اعتبر القاضي العام لـ"جيش الفتح" الداعية "عبد الله المحيسنيي" الاتفاق بين "أحرار الشام"، و"فتح الشام" التي انضم إليها فصيل "جند الأقصى" مؤخرا -اعتبره- نصراً للساحة، وتجاوزا لمأزق شديد دخلته، معللاً ذلك، بالقول: "إنً فصيل جند الأقصى، فصيل قوي جداً ومؤثر في السابق، ولا يخفى على أحد أنّ الكثير من القضايا الأمنية، خيوطها تصل لأعضاء منضمين لجند الأقصى".
وأشار "المحيسني" في تصريح خص به "زمان الوصل"، إلى أنّ استمرار الصراع بين الطرفين كان "مخيفاً للغاية" وذلك لـ"صعوبة حسم المعركة"، ولـ "عواقبها الوخيمة"، ولكن حلّت القضية باتفاق بين "أحرار الشام" و"جند الأقصى"، تضمّن حل الأخير، - وهذا يعني بحسب "المحيسني" عدم القدرة على إنشائه من جديد.
وكذلك دخول أفراد "جند الأقصى" في "جبهة فتح الشام"، وهذا يضمن عدم الاعتداء في القضية، فلا يعاقب أناس أبرياء، بالإضافة لتشكيل "محكمة سريعة" ونافذة بجهتين ضامنتين ممثلة بـ"أحرار الشام" بكل ثقلها، و"جبهة فتح الشّام"، وهو ما يضمن عدم هروب الخلايا المتورطة، أو من كان متسببا في قتل أو غير ذلك.
وفي ذات السياق، أعلن "المحيسني" أنّ الاتفاق سيكون بمثابة انطلاقة جديدة لـ"غزوة حماة" من جديد، مشيراً إلى أنّ الاتفاق فتح الباب أمام إطلاق سراح "300" معتقل من الطرفين، محذّراً أنّه في حال استمرار الصراع فإنّ المعتقلين سيكونون في عداد القتلى.
ورأى أنّ الاتفاق المعلن بين طرفي الصراع في ريف إدلب، يدّل على حنكة كبيرة من القادة، والحرص على المصلحة، والاهتمام بمآلات الثورة السورية.
ووجّه "المحيسني" كلمة شكر إلى "حركة أحرار الشام"، كونها كانت سباقة في كل مرة للدعوة إلى محكمة شرعية، وقبول الأحرار اليوم بالمحكمة، يعتبر تجاوزاً لاختبار حقيقي، "ليبرهنوا على أنّ دعواتهم السابقة للتحكيم لم تكن مجرد شعارات، بل حقيقة".
كما شكر "المحيسني" جبهة "فتح الشام" لإنقاذهم الموقف، بحل "جيد"، مشددا على أنّ الاتفاق لا يعتبر إضاعة لدماء الشهداء، وعلى رأسهم "الدبوس"، مؤكداً على رفضه لهذا الاتفاق، لو أضاع جق دماء الشهداء.
واستدرك قائلاً: "هذا الاتفاق يحفظ دماء الشهداء؛ لأن أخذ الدماء بالثأر، من عادات الجاهلية، وأخذ حق الدماء بالشرع؛ هو من عادات الإسلام".
وحول الجهة الضامنة لتنفيذ الاتفاق، قال الشيخ "المحيسني": "إنّ المعركة هي معركة الساحة، فالفصائل جميعها شاركت في المعركة، وتعتبر جهة ضامنة، بالإضافة للأمة، والإعلام اللذين واكبا القضية، بالإضافة لمشايخ الساحة الذين تفاعلوا مع القضية"، معتبراً كل هؤلاء "جهة ضامنة" و"ضاغطة"؛ من أجل تنفيذ الاتفاق.
واقترح الشيخ "المحيسني" على اللجنة الشرعية المكلفة بالنظر في القضية، إنشاء حساب على "تويتر" لنقل تطورات القضية بشكل مستمر، حتّى تتابع "الأمة" كلها التطورات.
من جهته، أكدّ الناطق العسكري باسم "حركة أحرار الشام" "أبو يوسف المهاجر" لـ"زمان الوصل" بدء سريان وقف إطلاق النار بين الحركة، وفصيل "جند الأقصى"، مشيراً إلى أنّ بنود الاتفاق محدودة بمدة زمنية لا تتجاوز 48 ساعة، واصفاً إياه بـ"الباطل" في حال عدم التنفيذ.
وأشار "المهاجر" إلى أنّ الاتفاق جرى بين الحركة ومن يؤيدها من فصائل، حيث كلف بعضها الأحرار، وآخرين كلفوا الصقور بتمثيلهم بالاتفاق مع جبهة "فتح الشام".
وفي ذات السياق، قال الشرعي في "حركة أحرار الشام" د."أيمن الهاروش" لـ"زمان الوصل": "الله يختار الخير، ننتظر الأفعال على الأرض".
ونصّ الاتفاق الذي وقع ليل الاثنين، على إطلاق فوري، وخلال 24 ساعة، لكل المحتجزين باستثناء مَن عليه دعاوى ارتباط بجماعة تنظيم "الدولة" (الخوارج).
وكذلك تشكيل لجنة قضائية تضم ممثلين عن الفصائل و"جبهة فتح الشام" وشخصية مستقلة مرجحة للنظر في حوادث تصفية الأسرى من قِبل "جند الأقصى"، ودعاوى الارتباط بتنظيم "الدولة"، وتجتمع اللجنة خلال مدة أقصاها 48 ساعة.
وشهد ريف إدلب خلال اليومين الماضيين، صراعاً مسلحاً بين فصيل "جند الأقصى" من جهة، و"حركة أحرار الشّام" من جهة أخرى، ذهب ضحيته العشرات بين قتيل وجريح من الطرفين، على خلفية اغتيال أمني الأحرار في سراقب "خالد العيسى"، من قبل عناصر من "الجند" وتصفية عدد من معتقلي الحركة في "كفرسجنة"، في الوقت الذي يشير قادة في الجند إلى أنّ أصل الخلاف هو اعتداء "أحرار الشام" على فصيل "الجند" في "أريحا"، وإنهائه لقاطع الجند هناك.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية