أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"عامر مصطفى".. أول لاجئ سوري ينال الدكتوراه باللغة الإنكليزية في مصر

تكريم عامر المصطفى

كرّمت مجموعة من الطلاب السوريين في مصر الدكتور "عامر المصطفى" الذي نال درجة الدكتوراه في اللغويات والترجمة بمرتبة الشرف الأولى من جامعة "حلوان"، وهي أول دكتوراه في اللغة الإنكليزية ينالها طالب سوري لاجئ في مصر، وذلك ضمن مبادرة تكريم المبدعين السوريين التي أطلقت منذ أيام. 

ونال "عامر المصطفى" المتحدر من "كرناز" في ريف حماة إجازة في الأدب الإنجليزي من جامعة حلب، ثم الماجستير في اللغة الإنجليزية تخصص ترجمة من جامعة حلب، ليتوّج إنجازاته العلمية بحصوله على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى وهي أعلى درجة علمية في ترتيب درجات الدكتوراه في اللغة الإنجليزية تخصص لغويات وترجمة من جامعة "حلوان". 

درس "المصطفى" على حسابه الخاص، ولم يكن من الموفدين وكانت الأقساط المرتفعة والمعيشة الصعبة في مصر عبئاً ثقيلاً على كاهله، خصوصاً أن القسط السنوي لطلاب الدكتوراه حالياً تتجاوز الـ 6000 دولار.

وكشف "المصطفى" في تصريح لـ"زمان الوصل" أنه كان يستدين الأقساط ويسددها فيما بعد، وهي المشكلة الأكبر التي واجهته أثناء تحضيره للدكتوراه، وكان -كما يقول- يعمل بشغف وتصميم على الوصول إلى هدفه. وأوضح أنه كان يجد صعوبة في الإنفاق على أسرته، ما تسبب في تأخره سنة أو أكثر حتى انتهائه من البحث الذي أنجزه وهو بحث كبير تطلّب جهداً كبيراً حيث بلغ ما يقارب 500 صفحة. 

ويتناول بحث "المصطفى" العلمي الموسع لغة الإعلام والأخبار في الصحافة الأجنبية والعربية للربيع العربي وخصوصاً ليبيا.

ولفت إلى أنه طلب من البروفيسورة المشرفة على بحثه أن يكتب عن سوريا، لكنها رفضت، ليس لسبب سياسي وإنما بسبب كثافة التغطية للحرب الليبية في عام 2011، حيث كانت الثورة الليبية، وتدخل "ناتو" وهروب القذافي مادة صحفية مغطاة من قبل كل وكالات العالم. 

وكان هذا الكلام –كما يقول- في النصف الأول من عام 2011، إذ كانت الثورة السورية في بدايتها، وأصرّت البروفيسورة المشرفة على اختيار ليبيا ليكون البحث أشمل يمكّنه من نيل درجة عالية في البحث نتيجة ضخامة التغطية العالمية في ذلك الوقت. 

وتناول البحث حوالي 67 صحيفة أوربية وأمريكية وحوالي 40 صحيفة عربية تقريباً ويهدف لمعرفة كيفية تسخير الإعلام لخدمة ايديولوجيات معينة خلال التغطية الصحفية للثورة الليبية.

وتم ذلك -كما يوضح منجز البحث- من خلال تحليل نقدي إيديولوجي للعناصر اللغوية التي استخدمها الصحفيون الأجانب والعرب خلال تغطيتهم لمجريات الأحداث في ليبيا، وكيف أن هذه العناصر تكشف براعة الصحفيين في استخدام اللغة لإقناع القراء بما ينشدون إلى حد يصل إلى إقناعهم باتخاذ مواقف معينة اتجاه الوضع الحالي في ليبيا، ويهدف البحث -حسب "المصطفى"- إلى وضع إطار عام يوضح كيفية استخدام عناصر لغوية عدة لتقديم أطراف النزاع في ليبيا إما بصورة إيجابية أو سلبية وفق ما يتفق مع ايديولوجيا الصحفي.

وتوصل البحث –حسب واضعه- إلى أن الصحفيين قد استخدموا ببراعة عناصر لغوية عدة للتأثير على مواقف القراء فيما يخص الثورة الليبية لتتوافق مع الايدولوجيا الخفية لهؤلاء الصحفيين من خلال التركيز على أخطاء أو جرائم طرف وتبرير أخطاء وجرائم طرف آخر.

ولاحظ المصطفى من خلال بحثه-كما يقول– أن "لغة الاخبار في الصحافة الاجنبية والعربية مرتبطة بشكل وثيق بسياسة وإيديولوجيا المؤسسة الصحفية أو البلد الذي تتبعه بحيث أن هذه الايديولوجيا هي العامل الرئيسي الذي يحدد طريقة صياغة الخبر ونقلة للقارئ.

ووجه د. عامر الشكر للدكتورتين "منى فؤاد عطية" استاذة اللغويات في كلية الآداب بجامعة "حلوان" ووكيلة الكلية لشؤون الدراسات العليا و"نهوت أمين العروسي" أستاذة اللغويات في الكلية نفسها، لما بذلتاه من جهد كبير في دعمه والوقوف إلى جانبه حتى إتمامه للبحث وحصوله على شهادة الدكتوراه. 

وشمل التكريم إلى جانب د.عامر المصطفى "ميساء الشماع" وهي سيدة أعمال سورية ومتميزة في العمل الاجتماعي والنسائي ومديرة فريق شام التطوعي، والباحثة "سعاد محمد" المدربة الدولية في مجال التنمية البشرية والحاصلة على لقب أفضل مدربة تنمية بشرية عربية لعام 2016.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(122)    هل أعجبتك المقالة (143)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي