اقتحم مقاتلون من "أجناد الشام" منذ أيام مدرسة "شهداء العسالي" في حي "القدم" بدمشق واعتدوا على عدد من معلميها بالضرب والشتم لمنعهم من افتتاحها، ما سبب حالة من الرعب بين التلاميذ والمعلمات -وفق ما أكد أحد معلمي المدرسة الذي فضّل عدم ذكر اسمه لـ"زمان الوصل" مشيراً إلى أن المدرسة بدأت بالعمل مع بداية دخول الجيش الحر إلى مناطق جنوب دمشق.
ولفت محدثنا إلى أن أصل المشكلة يعود إلى شهر شباط فبراير/2016 عندما وردت منحة من الحكومة المؤقتة لتغطية نفقات الكتب ما أزعج "أجناد الشام" -كما قول– مضيفاً أن "هذا الفصيل الذي يسيطر على منطقة "القدم" وضع يده على المجلس المحلي والجمعية الخيرية التنمية والإحسان وهي جهات مدنية".
وحاول -كما يقول محدثنا- أن يضع يده على التعليم وبعد معارضته للأمر تم عزله من المجلس المحلي حيث كان رئيساً لمكتب التعليم فيه.
وأردف محدثنا: "حاول أجناد الشام بعد ذلك افتتاح مدرسة خاصة به لاستجلاب الدعم -حسب قوله- لافتاً إلى أنه حاول ثنيهم عن الموضوع موضحاً لهم أن افتتاح مدرسة رديفة سيدفع تنظيم "الدولة" للاستيلاء على مدرسة "شهداء العسالي" لأنها في منطقة نفوذه، فضربوا بهذا الكلام عرض الحائط، وهذا ما كانوا يريدونه، كما يؤكد محدثنا.
وكان من الواضح -حسب قوله- أنهم يريدون السيطرة على كل المداخيل المالية من مجالس محلية وجمعيات خيرية وغيرها، علماً أن المدرسة –كما يشير– عملت لأربعة أعوام دون دعم من الائتلاف أو غيره باستثناء بعض التبرعات الصغيرة التي جاءتها من مؤسسة "آرام" و"رابطة أبناء دمشق".
وأضاف المصدر أن "فتح المدرسة من قبل الأجناد كان مدروساً ومخططاً له، والغاية منه إغلاق مدرستنا لتخلو الساحة لهم وليرفعوا الشعارات البيانات التي يريدونها والدليل –كما يقول- أنهم صنّفوا المعهد الشرعي الذي لا يتجاوز مستوى الكتاب على أنه ثانوية شرعية.
وحول تفاصيل ما جرى أوضح محدثنا أن عدداً من عناصر "أجناد الشام" اقتحموا منذ أيام المدرسة بالسلاح والعصي والكبال، و"مارسوا نوعاً من التشبيح" على الكادر التدريسي-حسب تعبيره- حيث اقتادوا المدرس "براء العسالي".
وأوسعوه ضرباً أمام أعين الطلاب وزملائه كما يتضح من الصور التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتابع محدثنا أن "العناصر المعتدية اقتادت العسالي فيما بعد إلى مقرهم وتم تهديده وتهديد العاملين في المدرسة بتكرار الاعتداء، فيما إذا فكروا بافتتاحها ثانية، وأكد محدثنا أن بحوزته تسجيلاً صوتياً لقائد في أجناد الشام يكشف هذا التهديد".
وناشد محدثنا "أجناد الشام" في كل سوريا أن تكف فصيلها الموجود في منطقة "القدم" عن الأعمال "التعسفية" التي يمارسها وتحاسب عناصرها على التجاوز وإبعادهم عن الأعمال المدنية، بما في الجمعيات والمجلس المحلي والتعليم وغيره والاكتفاء بالأعمال العسكرية فقط في منطقة "القدم".
وعرضت "زمان الوصل" جملة الاتهامات المتعلقة بـ"أجناد الشام" على مصدر من المجلس المحلي لحي "القدم" -فضّل عدم ذكر اسمه- فأكد أن مدرسة "شهداء العسالي" كانت قائمة خلال السنتين الماضيتين في منطقة "العسالي"، وخرجت عن الخدمة في بداية شهر أيلول سبتمبر الماضي، عندما استولى عليها تنظيم "الدولة" بسبب وجودها في قطاعاته بمنطقة العسالي التابعة لحي القدم الدمشقي".
ولذلك قرر المجلس المحلي في "القدم" –كما يقول- افتتاح مدرسة ضمن مناطق الحر وليست في "العسالي" حتى تكون بعيدة عن تنظيم "الدولة" وأفكاره، وهذا الأمر لم يرقْ لإدارة المدرسة السابقة ودارت حرب إعلامية ومشاكل جرّاء ذلك.
ولفت محدثنا إلى أن "تنظيم الدولة منع مدرسة العسالي من العمل وأغلقها ومن ثم لجأ لتغيير اسمها إلى "المدرسة الشرعية الأولى" وخصّص لها منهاجاً خاصاً".
واتهم محدثنا القائمين على المدرسة بالدخول إلى أحد البيوت ضمن منطقة عسكرية لشباب القدم وافتتحوا مدرسة فيها، وعندما جاء مقاتلون من "أجناد الشام" للاستفسار عن الأمر حدثت المشكلة التي تم تضخيمها –كما يقول- من خلال الإعلام والتصوير والبيانات.
وأكد المصدر أن "كل ما يقال حول محاولة الأجناد الاستيلاء على الموارد المالية غير صحيح" مشيراً إلى أن "قيادة الأجناد مختلفة عن أعضاء المجلس المحلي للحي".
وكانت مديرية تربية دمشق الحرة قد أصدرت بياناً طالبت فيه القيادات العسكرية العاملة في حي القدم الدمشقي باستنكار تصرف المعتدين" والتأكيد أن هذا التصرف كان فردياً وليس تنفيذاً لأوامر صادرة عن قيادتهم العسكرية".
ودعت لاتخاذ الإجراءات المناسبة بحقهم ومحاسبتهم على هذا "الجرم"، وتعويض الأشخاص الذين تم الاعتداء عليهم (بما يشمل نفقات العلاج والطبابة).
وذكّر البيان الثوار عامة والعسكريين خاصة بأن الحاضنة الشعبية هي من أعطتهم الشرعية في حمل السلاح وعليهم أن يصونوا هذه الأمانة، لا أن يستخدموها فيما يغضب الله عز وجل.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية