أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اللغة السريانية تقتحم مناهج التعليم بالحسكة وطرد وفد النظام من "الشدادي"

أحد كتب اللغة السريانية

فرضت إدارة حزب "الاتحاد الديمقراطي" الذاتية، مع بداية العام الدراسي الجديد، اللغة السريانية إلى جانب اللغتين العربية والكردية في مناهج الحلقة الأولى من مرحلة التعليم الأساسي بمدارس الحسكة الواقعة تحت سيطرتها، وسط تخوف لدى الأهالي على مستقبل دراسة أبنائهم في مراحل التعليم الجامعي وما قبل الجامعي.

وأفاد الناشط "محمود الأحمد"، بأن إدارة حزب "الاتحاد الديمقراطي" أعلنت عن نيتها فرض اللغة السريانية كلغة أم في مدارس الحسكة هذا العام في الصف الأول والثاني والثالث، على أن يتم إدراجها في باقي الصفوف خلال الأعوام القادمة.

وقال "الأحمد" لـ"زمان الوصل" إن الإدارة الكردية طلبت نحو 50 معلماً ومعلمة سريانية، لتوزيعهم على المدارس السريانية الخاصة وعلى الصفوف السريانية في المدارس العامة في مدن الحسكة، رميلان والقامشلي، رأس العين، المالكية، القحطانية، خلال العام الدراسي 2016-2017، مشيراً إلى أنهم خضعوا لدورات باللغة السريانية في معهد "أورهي" (أرض الآلهة أو الأرض المقدسة)، الذي أعلنت الإدارة الكردية عن تأسيسه بمدينة القامشلي في آذار مارس الماضي.

وأضاف الناشط بأن مظاهرة خرجت أمام المجمع التربوي بالقامشلي أمس الثلاثاء، اعتراضا على عدم حل موضوع المدارس، فأهالي الطلاب يتخوفون من عدم الاعتراف على شهادات أبنائهم ممن تجبر مدارسهم على تدريس مناهج الإدارة الكردية.

وأشار إلى أن المجمع التربوي التابع للنظام في الحسكة لم يعترف بطلاب السنة الماضية، الذين اجتازوا الصف السادس بمدارس تدرس المنهاج الكردي، ولم يتم تسجيلهم في الصف السابع بالمدارس الخاضعة له.

كما قررت مديرية التربية التابعة لحكومة النظام بالحسكة، تركيب غرف مسبقة الصنع في باحات المدارس أو حتى على رصيف المدارس في مناطق سيطرتها لاستيعاب الطلاب في مدارسه، لأنه غير مهتم بالأطفال، بل يريد مقاتلين لا أطباء ومهندسين، وفق "الأحمد".

وحسب الناشط، فإن مسلحي حزب الاتحاد سلموا الكليات التابعة لجامعة "الفرات" إلى إدارة فرع جامعة "الفرات"، التي باشرت بجرد ما تعرضت له هذه الكليات من سرقات خلال الشهر الماضي، وذلك ضمن الاتفاق المبرم بينهم وبين النظام برعاية روسية للانسحاب من هذه المباني، استعداداً لبدء العام الدراسي.

مصدر سرياني، فضل عدم ذكر اسمه، أفاد بوجود اتفاق شفهي غير معلن، بين إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي الذاتية وبين المدارس السريانية والأرمنية الخاصة في الحسكة، بعدم استقبال الطلاب الكرد بتلك المدارس كشرط للسماح لها باستمرار التدريس بمناهج وزارة التربية التابعة للنظام، مؤكداً أن الاتفاق يشمل الطلاب الأكراد فقط وليس العرب، وهو مطبق من السنة الماضية.

وأضاف المصدر أن الطلاب العرب يقبلون بهذه المدارس الخاصة ولا يطبق عليهم المنهاج الجديد (المنهاج الكردي)، فالمدارس الخاصة وضعت أمام خيارات، إمّا عدم قبول الطلاب الأكراد وإمّا الإغلاق وإمّا تدريس منهاج الآبوجية (أنصار أوجلان).

وأشار إلى أن جميع الأحزاب السياسية والهيئات الكنسية، ضد هذه الخطوة، ماعدا حزب "الاتحاد السرياني" حليف حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ضمن الإدارة الذاتية الكردية، لافتاً إلى أن ذلك يعود إلى عدم مشروعية فصل الطلاب في المدارس على أساس عرقي أو قومي أولاً، مؤكدا أن الخطوة تهدد مستقبل الطلاب الدراسي ثانياً، فلا جامعات تستقبلهم ليكملوا فيها تعليمهم، إلى جانب أن المنهاج مؤدلج آبوجيّاً (أفكار أوجلان) ثالثاً.

ونوه المصدر إلى أن تعليم اللغة السريانية كلغة أصلية للبلاد، وإعطاء حصتين أسبوعيا هو أمر كافٍ باعتقادي.

وفي الريف الجنوبي، قال الناشط "أحمد العلي" إن العام الدراسي بدأ وسط غياب أي مقومات تدعم العملية التعليمية، حتى أن عمليات تقييم الأضرار والدمار لإصلاحها لازالت قائمة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي فرض منهاجه الدراسي على المدارس هناك، معتمداً على الكادر التعليمي القديم، الذي يفتقد الخبرة بالمنهاج الجديد، بل وحتى التكلم باللغة الكردية كون المنطقة ذات طابع عربي بحت.

وأضاف "العلي" أن مسلحي الحزب طردوا وفدا من مديرية التربية التابعة لوزارة النظام في الحسكة، بعد زيارته مدارس مدينة "الشدادي" في الفترة الماضية.

ويحاول كلا الطرفين المتصارعين في الحسكة، فرض المناهج الدراسية المشبعة بأفكاره في محاولة لتربية الأطفال على تبني أيديولوجيته الخاصة، حيث حاول حزب الاتحاد الديمقراطي فرض منهاج كردي على المدارس في بلدات وقرى الريف الشمالي، في حين يتابع النظام تدريس المناهج الصادرة عن وزارة التربية التابعة لحكومته بمدينتي الحسكة والقامشلي وبعض القرى المحيطة بهما.

الحسكة - زمان الوصل
(145)    هل أعجبتك المقالة (127)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي