أكد اتحاد الديمقراطيين السوريين ضرورة مواجهة الإجرام الروسي /الإيراني/ الأسدي بعمل ثوري يعيد النظر بأقصى قدر من الواقعية والحسم في هياكله وآليات عمله وتنظيماته، ويحرره من العيوب والنواقص والأخطاء التي تشوبه.
وأضاف في بيان له أن "هذه الضرورة يفرضها اقتراب الصراع من الحسم، وما يحمله من مخاطر على الثورة تضمر هزيمتها، وكذلك واقع شعبنا المحكوم بالدفاع عن نفسه بواسطة قدراته الذاتية".
يأتي ذلك، حسب البيان، "في ظل التزام العرب بخط أحمر أميركي يمنعهم من تقديم أي سلاح نوعي للسوريين، ويرى فيهم عبيدا لا شيء يردعه عن بيعهم لإيران وإسرائيل، بعد أن بلغ انحطاط نظمهم حدا ينصاعون معه لأميركا، عدو امتهم، الذي يذبح اليوم شعب سورية، وسيذبح غدا شعوبه".
واعتبر البيان الذي وصل "زمان الوصل" نسخة منه أن الروس والإيرانيين ينتقلون إلى "معركة الحسم الأخيرة في حلب، معركة إسقاط الثورة" وحل جنيف والقرار 2118 السياسي، الذي يتمحور دور روسيا وإيران ضد سورية حول إسقاطه.
وأضاف "اعتمد بوتين حتى قبل عدوانه العسكري على بلادنا سياسات فرزت من جهة السوريين إلى اعداء للحل الدولي يتزعمهم الأسد، الذي لن يسمحوا بالإطاحة به، أو يقبلوا حلا لا يبقيه في السلطة وينقذ أدوات القتل المساندة له من جيش وأجهزة قمع ومرتزقة ومليشيات وشبيحة، وانتهجت من جهة أخرى سياسات حربية هدفها إبادة القوى الثائرة عليه، وخاصة منها تلك التي اعتبرتها واشنطن "معتدلة"، والقضاء على حاضنتها الاجتماعية، أي شعب سورية: المستمسك بالثورة، ويجب إنزال أشد أنواع العقاب به، باستخدام أسلحة وذخائر لم تجرب بعد هي جيل جديد من أسلحة قتل شامل".
وفي ما يلي نص البيان كاملا:
"كي لا تسقط الثورة
بيان من اتحاد الديمقراطيين السوريين
ينتقل الروس والإيرانيون إلى معركة الحسم الأخيرة في حلب، معركة إسقاط الثورة وحل جنيف والقرار ٢١١٨ السياسي ، الذي يتمحور دور روسيا وايران ضد سورية حول اسقاطه. وقد اعتمد بوتين حتى قبل عدوانه العسكري على بلادنا سياسات فرزت من جهة السوريين إلى اعداء للحل الدولي يتزعمهم الأسد، الذي لن يسمحوا بالإطاحة به، أو يقبلوا حلا لا يبقيه في السلطة وينقذ أدوات القتل المساندة له من جيش وأجهزة قمع ومرتزقة ومليشيات وشبيحة، وانتهجت من جهة أخرى سياسات حربية هدفها إبادة القوى الثائرة عليه، وخاصة منها تلك التي اعتبرتها واشنطن "معتدلة"، والقضاء على حاضنتها الاجتماعية، أي شعب سورية: المستمسك بالثورة، ويجب إنزال أشد أنواع العقاب به، باستخدام أسلحة وذخائر لم تجرب بعد هي جيل جديد من أسلحة قتل شامل، ستستخدم في النزاعات التي سيعيشها العالم، في حال واصلت واشنطن رفضها وقف التعامل مع روسيا كدولة من الدرجة الثانية، وامتنعت عن منحها مكانة في الاقتصاد العالمي تخرجها من دورها كمنتج مواد أولية.
بما أن موسكو غزت سورية وفي خططها بناء نظام أمني/سياسي إقليمي، بالتعاون مع إيران وإسرائيل، يتذرع بالحرب ضد الإرهاب كي، يقلص حضور ونفوذ واشنطن في منطقتنا، الاستراتيجية بالنسبة إلى أميركا، التي تعتبرها جسرا يصل العالم المتطور صناعيا وتقنيا بالصين، سيلعب دورا مهما في تطورات الاقتصاد والسياسة خلال العقود وربما القرون القادمة.
هذه الأهمية التي تحتلها سورية عند الروس، وأقنعتهم أن الأسد هو شريكهم الأمثل، وأن نجاح خططهم محال دون القضاء على الثورة وإخضاع شعبها له، هي التي أملت عليهم سياسة إفشال حل جنيف السياسي، وحددت نمط علاقاتهم مع قوى الصراع السوري، وأهدافهم، والتي تتطلب القدر المكثف جدا من العنف الذي يعيشه شعبنا، والتوتر الخطير في علاقاتها مع من لا ينتمون إلى الدائرة الإيرانية/الأسدية ومرتزقتها وشبيحتها، وتحتم مواجهته إجراء تغيرات جذرية في أوضاع الثورة وتنظيماتها، تجعل منها حركة تحرر وطني موحدة وضاربة، توجهها قيادة تلتزم باستراتيجية ثورية معلنة تقطع مع أساليب عمل الائتلاف، وقيادة عسكرية مهنية وخبيرة فيها أمراء حرب طغاة ومجرمون، تقيم علاقات ثابتة وقوية مع حاملها الشعبي، وتمتلك مؤسسات تتدبر حاجاته وتحميه، وتساعده على استئناف حياته الطبيعية وتأمين مستلزمات حياته، وإدارة شؤونه المحلية بحرية لا يهددها شبيحة المعارضة واتباع المال السياسي العربي.
لن تنجح مواجهة الإجرام الروسي /الإيراني/ الأسدي دون عمل ثوري يعيد النظر بأقصى قدر من الواقعية والحسم في هياكله وآليات عمله وتنظيماته، ويحرره من العيوب والنواقص والأخطاء التي تشوبه. هذه الضرورة يفرضها اقتراب الصراع من الحسم، وما يحمله من مخاطر على الثورة تضمر هزيمتها، وكذلك واقع شعبنا المحكوم بالدفاع عن نفسه بواسطة قدراته الذاتية، في ظل التزام العرب بخط أحمر أميركي يمنعهم من تقديم أي سلاح نوعي للسوريين، ويرى فيهم عبيدا لا شيء يردعه عن بيعهم لإيران وإسرائيل، بعد أن بلغ انحطاط نظمهم حدا ينصاعون معه لأميركا، عدو امتهم، الذي يذبح اليوم شعب سورية، وسيذبح غدا شعوبه.
لم يعد هناك خفايا وألغاز في ما يريده الروس والإيرانيون، ويتخذه الأميركيون من مواقف، ويعتمده العرب من سياسات. ولن يتكفل بردع وإفشال ما نتعرض له ويدبر ضدنا غير شعبنا العظيم، شعب الحرية الذي لن يتخلى عنها وعن إزالة نظام الإجرام الأسدي، إن اجتمعت قوى العالم عليه، واستهدفه بعضها بحرب شاملة على غرار ما تفعله روسيا وإيران، ووقف بعضها الآخر يتفرج بدم بارد على موته، كما تفعل أميركا وعرب آخر زمان.
سيصمد السوريون وسينتصرون، وسيعيدون ترتيب أوضاعهم وتصحيح أخطائهم، وسيحصنون واقعهم بما لديهم من قدرات وطاقات. لذلك، ليس السؤال الذي يطرح اليوم نفسه علينا هو السؤال الذي يطرح نفسه علينا اليوم ليس: هل سيغير الروس والإيرانيون والأميركيون والعرب سياساتهم تجاهنا، بل هو: هل سنغير نحن حقا أوضاعنا ونعدها لانتصار دونه هلاكنا؟.
غازي عينتاب في ٢٦/٩/٢٠١٦ اتحاد الديمقراطيين السوريين".
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية