الغوطة الشرقية.. النظام بتر قدم "فارس" وأصاب أباه واعتقل أمه

الطفل فراس - زمان الوصل

في روضة أطفال مهجورة خُصصت لإيواء النازحين في الغوطة الشرقية بدمشق يجلس الطفل "فارس" ذو السنوات الخمس على مقعد معدني مهترئ، متلمساً قدمه اليمنى التي بترها صاروخ ألقاه طيران النظام في "حرستا" منذ أشهر، منتظراً من يبلسم آلامه ويمسح دموعه. 

كانت عائلة "فارس" تعيش في بلدة "العتيبة" بريف دمشق، واضطُرت أن تنزح إلى منطقة "القنطرة" في بلدة "حرستا" جرّاء القصف العنيف، وما إن استقروا نوعاً هناك حتى قُصف منزلهم بصاروخ موجه من طائرة للنظام، فأصيب الأب وبترت قدم "فارس" اليمنى.

وتروي مديرة فريق "الأمل" الإنساني الناشطة "رزان خبية" لـ"زمان الوصل" أن والدة "فارس" حاولت أن تداوي جراح ابنها، ولكن لم يكن لديها الإمكانيات المادية، فاضطرت للتوجه به إلى دمشق لتركيب طرف اصطناعي بعد أن طلب أحد المتبرعين منها التوجه إلى هناك. 

بعد أيام من مكوث الأم مع ابنها وأثناء جلسة علاجه الثانية في أحد المشافي بدمشق داهمت المشفى دورية مخابرات واعتقلت الأم الحامل مع طفلها "فارس" بتهمة التعاون مع الجماعات المسلحة، وظلت الأم مع ابنها في فرع "كفر سوسة" نحو37 يوماً، عانت الأم خلالها –كما تقول محدثتنا- أشد أنواع الظلم النفسي والخوف والقلق.

وأُخرج الطفل "فارس" بعد أيام وحيداً، وتم إرساله لأحد أقاربه في دمشق، وبعد أكثر من شهر خرجت الأم بكفالة وبحثت عن ابنها حتى عثرت عليه لدى أقاربه وعادت به إلى الغوطة محطمة الشعور. 

ويعيش والدا الطفل بحالة نفسية سيئة وخصوصاً بعد نزوحهم من منزلهم وتعطّل عمل الأب بعد إصابته إلى جانب ظروف الحياة الصعبة كنازحين وتخلي معظم الأقارب عنهم وخاصة بعد قصة اعتقال الزوجة وتعرضهم لظلم اجتماعي مما فاقم من معاناتهم ومأساتهم. 

وتشير مديرة "فريق الأمل الإنساني" إلى أن الأب خرج من المدينة هرباً وقهراً من كلام الناس الذي لا يرحم والذي هو "أقسى من نار البارود"، حسب قولها.

وتعيش العائلة المنكوبة اليوم في مركز للنازحين يفتقر لأبسط شروط الحياة الإنسانية من ماء أو كهرباء.

ويحظى "فارس" برعاية "فريق الأمل الإنساني" حيث يمارس نشاطات ترفيهية مع مجموعة من الأطفال المبتورين علّها تخفف عنه شيئاً من معاناته.

وزار أفراد من الفريق -كما تقول محدثتنا- مكان سكن عائلته وحاولوا مساعدتهم بمبلغ مالي بسيط، ولكنهم تعففوا ورفضوا أخذ المبلغ.


فارس الرفاعي - زمان الوصل
(103)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي