ضجة كبيرة أثارتها أنباء تتحدث عن اختفاء مليون حقيبة مدرسية قدمتها منظمة "يونسيف" لتلاميذ المرحلة الابتدائية في المناطق التي يسيطر عليها النظام في سوريا، ولم تعلق وزارة التربية على الموضوع حتى مساء الخميس.
أوردت النبأ صفحات موالية للنظام في الساحل السوري، وتحدثت عن مشاهدة حقائب "يونسيف" معروضة للبيع على بسطات في حي "الشيخ ضاهر" بمدينة اللاذقية بجانب مخفر الشرطة وإلى جوار أكبر حاجز أمني في المدينة.

وكانت منظمة "يونسيف" قدمت منحة كبيرة لوزارة التربية السورية، تتمثل بحقيبة مدرسية لكل طلاب المرحلة الابتدائية، تحتوي على قرطاسية كاملة من دفاتر وأقلام.
*للتصوير وأمام "يونسيف"
ونقل تلفزيون النظام مشاهد لعملية توزيع الحقائب على الطلاب من مختلف المحافظات التي يسيطر عليها، لكن صفحة "يوميات قذيفة هاون في اللاذقية" أشارت إلى أن التوزيع اقتصر على بعض الشعب الصفية داخل بعض المدارس من أجل التصوير فقط.
وتحدثت معلمة في أحد صفوف المرحلة الابتدائية بإحدى مدارس حي "الرمل الجنوبي" عن توزيع مئات الحقائب الممتلئة بالقرطاسية في مدرستها بحضور لجنة من منظمة "يونسيف"، وقامت إدارة المدرسة بسحبها من التلاميذ فور مغادرة اللجنة.
"زمان الوصل" تحدثت هاتفيا إلى عدد من المواطنين في مدن وريف الساحل السوري مستفسرة عن الموضوع، واتفقت الإجابات على عدم توزيع الحقيبة المذكورة في المدارس، واتهم كثير منهم حكومة النظام ووزارة التربية بسرقتها بالتعاون مع أذرعهم بمديريات التربية في المحافظات.
وقال "أيهم جديد" إن الحقائب تباع علانية في عدة مواقع بمدينة اللاذقية ورجح أن تعرض للبيع بسعر أرخص اليوم الجمعة في "سوق الجمعة"، واتهم الأجهزة الأمنية بالتقصير في التحقيق بالموضوع ملمحا لاحتمال مشاركتها بسرقة الحقائب، لا سيما أنها تباع على مرأى من أنظارها.
*غضب شعبي
وأثارت "السرقة" ردود فعل غاضبة بين الموالين وكتبت "أحلام فاتح" معلقة على الخبر "والله حاجة تسرقوا هالبلد، ولك هي بلدكون ولا شو، وولاد سوريا ولادكون ولاشو، حاجة بقا هلكتو هالبلد".
وعلقت "وجيهة محمود" بغضب "عار عليكم يا حراميه المدارس، وصلت معكم لهون، الله ينتقم منكم، حتى حقيبة مدرسيه متبرع بها تسرقوها، ألم يكفيكم كل يلي عم يتوزع عن طريق الأونروا يسرق ويباع، لكن حقيبة مدرسيه؟؟ تفوه على شرفو يلي سرقها، كيف تثق بمدير أو معلم أو أسرة تعليميه تسرق تبرعات لطلابهم؟؟ حضيض أنتم تعيشون به وقذارة".
ولم تعلق حكومة النظام أو وزارة التربية أو المسؤولون في المحافظة على القضية بالرغم من الزوبعة الإعلامية الكبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي التي اشتركت فيها عشرات شبكات إعلام موالية، إضافة للشكاوى التي تقدم بها عدد من الأهالي لهذه الجهات.
*فضيحة أخرى في الطريق
وفي سياق متصل، كان وزير التربية في حكومة النظام تحدث عن وصول تبرعات مالية كبيرة من الأمم المتحدة من أجل طباعة الكتب المدرسية، مشيرا إلى أنه سيتم توزيع كتب جديدة مطبوعة حديثا على كل المدارس السورية، لكن ذلك لم يحدث، في احتمال لسرقة أخرى تضاف للحكومة الجديدة التي شكلها عماد خميس مؤخرا.
وقد نشرت شبكات إعلام موالية صورا لكتب مهترئة، قالت إن وزارة التربية ومديرياتها في المحافظات وزعتها على طلاب المدارس.
وكانت وزارة تربية النظام أعلنت انطلاق العام الدراسي الجديد 2016-2017 يوم الأحد 18 أيلول الجاري، ليتوجه ملايين الطلاب إلى مدارسهم في ظروف أمنية واقتصادية صعبة للغاية، تزيد قساوتها السرقات التي يجري الحديث عنها.
عبد السلام حاج بكري - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية