أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أما آن لشبكة فلسطين للحوار أن تعتذر!! ... أ.د. محمد اسحق الريفي

عندما حذرت قبل نحو نصف سنة أبناء شعبنا الفلسطيني والأشقاء العرب الذين يتابعون شبكة فلسطين للحوار ويشاركون فيها؛ شنَّت عليَّ إدارة هذه الشبكة هجوماً عنيفاً، وفتحت المجال لكل من هب ودب من أعضائها مجهولي الهوية والمتسترين خلف أسماء مستعارة؛ لكيل شتى صنوف الاتهامات الظالمة لي، إضافة إلى التشهير بي وسبي وشتمي والتطاول عليّ والطعن فيَّ دون أي مبرر, رغم أنني حاولت مراراً أثناء نشاطي على الشبكة الذي استمر ثلاث سنين تنبيه إدارة الشبكة وأعضائها إلى محاذير عديدة، ونصحتهم مرارا وتكرارا حول قضايا أخلاقية وأمنية واجتماعية.

وكانت إدارة الشبكة وأعضاؤها يقابلون نصائحي وتحذيراتي لهم بالترحاب المبالغ فيه أحياناً كثيرة، وكانوا يقدمون لي أسمى آيات الشكر والتقدير على تلك النصائح والتحذيرات. ولكنهم، وعندما بدأت أكتب بشكل منهجي عن الأخطار الفادحة للشبكة على المستويات الأمنية والأخلاقية والاجتماعية، ثارت ثائرتهم، وصبوا جام غضبهم عليَّ دون رحمة، بعد عملية منظمة لتأليب أعضاء الشبكة وإدارتها عليَّ وتحريضهم ضدي. فتحولت في رأي الكثير من أعضاء الشبكة من أستاذ ومرب فاضل إلى شيطان لعين!!

كل ذلك حدث رغم أنني أوضحت لهم، ولكل متابعي موضوع انتقاد شبكة فلسطين للحوار وغيرها من المنتديات الحوارية، أنني أفعل ذلك بقصد نبيل وشريف؛ وهو حماية أبناء أمتنا وشعبنا من أخطار أمنية وأخلاقية واجتماعية خطيرة، والتصدي لظاهرة العنف الشعبي التي تستشري في المجتمع الغزي تحديداً، والتي حذرت من خطورتها على سلامة النسيج الاجتماعي في مجتمعنا الفلسطيني. وكنت أحاول استثمار وقتي الكبير الذي قضيته على شبكة فلسطين للحوار وغيرها من المنتديات الحوارية فيما يحمي أبناء شعبنا وأمتنا من الخطأ والزلل، والكتابة عن تجربة عميقة ومفيدة خضتها في منتديات الإنترنت في الميدان مع الشباب.

ولم تتوقف إساءة إدارة شبكة فلسطين للحوار والكثيرين من أعضائها عند هذا الحد، بل وصل الأمر بإدارة الشبكة إلى محاولة إفساد علاقتي الطيبة مع رئيس الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب الأستاذ عامر العظم؛ الرجل الصادق الشجاع الذي لا يعرف المداهنة والنفاق والغدر والخيانة. إضافة إلى تقديم تلك الإدارة شكوى ضدي لرئيس الجامعة الإسلامية بغزة، الذي رفض بدوره التعاطي أو الاكتراث بها، وذلك بعد أن أوضحت له الأمر وأطلعته على تفاصيل المشكلة، فشكرني على نصائحي وتحذيري. كما حاولت الإدارة مقاضاتي في المحاكم على النصيحة التي قدمتها لأبناء شعبي وتحذيرهم من شبكة فلسطين للحوار، ولكن الإدارة اضطرت لإسقاط الشكوى التي تقدمت بها للمحكمة في غزة، لأنها شكوى ساقطة أصلاً قدمها أشخاص لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة، ولا يكفون عن الطعن في الشرفاء والنيل منهم بسبب مواقفهم السياسية الناضجة والواعية، بمن فيهم قادة حركة حماس.

كان لدي الكثير مما يمكنني قوله حول شبكة فلسطين للحوار؛ لإثبات الخطر الكبير الذي تشكله هذه الشبكة على شباب شعبنا الفلسطيني، وعلى المجاهدين والمقاومين، ولكنني أحجمت عن مواصلة الكتابة حول هذا الموضوع الذي أثار غضب أدارة الشبكة والكثيرين من أعضائها وكشف عن وجوههم الحقيقية ونواياهم وأخلاقهم، آخذاً بنصيحة قدمها لي إخوة في حركة حماس المجاهدة، ولقناعتي بأن الوقت لم يحن لاستيعاب كثير من الناس نصيحتي وتحذيري.

وها هو الوقت قد حان، إذ حصحص الحق، وأصدرت حركة حماس المجاهدة بياناً داخلياً لأبنائها، تحذرهم فيه من منتديات الإنترنت، وبالتحديد شبكة فلسطين للحوار؛ كونها الشبكة الأكبر والأكثر أعضاء ونشاطا على مستوى فلسطين، على حد وصف البيان. وذكر البيان أن هذا الإقبال على المنتديات صاحَبه أخطاء أمنية فادحة -على حد وصف البيان- قد تؤدي لا سمح الله إلى نتائج وخيمة وتعطي العدو الصهيوني معلومات مجانية عن المقاومة. وعلل البيان ذلك بالقول: "حيث إن كثيراً من الإخوة المشاركين في هذه المنتديات وخاصة شبكة فلسطين للحوار يدلون بكل ما لديهم من معلومات، بل حتى صور فوتوغرافية وفيديو، دون تقدير المصلحة الأمنية والتنظيمية، ويدفعهم الحماس والتنافس والتسابق في نقل المعلومة إلى كتابة ونشر ما يصح ما ولا يصح، وهذا يشكل وسيلة سهلة ومريحة لأعدائنا للحصول على بغيتهم دون أدنى جهد".

ولكن البيان أخفق في تناول المشكلة من الناحية الأخلاقية والاجتماعية، إذ تساهم شبكة فلسطين للحوار وغيرها من المنتديات الحوارية التابعة لحركة فتح وجهات أخرى في تمزيق المجتمع الفلسطيني وتعميق حالة الانقسام التي يعاني منها الجميع، وتتدنى بأخلاق أبناء شعبنا إلى مستويات هابطة لا تليق بالمجاهدين والمرابطين، ولا تزيد شعبنا أمام طغيان العدو الصهيوني والأمريكي وعملائهم وحلفائهم إلا خبالاً!

لا أطالب شبكة فلسطين للحوار بالاعتذار لي شخصياً عما اقترفته بحقي من ظلم، وإنما أطالبها بالاعتذار للشعب الفلسطيني كافة؛ على الإساءات البالغة بحقه وحق رجال المقاومة الأبطال. وعلى تلك الشبكة أن تختار إدارتها من أبناء الشعب الفلسطيني المرابطين والمجاهدين المعروفين للناس جميعاً، وليس ممن يتسترون بأسماء مستعارة، فكما أن الكلمة مسؤولية، فإن الرأي والموقف أيضا مسؤولية. ثم عليها اختيار طاقم الإشراف بالتنسيق مع حركة حماس، وإلا فعلى الشبكة أن تكف عن الزعم بأنها تحظى بمباركة حركة حماس وقادتها، فهذا محض افتراء زعم باطل، وبيان حركة حماس جاء مؤكداً على ذلك. وعلى الشبكة أيضاً أن تكف عن الإيحاء للقاصرين والمضللين، بطرق غير مباشرة، بأنها تتبع لحركة حماس!!

24/10/2008

(125)    هل أعجبتك المقالة (161)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي