات والأعمال المختلفة، وهو ما يسعى للاستمرار به".
ولذلك يتابع –كما يقول- الأفلام الغربية والعربية بشكل عام ليتعلم من الأفلام المميزة منها بما يخدم قضيته"، لافتاً إلى أن "التواصل مع شعوب العالم مهم جداً لتسليط الضوء على معاناة الشعب السوري والسينما تالياً إحدى أهم الوسائل في تحقيق هذا الأمر، ولهذا كان الحرص على تقديم الفيلم باللغتين العربية والإنجليزية، وكانت مشاركة "ممنوع من السفر" في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية".
ولفت محدثنا إلى أن "صناعة السينما تطورت في السنوات العشر الأخيرة، وأصبحت ممكنة ومتاحة للجميع".

ورافق تطور التقنية المستخدمة -كما يقول– تدنٍ في أسعار المعدات والكاميرات اللازمة لصناعة الأفلام، وهو ما يضع مسؤولية أمام المهتمين في المجال بالانخراط به، وعكس ثقافة المجتمع واهتماماته للعالم.
*رسالة للعالم
وحول رأيه بالموجة الجديدة من الأفلام السورية التي صنعها شبان لاجئون وهل استطاعت هذه الأفلام أن تثبت حضوراً وتميزاً في عالم السينما اليوم، أوضح "علوان" أن "بعض الأفلام الموجهة للعالم الغربي استطاعت أن تساهم ولو بشكل محدود في إثبات حضورها وإيصال الصوت الإنساني عن معاناة اللاجئين للعالم"، لافتاً إلى أن "هذه السينما تمكنت من الوصول إلى شرائح جديدة من المجتمعات الغربية المتابعة للسينما، والتي ربما كانت وصلتها صور مغلوطة عن اللاجئين وعن الشعب السوري بشكل عام".
ونوّه محدثنا إلى أن "أغلب مشاريع الأفلام لا زالت مشاريع فردية تفتقر إلى العمل المؤسساتي، وإلى إنتاجات للأفلام الطويلة، والتي قد تحقق إحداها حال نجاحها تأثيراً واسعاً على مستوى العالم".
وعبّر المخرج السوري الشاب عن تطلعه لتنفيذ عمل مشترك بالتعاون مع عدد من صناع الأفلام الشباب السوريين، طامحاً لإنتاج فيلم بمستوى جيد بقصة قوية وموجه للعالم الغربي تحديداً يرصد جوانب من الحال الراهن للشعب السوري أو يتناول إحدى مراحل الثورة.
وأكد مخرج "ممنوع من السفر" أنه يحاول التواصل مع عدد من صناع الأفلام الشباب حالياً لتكوين شبكة تجعل من الفكرة الجيدة فيلماً ذَا مستوى حرفي ممتاز يشكّل إضافة مهمة للسينما.
و"أمين علوان" مهندس كمبيوتر خريج الجامعة الهاشمية في الأردن يعمل حالياً في مجال الإعلام الجديد بما يتضمنه من إدارة تطوير التطبيقات والمواقع وتفعيل المواقع على شبكات البحث وصناعة مقاطع فيديو الإنترنت القصيرة الإخبارية منها والتفاعلية لعدد من المواقع الإلكترونية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية