تصاعدت حدة الخلاف السعودي مع نظام السيسي الحاكم في مصر، والتي أطلق شرارتها موقف الأخير من الملف السوري، وتحديدا تصويت مندوبه في مجلس الأمن لصالح مشروع روسي يدعم الأسد، ويعاكس مشروع فرنسيا كان يرمي لوقف القصف على حلب وفرض حظر طيران فوقها.
فبعد تصريحات المندوب السعودي الدائم في الأمم المتحدة التي أعرب فيها عن خيبة أمله من مصر، لجأت الرياض إلى قطع شحنات النفط عن مصر، وتزامن ذلك مع حملة هجومية ضد السعودية، عبر وسائل الإعلام التي يحكم السيسي عليها قبضته.
ولم يطل الأمر كثيرا، حتى أقر "السيسي" نفسه بما جناه على بلاده، ولكنه اعتبر ذلك كله ضمن حملة لـ"الضغط" على مصر، منوها بأنها "لن تركع إلا لله"، ومخاطبا المصريين بعبارة شديدة الغرابة: "يا مصريين لو عايزين استقلال بجد متاكلوش ولا تناموش"، حسب ما نقلت صحيفة الأهرام الرسمية.
وفي اعتراف غير مباشر بأن موقفه من الوضع في سوريا هو ما أزّم العلاقات مع الرياض، ادعى السيسي أن سياسته في شأن سوريا "مستقلة"، مشيرا إلى أنه لا بد من حل سياسي للأزمة السورية للحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
وجاء كلام السيسي خلال "ندوة تثقفية" لإدارة الشؤون المعنوية في القوات المسلحة، حيث طالب بـ"احترام إرادة الشعب السوري ونزع الأسلحة من الجماعات المتطرفة وإعادة إعمار الدولة السورية".
وأقر السيسي أن تصويت مندوبه على المشروعين الروسي والفرنسي أغضب البعض، معلقا: "نظرنا إلى أن القرارين يدعوان إلى وقف إطلاق النار وإعطاء الهدنة للسماح بإدخال المساعدات للمواطنين الذين يعانون".
ونفى السيسي أن يكون توقيف شحنات النفط السعودية إلى مصر قد جاء ردا على تصويت مندوبه، مرجعا الأمر إلى "ظروف الشركات" التي تنتج وتشحن ذلك النفط، حسب رأيه.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية