إعلان بيريز عن قبوله بالمبادرة السعودية ليس خدعة إسرائيلية .. هم يصورون لنا أن هناك خدعة اسرائيلية .. وإن المحتال العبقري الإسرائيلي قد تفتق عقله عنها .
الأمر لايحتاج لكل هذه السنوات حتى تقوم إسرائيل بهذه الخدعة .. ؟. إلا أن من يروج لهذه المقولة يعتبر أن هذه الشعوب مجرد قطعان غبية ..حمقاء .. يمكن تمرير الألاعيب الأكثر غباء ً عليها .
هل تذكرون يوم طرحوا هذه المبادرة ثم أعادوا صياغتها وأخرجوها على أنها عربية .. يومها قال شارون أنها لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت فيه ..؟!! . وصمت العرب صمت القبور على جري عادتهم .
الآن يريدون أن يقنعونا أن الاختلاف هو بين المبادرة بصورتيها السعودية و العربية .. ثم يبدأ الشد والجذب وتنطلق عواصف الكلام والكلام المضاد ويثار الغبار فتعمى الأبصار .
في النتيجة ستقبل إسرائيل بالمبادرة وبصيغتها التي تم إخراجها عبر مؤتمر القمة . لكن اللعبة ستكون في موافقة الدول العربية على الصلح الجماعي مع إسرائيل والبدء بالتطبيع , وعندها اذا مااعترضت سوريا وقوى المقاومة في المنطقة تصبح خارجة عن الإجماع العربي ومقررات مؤتمر القمة لأن الخلاف سيدور حول الأوليات . عندها ستعرض المبادرة على الأمم المتحدة وتتبناها .
سيكثر الكلام حول أولويات الصلح والتطبيع أم تنفيذ بقية البنود وهي الانسحاب الكامل والاعتراف بحقوق الفلسطينيين . . وسيبدأون بتقديم الضمانات ( العربية ..العربية) واعفاء الأمم المتحدة وامريكا من أية ضمانات أو تعهدات .. ومتى التزمت اسرائيل أو الولايات المتحدة بأية تعهدات أو ضمانات أو قرارات للأمم المتحدة ..؟ ألم تمضي قرابة أربعون عاماً على القرارين 242و338 الذين لم يجدا أي حظ من التنفيذ ..؟ .
لا ياسادة .. الخدعة ليست اسرائيلية في هذه المرة ... الخدعة الآن هي عربية بامتياز تعمل أنظمة الذل والخضوع على تمريرها بحق الأمة كلها .
لقد اعتدنا على الأكاذيب والتعهدات التي لاتحترم من قبل النظام الأمريكي بكافة تجلياته وإسرائيل معه والتي كانت تتم بموافقة أطراف عربية بعينها وهي لم تعد خافية على أصغر مواطن عربي في كافة البلدان العربية .
هم يريدون التخلص من الإحراج وتنفيذ تعهداتهم السرية لأمريكا بالتطبيع مع اسرائيل متخلين عن فلسطين ..كل فلسطين بما فيها الضفة والقدس .
هم يريدون إعلان كل علاقاتهم القديمة الجديدة مع اسرائيل واظهارها للعلن فقد ملت اسرائيل وأمريكا من ازدواجيتهم وتظاهرهم بالعروبة بينما هم يهتكون عرض العروبة يومياً يشتمون اسرائيل ثم يفحشون معها سراً .. اسرائيل تريد العمل العلني . .. تريد منهم أن ينظموا إلى حلف واحد ضد سوريا وقوى المقاومة وإيران التي لم تعد تهتم بأمريكا وتبشر الشعوب بنهاية الحركة الصهيونية وتابعيها من منافقي هذه الأمة .. يوم خرجت أو أخرجت المبادرة لم تكن حرب تموز قد حدثت وأهينت اسرائيلهم الداعمة لهم من قبل المقاومة .. اسرائيل لم تعد تصلح كفزاعة للشعوب العربية .. فليسفروا اذا ً عن الوجوه القبيحة .. الذليلة .. القذرة .. وليضعوا الأمور في نصابها الحقيقي .. من حيث أنهم ..هم من يدعم اسرائيل ويوفر لها أسباب البقاء والقوة والدعم المادي والمعنوي بمواجهة شعوبهم .
هذه هي الحقيقة .. وعلى الشعوب أن تقول كلمتها الفصل لأن القادم هو أسوأ من كل مامر على هذه المنطقة من ويلات وبأيدي أنظمتها وبعض قواها السياسية العميلة .
هذا آخر سهم في جعبة الأنظمة التافهة فإذا طاش ..وهو سيطيش حتماً اذا وعى الشارع العربي حقيقة مايحدث ..وعندها ستتهاوى هذه الأنظمة الجبانة المجرمة كالكرتون .
سوريا تعرف الطريق الصحيح وكذلك قوى المقاومة الوطنية في المنطقة كلها . . والنتيجة دائما ستكون لصالح من يتحمل عض الأصابع أكثر .
راقبوا ... لقد بدأوا اللعبة ..وأطلقوا سهامهم الأخيرة . ..ولكن تأكدوا أن ليس بيريز هو من يخدعنا .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية