بيان صادر عن أسطول الشمال الروسي تناقلته وكالات أنباء عديدة أشار إلى انطلاق حاملة الطائرات "كوزنتسوف" ترافقها سفن حربية أخرى متعددة المهام باتجاه سوريا السبت في مهمة حدد لها 5 شهور، يأتي ذلك في إطار التصعيد الروسي، والسعي لتعزيز التواجد في المياه الدافئة.
وذكر البيان أن حاملة الطائرات الروسية المتجهة إلى الساحل السوري تحمل على متنها مقاتلات "سو-33" و"ميغ-29 كا إر" و"ميغ-29 كا أو بي إر" ومروحيات "التمساح" وهي أحدث الطائرات في سلاح الجو الروسي.
وترافق حاملة الطائرات مجموعة سفن تضم الطراد العملاق "بطرس الأكبر" وهو مزود بصواريخ ذرية، وسفينتي "سيفيرومورسك" و"الأميرال كولاكوف" المضادتين للغواصات، إضافة إلى عدد من سفن الإمداد.
وادعى أسطول الشمال في بيانه أن الهدف من إرسال مجموعة السفن الروسية إلى سوريا "ضمان الحضور العسكري البحري الروسي في مناطق حيوية وهامة في مياه العالم، وتأمين الملاحة البحرية، وحماية كافة النشاطات الاقتصادية البحرية لروسيا الاتحادية، ومواجهة التحديات الجديدة بما فيها القرصنة البحرية والإرهاب الدولي".
لكن المقدم المنشق عن جيش النظام "محمد حمادو" أكد أن غاية روسيا من إرسال القوة الضاربة بأسطول الشمال هو استكمال احتلال سوريا وفرض الهيمنة على قرارها، ووضع حجر أساس لوجود عسكري دائم لها في شرق المتوسط، ولفت إلى أن هذه القوة قادرة على خوض حرب أكبر من تلك التي تشنها على السوريين.
وأشار "حمادو" إلى أن تعزيز روسيا لتوجدها العسكري في سوريا يهدف أيضا للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية من أجل القبول باستمرار بشار الأسد في قيادة سوريا، وتعزيز موقفه التفاوضي في أي مفاوضات محتملة.
يذكر أن حاملة الطائرات "كوزنتسوف" هي الوحيدة من نوعها في الأسطول الروسي، وتفيد المعلومات المتوفرة عنها بأنها قادرة على حمل 50 طائرة، وهي مزودة بصواريخ من نوع "غرانيت" مضادة للسفن، وصواريخ "كلينوك" المضادة للأهداف الجوية، كما أنها مزودة بأنظمة "كاشتان" الصاروخية المدفعية، إضافة إلى منظومات مضادة للغواصات.
محلل عسكري روسي قال لوكالة "إنترفاكس" الروسية" سوف يتسنى لنا للمرة الأولى في تاريخ روسيا استخدام الطائرات البحرية في القتال الفعلي". ورجح أن توكل للمروحيات والطائرات الحربية التي تحملها "كوزنتسوف" تنفيذ مهمات قتالية في سوريا.
وتنوي وزارة الدفاع الروسية حسب إعلان صدر عنها الاثنين 10/الجاري تشييد قاعدة عسكرية بحرية دائمة لروسيا في طرطوس، في إطار خطط وزارة الدفاع لتعزيز الأسطول الروسي في المياه السورية، و"ضمان أمن القوات الروسية في قاعدة "حميميم" الجوية في اللاذقية".
وكان مجلس "الدوما" صادق في السابع من الشهر الحالي، على الاتفاقية التي فرضتها روسيا على الأسد والتي تنص على السماح بتواجد عسكري دائم لقوات برية وسلاح جوي وبحري في سورية.
وتتيح الاتفاقية نقل الأسلحة والمعدات العسكرية والإمدادات إلى قواعدها في سوريا بحرية مطلقة، دون خضوع السفن والطائرات الروسية لأي رسوم، بما يخدم تنفيذ المجموعة الجوية الروسية مهامها وضمان أمن عسكرييها وظروف معيشتهم في سوريا، وتسبغ الاتفاقية على العسكريين الروس وعائلاتهم حصانة دبلوماسية لدى عبورهم حدود سوريا والإقامة على أراضيها.
يذكر أن روسيا تدخلت فعليا في الحرب على السوريين في 30/9 من العام الماضي وصرح مسؤولون عسكريون أنها جربت أسلحة حديثة برية وجوية، وها هي اليوم تعمل على تجربة سلاحها البحري، وكل ذلك على حساب السوريين وأرضهم.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية