أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دوار "البرميل" في عرسال.. ثنائية الموت والطواف للاجئين السوريين

دوار البرميل.. بصمة سورية في أحد ساحات عرسال - زمان الوصل

لطالما شكلت ساحات المدن فهرسا حضاريا يسجل عليه كل شعب فواصل انتمائه، وهي كذلك وجه المدن وهويتها السياحية والتراثية كما يقول "راغب الفليطي" (70 عاماً) أحد وجهاء بلدة عرسال اللبنانية.

ويضيف "هذه الساحة (نقطة تقاطع طرق) كنا نطلق عليها قبل مجيء السوريين إلى عرسال اسم (مصلبية) وهو ما اعتدنا عليه منذ سنين، لكن سرعان ما بدأ اللاجئون السوريون يضعون لمساتهم بطريقة عفوية وبسيطة على هذه النقطة من تقاطع الطرقات ولتصبح فيما بعد أشهر دوار في بلدة عرسال وهو "دوار البرميل".

"أحمد البقاعي" أحد الشبان الذين وفدوا من حي "باباعمرو" الحمصي كان من المؤسسين دون قصد للدوار الأشهر في البلدة.

القصة بدأت كما يقول منذ 3 سنوات وتحديداً بعد سقوط بلدة "قارة" بيد النظام وحزب الله في 15/11/2013، ولجوئهم إلى هذه البلدة، مضيفا "في شتاء العام نفسه كنت وأصدقائي نمر ليلا من هذه "المصلبية" وكان ليلتها الثلج يغطي كافة الشوارع، وتفاجأنا بوجود حفرة كبيرة وسط نقطة تقاطع الطرقات التي تربط أطراف البلدة ببعضها، فقمنا بوضع برميل مازوت فارغ سعة 200 ليتر فيها لتنبيه المارة لوجودها، وكان ذلك بشكل عفوي، لكن ومع مرور الوقت أصبح نقطة علام عند السوريين الذين لم يكونوا على علم بعد بأسماء شوارع البلدة وأحيائها، فأطلقوا عليه دوار البرميل".


والغريب في الأمر كما يتابع محدثنا "البقاعي" أن أهالي البلدة أنفسهم أهملوا من تداولهم اليومي الاسم القديم للساحة وهو "مصلبية أبو محمود زيدان" وأصبحوا يستخدمون الاسم الذي ابتكره اللاجئون السوريون وهو دوار "البرميل"، ليس ذلك وحسب، بل تم الاحتفاء بالبرميل وزرعه وسط الساحة بطريقة رسمية وقيام بعض الشبان اللبنانيين ومن شرطة البلدة بزراعة صنوبرة داخل البرميل، ليصبح معلماً سورياً وبصمة في ساحة أصبحت هي الأشهر بين ساحات البلدة.

يقول "البقاعي"، "إنه القدر فالبرميل الذي دمر منازلنا وقتل أطفالنا وأهلنا، هو ذاته اليوم ذلك الرمز الحضاري الذي يمثلنا في هذه البلدة، وكأن سخرية الأقدار تقول شامتة بنا "طوفوا" حول قاتلكم في غدوكم وعشيكم، طوفوا ولا تنسوا تذكير أولادكم حين تمرون من قربه، هذا هو القاتل الذي أخرجكم من دياركم.. تذكروا ذلك جيداً".

عبد الحفيظ الحولاني -زمان الوصل
(134)    هل أعجبتك المقالة (160)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي