أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وسط صمت أممي.. نحو 70 ألف مدني يواجهون مصيرا مجهولا في مخيم "الركبان"

الأوضاع الإغاثية والطبية معدومة بشكل كامل داخل المخيم - ناشطون

"عندما تعجز مفردات اللغة عن تصوير الواقع لأن الضحية طفل، تجف دموع العين، وينزف القلب باكيا"، هذه كانت بعض كلمات أحد الناشطين واصفا واقع مخيم "الركبان" وهو يروي قصة الطفلة "فادية الخالد" التي توفيت وعمرها 10 أشهر بسبب إصابتها بمرض "اليرقان" وعدم توفر العلاج الطبي لها.

مخيم "الركبان" الواقع على الحدود السورية الأردنية قرابة بادية الشام يعيش اليوم وضعا إنسانيا وصحيا صعبا، تحول مؤخرا إلى وقوع ضحايا نتيجة انعدام الرعاية الصحية وسوء الظروف المعيشية وانتشار الأمراض.

الصحفي "عمر البنيه"، الناطق باسم "مجلس عشائر تدمر" والبادية، أفاد لـ"زمان الوصل" بأن مخيم "الركبان" كان عبارة عن نقطة لعبور اللاجئين السوريين من سوريا إلى الأردن، قبل أن يتكوّن المخيم إثر دخول تنظيم "الدولة" إلى "تدمر"، ومن ثم دخول النظام والتهجير الكبير للأهالي الذي حصل في المنطقة، مشيرا إلى أن معظم سكان المخيم هم من "تدمر" والبادية وهناك جزء من دير الزور والرقة، حيث إن عدد النازحين داخل المخيم يبلغ نحو 70 ألف نسمة يعيشون اليوم أوضاعا إنسانية صعبة.

وأضاف "البنيه" أن الأوضاع الإغاثية والطبية معدومة بشكل كامل داخل المخيم، لافتا إلى أن معظم ضحايا الوضع الكارثي هم من الأطفال مشيرا إلى وقوع حالات وفاة بين الأطفال بسبب انتشار أمراض بسبب انعدام الرعاية الصحية مثل "اليرقان" و"التهاب الكبد" و"سوء التغذية".

و ذكر "البنيه" لـ"زمان الوصل" أن "مجلس عشائر تدمر والبادية" قام بتأسيس إدارة مدنية للمخيم للسعي لتحسين الأوضاع داخل المخيم والتواصل بشكل رسمي مع المنظمات الدولية والجهات المعنية.

وقال إن الإدارة عقد اجتماعا مع "اليونيسيف" على الحدود الأردنية لوضعها في صورة الواقع، وتم الحديث، حسب "البنيه" حول 15 طفلا داخل المخيم يجب نقلهم إلى خارج سوريا للعلاج بسبب أوضاعهم الصعبة، مؤكدا أنه إذا لم تم إخراجهم للعلاج فسيموتون بسبب انعدام المساعدات الطبية والكوادر.

وأطلق مجلس "عشائر تدمر والبادية" بالتعاون مع راديو "ألوان" حملة بعنوان "أنقذوا الركبان"، حيث أفادت الصحفية السورية "ديما شلار"، مسؤولة البرامج في راديو "ألوان" لـ "زمان الوصل" أن الحملة تأخذ الطابع الإعلامي وليست حملة احتجاجات كغيرها، حيث يتم تحشيد أكبر عدد من الصحفيين السوريين وغير السوريين لتحقيق نوع من الضغط عبر الوسائل الإعلامية التي يعملون بها.

وذكرت "ديما شلار" أن الحملة تسعى إلى الضغط على المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وحماية الطفولة والمجتمع الدولي لإنهاء أزمة باتت تهدد بموت المئات، مؤكدة أنهم يسعون إلى أن تقوم الحكومة المؤقتة أيضا بالتواصل مع مسؤولي الأردن والمنظمات الدولية لإدخال الأطفال المهددة حياتهم بسبب سوء أوضاعهم الطبية، وإلى تأمين متطلبات من شأنها إنهاء الأزمة الواقعة في المخيم عبر تأمين نقاط طبية مجهزة بكوادر ومعدات طبية وإدخال قوافل إغاثية إلى المخيم وتحسين وضع المسكن لتأمين أدنى مستوى على الأقل لمتطلبات الحياة، مشيرة أيضا إلى توجيه رسائل عبر الحملة إلى السفارتين الفرنسية و الألمانية في الأردن للتدخل لوقاية الأطفال من خطر موت محتم.

و في سياق سوء الأوضاع الطبية داخل مخيم "الركبان" ذكرت سفيرة النوايا الحسنة الأردنية "صافية المجالي" في مقابلة تلفزيونية استضافت "عمر البنيه" أيضا، أنه تم إدخال مستشفى ميداني ألماني إلى المخيم، غير أن "البنيه" أكد عد وصول أي شيء إلى المخيم.

عمار خصاونة - زمان الوصل
(146)    هل أعجبتك المقالة (152)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي