أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعد عام من التدخل في سوريا... روسيا تروج لاستخدام ضربات نووية محدودة فهل تفعلها؟

من موت حلب - زمان الوصل

بعد فشل ما يعرف باتفاق كيري –لافروف الخاص بوقف الأعمال القتالية في سوريا، بدأت قناة "روسيا اليوم" ووسائل إعلام روسية مؤخراً بالحديث عن استخدام موسكو أسلحة نووية بشكل محدود ومدى تأثيرها على الصعيد الدولي، ما جعل متابعين يحذرون من اعتدائها نووياً لا سيما أنه سبق لروسيا وأن روجت للقنابل الارتجاجية التي تمتلكها عبر تقارير مصورة قبل استخدامها ضد المدنيين المقيمين في الأحياء الشرقية التي يسيطر عليها الثوار داخل مدينة حلب.

دولياً، اتهم وزير الدفاع الأمريكي "آشتون كارتر" روسيا "باستعراض عضلاتها النووية"، وبالانخراط مع كوريا الشمالية في "استفزازات نووية وصاروخية"، وأوضح في تصريحات لقناة "ABC News" نهاية شهر أيلول/سبتمبر الماضي، أنه على الرغم من انتهاء الحرب الباردة، مازالت الولايات المتحدة بحاجة إلى ترسانتها النووية من أجل "ردع المعتدين الروس والمعتدين المحتملين الآخرين"، ولكي لا يتصورون بأن "بإمكانهم التهرب من الانتقام الأمريكي"، وإضافة للولايات المتحدة اتهم حلف الناتو روسيا بإجراء تجارب على صواريخ "كروز" نووية تطلق من البر وبتطوير صواريخ مجنحة منصوبة فوق الأرض وباحتمال إنتاج صواريخ مجنحة بحرية.

وردت الخارجية الروسية "إن مزاعم واشنطن بشأن خرق روسيا لمعاهدة الحد من الأسلحة النووية لا تستند إلى أدلة، إنما إلى استنتاجات وتكهنات"، متهمة واشنطن بتضليل الرأي العام الدولي.

أما المحامي والناشط الحقوقي "كامل أطلي" لم يستبعد استخدام روسيا للأسلحة النووية وحسب اعتقاده بأن الولايات المتحدة الأمريكية من يدفعها لذلك قائلاً لـ"زمان الوصل": أعتقد أن روسيا تريد تثبيت النظام بأي وسيلة كانت، ولكنها تتدرج في استخدام أدوات القتل والدمار للوصول إلى التركيع مستغلة ضعف الإدارة الأمريكية، والحصول على الضوء الأخضر منها لتفعل ما تنأى أمريكا عن فعله بيدها فتترك الدولة المارقة لتنفذه نظراً لتوحد المصلحة في إنهاء الثورة السورية مهما كان الثمن باهظاً".

وشدد الحقوقي الذي يعمل في مجال الأبحاث والدراسات "أن وجدت روسيا أن النظام يمكن أن يخسر المعركة، فإنها لن تتوانى عن استخدام أي سلاح ولو كان نووياً محدوداً، وقد استخدمت فعلاً القنبلة الحرارية في ريف حلب، وهي كما يصفونها ما قبل النووي .. لكن روسيا تعلم أنها إذا استخدمت السلاح النووي ستكون قد لعبت بآخر ورقة لديها، وتكون قد قطعت كافة خيوط الخيارات السياسية الممكنة التي تنادي بها لمصلحة النظام، فإن فشلت بعد استخدامها لهذا السلاح في إنهاء المعركة، وهذا متوقع فإن النظام لن يسقط لوحده، وإنما سيجر معه إيران وروسيا ولن تنتهي الأزمة سياسياً، وإنما سيكون الحسم العسكري لصالح الثورة التي ستكسب مؤيدين كثر".

واعتبر "أطلي" الذي يقيم في الشمال السوري في تصريحه لـ"زمان الوصل" إن تم استخدام النووي المحدود وفشلت نتائجه.. أحد أهم نتائجه إمكانية حدوث حرب عالمية ثالثة، وهناك الكثير من الدول لا تريد الوصول إلى تلك النتيجة، لذا ستمارس ضغوطها على روسيا لتخفيف هيجان الدب الروسي وعدم وصوله لاستخدام السلاح الأخير، لأنه قد يقلب السحر على الساحر، وينقل العالم بأسره لدوامة خارجة عن السيطرة، ولن تعرف نهايتها".

يشار إلى أن روسيا تمتلك نحو 8 آلاف رأس نووي، منها 1800 جاهزة للاستخدام الفوري، وفق بيانات معهد ستوكهولم لأبحاث السلام، وتقول أوساط عسكرية أطلسية إن أغلبها محمل على أقوى الصواريخ البالستية الروسية، مثل "ساتانا- الشيطان" و"توبول – إم"، العابرة للقارات، وتتكون القوة الصاروخية النووية البرية الروسية من ثلاثة أنواع من الصواريخ هي،"إس إس 19" المعروفة بـ"ستيلت"، و"إس إس 25" المعروف بـ"توبل"، و"إس إس 27" وهي "توبل إم"، وعددها 489 صاروخا تحمل بمجملها 1788 رأسا نووية.

وتواصل روسيا استعراض عضلاتها العسكرية بعد عام من تدخلها في سوريا مانعة النظام الذي كان يترنح من السقوط، كما يرى مراقبون أن استخدامها للأسلحة المحرمة دولياً يتم بشكل تدريجي لإنقاذ حليفها بشار أسد في ظل تخاذل المجتمع الدولي، وأن امتلاكها لحق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن يسمح لها بانتهاك المواثيق الدولية الخاصة بالأمم المتحدة، وبتعطيل القرارات الدولية الرادعة عن ارتكاب جرائم حرب بحق السوريين ويمنحها حق مواصلة حرب الإبادة دعماً للنظام بذريعة محاربة الإرهاب.

عمار البكور - حلب - زمان الوصل
(121)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي