أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سابقة للطرفين.. واشنطن مستعدة للتعويض على قتلى قوات النظام ومرتزقته ممن قصفتهم "خطأ" في دير الزور

خطايا واشنطن بحق المدنيين في سوريا لم تستوجب منها يوما اعتذارا ولا تلميحا بتعويض.. من ضحايا منبج

ربما ينال عناصر قوات النظام ومرتزقته الذي قتلوا في غارات دير الزور يوم السبت.. ربما ينالون تعويضات مالية من الولايات المتحدة، سيتم دفعهما إلى ذويهم، وفق ما أعلن مسؤول أمريكي، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.

وإذا ما حدث وأن دفعت واشنطن تعويضات مادية لأسر قتلى النظام، فسيكون ذلك بمثابة خطوة استثنائية لكلا الطرفين، أي واشنطن التي لم يسبق لها أن دفعت أي تعويضات لسوريا، وأسر القتلى الذين اعتادوا على هزالة "جوائز" النظام المتمثلة برأس أو رأسين من الماعز، وصولا إلى تقديم ساعة حائط زهيدة الثمن، أو حتى الاكتفاء بتقديم "العلم السوري".

ويوم السبت قصفت طائرات أمريكية مواقع للنظام في جبل ثردة في دير الزور، ما أوقع نحو 80 قتيلا في صفوف قوات النظام ومليشياته، لتخرج الولايات المتحدة بعدها بسلسلة تصريحات مفادها أن القصف لمواقع النظام كان "بالخطأ"، وأن الطيران الأمريكي لايمكن أن "يتعمد قصف الجيش السوري"، وأنها تبدي "اسفها" لما حصل.

وفي خريف 2008 توغلت طائرات أمريكية (4 مروحيات) في الأجواء السورية نحو 8 كيلومترات باتجاه قرية السكرية (ريف البوكمال)، حيث نفذت غارات أفضت إلى استشهاد 8 سوريين كلهم "مدنيون" بشهادة النظام وقتها، وشهادة منظمات حقوقية، ومع ذلك لم يطلب النظام أي تعويض، ولم تنبر الولايات المتحدة أيضا لإبداء استعدادها من أجل دفع تعويضات.

وخلال سنوات الثورة، قامت طائرات أمريكية أكثر من مرة بقصف المدنيين في مواقع مختلفة من سوريا، دون أن يدين النظام ذلك، كون هؤلاء الضحايا من "البيئات الحاضنة للإرهاب" و"المشاركة في المؤامرة الكونية" حسب قاموسه، وقد صمتت أمريكا أيضا عن هؤلاء الضحايا، وتجاهلت تماما الإشارة إلى إمكانية تقديم أي تعويض.

ولعل من أحدث الأمثلة –وهي كثيرة-، ما جرى خلال معركة "تحرير" منبج الأخيرة (تموز/يوليو)، حيث قتلت الطائرات الأمريكية نحو 160 مدنيا، بينهم على الأقل 40 طفلا، دون أن تنبس واشنطن ولو بالحرف الأول من كلمة "تعويضات".

وقبل نحو شهرين أقرت واشنطن رسميا أنها قتلت 55 مدنيا خلال حملتها على تنظيم "الدولة" في العراق وسوريا، بينما تشير التقديرات إلى أن عدد الضحايا المدنيين يتجاوز 1500 في كلا البلدين، وهو لايقل عن 600 مدني في سوريا وحدها.

ويبقى السؤال.. ماهو المسوغ القانوني والأخلاقي الذي اعتمدته واشنطن في إبداء استعدادها لدفع تعويضات إلى جيش ونظام، يعلم الكثيرون نوعية المهام التي يؤديانها والمجازر التي يرتكبانها، مقابل التعامي التام عن بذل أي تعويضات لمدنيين أبرياء.

وإن جاز لأحد أن يساوي بين الجانبين –قتلى النظام من العسكريين والضحايا المدنيين-، فإن السؤال يبقى لماذا تَحِل التعويضات لفريق دون فريق، مادامت طريقة الاستهداف للفريقين واحدة.. بالخطأ حسب وصف واشنطن.

موضوع يستحق التفكير.. أن يكون "خطأ" واحد لواشنطن موجبا للتكفير –بالاعتذار والتعويض-، وخطاياها في أماكن كثيرة تمر مرّ اللئام.

إيثار عبدالحق - زمان الوصل
(113)    هل أعجبتك المقالة (112)

ســـــــاميه

2016-09-19

لولا تنظيم الدولة لما دخلت أيران إلى سوريا لقتل السوريين ... لولا تنظيم الدولة لما دخلت روسيا إلى سوريا لقتل السوريين ... لولا تنظيم الدولة لما دخلت أمريكا إلى سوريا لقتل السوريين ... لولا تنظيم الدولة لما كان بشار في سوريا يقتل السوريين ... لولا تنظيم الدولة لكان السوريون أحراراً..


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي