أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

جديد "التربية السورية".. "قعدة عربية"

يحدث هذا في حي الحميدية بحمص

في أحد أحياء حمص "الآمنة"، حيث لامكان لـ"المسلحين" ولا لـ"الإرهابيين والتكفيريين"، حسب وصف النظام، ولا وجود إلا لسلطة هذا النظام و"مؤسساته"، يتكدس عشرات الطلاب في الصفوف إلى درجة لا توصف حتى إن بعضهم لايجد سوى الأرض ليفترشها.

نعم.. يحدث هذا في حي الحميدية بحمص، وتحديدا في مدرسة "الإرشاد" التي تعرف اليوم باسم "وليد أديب الخوري" (قتل نهاية 2012 وهو يقاتل في صفوف النظام)، حيث تظهر الصور مجموعة من الطلاب وقد جلسوا على أرض الصف، بعد أن "عجز النظام" عن توفير ما يكفي من مقاعد لهم، لانشغاله بإنفاق الأموال على قتل أقرانهم في مناطق سورية أخرى!

حتى "القعدة العربية" التي وفرها النظام للصغار في مدارسه، حيث تعلق صوره وتمجد "إنجازاته" كل صباح، لم تكن "مكتملة" فلا وطاء إسفنجي ولا حتى وسادة للاتكاء، وإنما جدران وبلاط قاس -بل ربما متسخ- فقط.

وتنتشر ظاهرة تكدس الطلاب في صفوف بعض المدارس التي يشرف عليها النظام في حمص، حيث يصل تعداد الطلاب إلى حوالي 75 في الصف الواحد، في وقت ما يزال النظام ومؤسساته يتلقون الدعم من منظمات الأمم المتحدة المعنية بملايين الدولارات؛ من أجل دعم التعليم، ولاسيما للمناطق المهمشة الأخيرة، ولكن هذه الأموال لا تجد –على ما يبدو- طريقها إلا إلى جيوب المرتشين والفاسدين من رجال النظام، وما تزال رائحة الفساد التي طالت توزيع مليون حقيبة مدرسية قدمتها "يونسيف".. ما تزال تزكم الأنوف.

وفضلا عن كل ذلك، فإن نظام الأسد ما يزال يعتمد المدارس كـ"مراكز جباية" حيث يفرض على الطلاب تسديد مبالغ مالية تحت بند ما يسمى "تعاون ونشاط"، وهذه المبالغ يدفعها التلاميذ مرغمين، وتختلف من مدرسة لأخرى، حسب "نشاط" إدارتها في الفساد ورغبتها في كمية الأموال التي تفضل دسها ضمن جيوبها.

فهناك اليوم مدارس يسدد فيها الطالب 500 ليرة، وأخرى 600 ليرة، كرسم لـ"التعاون والنشاط"، ليجد فيها الطالب نفسه مفترشا الأرض، فلا من "يتعاون" معه لتغيير هذا الحال، ولا من "ينشط" لتوفير مقعد خشبي له.


زمان الوصل
(138)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي