أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"عبد الرحيم".. طفل سوري يكافح المرض بالرسم

الطفل عبد الرحيم الفرا

يعاني الطفل السوري "عبد الرحيم الفرا" الذي هرب من الحرب مع عائلته ليعيش لاجئاً في مصر من سرطان الدم "اللوكيميا" المتمثل في ابيضاض دم حاد.

وظهر هذا المرض في حياة الطفل منذ سنوات فجأة ليقلب وضع عائلته رأساً على عقب، وبخاصة أن العائلة تعيش ظروفاً معيشية صعبة، ولا تملك القدرة على علاجه المكلف، فيما تخلّت الجهات الإنسانية والطبية بما فيها المفوضية العليا للاجئين عن توفير مثل هذا العلاج، بسبب تكلفته المرتفعة، لكن "عبد الرحيم" تمكن من التغلب على الألم بالأمل وعلى اليأس بالإرادة من خلال ممارسة هوايته المحببة في الرسم. 

لم يكن قد تجاوز الخمس سنوات عندما فتك المرض الخبيث بجسد عبد الرحيم وبدأ ذووه بالبحث عن علاج له، وتم عرضه على مشفى الجامعة الأمريكية ببيروت، حيث تم نقل دم له -كما تقول شقيقته رشا الفرا-، مضيفة أن العائلة كانت تضطر للسفر من حمص إلى بيروت لتلقي العلاج الكيميائي بمعدل كل يومين في البداية ثم في الأسبوع مرة وبعدها في الشهر ثم في الستة أشهر وتحول بعد ذلك للعلاج بالأدوية وبجرعات ثقيلة، ما أثر على صحته وحالته النفسية. 

بعد اندلاع الحرب في سوريا اضطرت عائلة "عبد الرحيم" للجوء إلى مصر بتاريخ 27/9/2012، وتوقف علاجه الدوائي ولكن دون مراقبة لأنه -كما تؤكد محدثتنا- بحاجة لأخذ خزعة وتحاليل وهي ليست بمقدور العائلة التي تعيش ظروفاً صعبة كشأن الآلاف من العائلات السورية اللاجئة في مصر، وهناك تردد أهل الطفل المصاب على مشفى 3575 الخاص بعلاج سرطان الأطفال بمنطقة "المدبح" في القاهرة فرفضوا استقباله بحجة عدم حاجته للعلاج. 

وأثر المرض الصعب على ذاكرة "عبد الرحيم" الذي يبدو عمره العقلي أصغر من سنه الزمني، ورغم ذلك يحاول أن يعبر عن ذاته، ويُخرج ما في داخله من طاقات إبداعية في الرسم حيث ينشغل طوال الوقت بالرسم بأقلام الرصاص على الورق المقوى، فيرسم بعض شخصيات أفلام الكرتون والزخرفات النباتية، ويطمح الطفل المبتلى بالمرض إلى إقامة معرض خاص به ولكنه -كما تؤكد- شقيقته بات حساساً وعصبياً طوال الوقت لأنه فقد الأمل في العلاج وفي إظهار موهبته، وكثيراً ما يقول لها "بدي افتح معرض كلهم بيكذبوا علي".

ويُستخدم الرسم وغيره من الفنون كطريقة لعلاج المصابين بالسرطان ويعمل هذا النوع من العلاج المعروف بـ "أرت تو كير" على تفريغ الطاقات السلبية عند المريض، ومساعدته في تكوين طاقات إيجابية جديدة تقوي جهاز المناعة، وتنشئ قدرة جديدة عند المريض لتقبل العلاج، مما يساعد على الإسراع بعملية الشفاء.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(102)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي