أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

جادل فيها أحد "شيوخ المصالحة".. "حادثة مشينة" في جنوب دمشق تنكأ جراح الكثير من قضايا المنطقة

صالح الخطيب - أرشيف

فتح الحديث عن اتهامات بـ"فعل مشين" وجهت لأحد أقرباء من يعرفون بـ"شيوخ المصالحة" في جنوب دمشق.. فتح هذا الحديث الباب على مصراعيه لنقاش أوسع عن شؤون أخرى تخص ما شهدته هذه المنطقة من أمور جسيمة اختلفت حولها الروايات.

واللافت أن هذا النقاش احتدم وبشكل علني على إحدى صفحات "فيس بوك" لشخص يقدم نفسه على أنه "شاب يعمل في جنوب دمشق ويحاول طلب العلم الشرعي"، واللافت أكثر أن من بين المتناقشين وأهمهم "صالح الخطيب" الذي يصنفه البعض في زمرة "شيوخ المصالحة" مع النظام في الجنوب الدمشقي، بل هو "كبير" هؤلاء حسب توصيف البعض.

*واضح كالشمس
المنشور الذي أطلق شرارة النقاش المحتدم والمتشعب، تحدث عما سماها "قضية خادم مسجد الصالحين" الذي ينتمي لنفس عائلة "صالح الخطيب"، متهما هذا الخادم بالتحرش بـ4 فتيات صغيرات (أعمارهن بين 9 و11 سنة)، إلى درجة أنه تسبب في "فض بكارة إحداهن".

وقال صاحب المنشور إن 3 من أهالي الفتيات رفعن شكوى ضد المتهم، وإن أقرباء و"شبيحة" صالح الخطيب يحاولون الضغط على المحكمة التي تنظر في القضية من أجل تبرئة المتهم.

ورأى صاحب المنشور أن تبرئة قريب "صالح الخطيب" غير واردة، لأن القضية خرجت إلى العلن، فضلا عن الخلافات الناشبة بين "صالح" وزميلين آخرين من "شيوخ المصالحة"، وهما: أنس الطويل وأبو عبدو الهندي.

وهنا تدخل "صالح الخطيب" بنفسه ليعلق عبر حسابه الشخصي المعروف، قائلا إنه يلتزم "بالشرع قولا وفعلا"، نافيا أن يكون قد تدخل في القضية التي "أخذت حقها من البحث والتدقيق"، دون أن يتعرض بكلمة واحدة تنفي صحة ما ساقه صاحب المنشور من اتهامات، أو يدفع هذه التهم ويفندها.

وتحفظ "الخطيب" على من يصفه بـ"المذبذب"، قائلا إنه لم يكن كذلك في يوم من الأيام، بل كان "واضحا وضوح الشمس".

وقال "الخطيب" إن "المحكمة هي الجهة الوحيدة التي تؤكد أو تنفي فقط"، وإنه ينتظر قرارها، مضيفا: "أبلغت المحكمة تسليمنا المطلق لأي قرار صادر عنها".

وبعد هذه النقطة تشعب النقاش إلى منحى آخر، عندما خاطب أحد المعلقين "صالح الخطيب" معتبرا أن ما ارتكبه الأخير من "ذنب" ليس أقل مما اقترفه قريبه المتهم بالتحرش، حيث إن صالح الخطيب "أفسد الجهاد"، حسب وصف المعلق.

وهنا هب آخر ليتهم "الخطيب" بأنه "خ... النظام في المنطقة الجنوبية، وك... الشيعة، ومخذل الجهاد وتاجر الحشيش"، ولم يرد "الخطيب" على هذه الاتهامات، بل علق معلنا استعداده "لمناظرة علنية في أكبر جامع في المنطقة بحضور جميع الشيوخ والقادة و كل شخص عنده دليل على ما قيل".

فرد أحدهم ساخرا: " أنا برأيي أن تتم المناظرة بمطار حميميم أو بالقصر الجمهوري بكون أحسن"، في إشارة إلى حضور "الخطيب" ضمن وفد ضم ما يسمى "معارضة الداخل" مع الروس في مطار حميميم بريف اللاذقية، قبل نحو 6 أشهر.

وأشار "الخطيب" بأنه أصدر بيانا أوضح فيها ما حدث معه بشأن قضية حميميم (مرفق صورة عن البيان).

*مآل المعتقلين
وعندما سأله أحدهم ماذا يسمي ائتماره بـ"رئيس فرع فلسطين"، وسعيه لتسليم المنشقين إلى النظام، أشار الخطيب إلى أنه "اعتزل" منذ 3 أشهر، والتزم المسجد ولم يخرج.

وتحدى أحد المعلقين "الخطيب" بأن يصدر بيانا يتبرأ فيه من كل "الأفعال والمصالحات"ويعلن أنه ليس "خادما للنظام في يلدا"، حيث يتولى مهمة "إمام وخطيب جامع الصالحين"، كما كان من قبل "رئيسا للجنة التفاوض مع النظام".

وأجاب "الخطيب" على هذا التحدي: "اكتب البيان الذي يناسبك بما يرضي الله و رسوله وأنا سأوقع عليه وأتبناه".

وهنا تدخلت إحدى قريبات "الخطيب" في النقاش –حسب ما بدا من اسمها في الحساب-، لتقول إنه لولا صالح الخطيب "كنتوا ميتين من الجوع انتوا واهلكم مفضل عليكم لآخر يوم بعمركم"، واستوجبت هذه العبارة أخذا وردا طويلين، حتى وصل النقاش إلى نقطة السؤال عن مآل المعتقلين الذين كان من المفترض أن يكون إطلاق سراحهم أولى ثمرات "المصالحة".

وردت قريبة الخطيب: "والله الشيخ عمل يلي عليه وزيادة واكتر.. عن أي معتقلين عم تحكي أو أي دنيا... ترك كل شي وما عم تتركوا بحاله".

وتابعت: "الشيخ ما دخل النظام ع المنطقة ولا سلم سلاح، بس بسبب الهدنة وقف القصف ودخلت مساعدات للعالم الميتة هاد ذنبه؟!".

ونفت قريبة الخطيب أن يكون لقريبها أي يد في قضية تهريب النحاس من مناطق سيطرة الثوار في جنوب دمشق إلى النظام، وهي القضية التي ثارت قبل نحو 3 أشهر، عندما ضبطت إحدى الفصائل كميات كبيرة من النحاس، قيل إنها تقدر بـ2 طن، لدى محاولة تهريبها إلى مناطق النظام، واتهم "صالح الخطيب" بالتورط بالعملية على أساس أن المجموعة التي تولت التهريب تتبع له، كما جاء في الاتهامات.
وعلقت قريبة الخطيب: "النحاس انعرف لمين وبالأسماء، والشيخ وأخواتو مالهم علاقة.. بس مو من حقي أحكي مين"، في إشارة إلى أنها لاتود البوح بأسماء المتورطين.

وهنا سألها أحدهم عن سبب هجوم مسلحين تابعين للخطيب على المحكمة التي تولت النظر في قصية تهريب النحاس، إن لم يكونوا متورطين فيها، فردت: "يلي هجموا انسجنوا وانسحب السلاح منهم"، فحول السائل الموضوع إلى محور آخر، مستهجنا من "شيخ عندو مرافقة وحرس وبسيارته ما بيطفوا الأغاني"، فعلقت: "والله هاد مو ذنب الشيخ إذا سمع مرافقو أغاني"، فذكرها بأن من يؤوي حثالات المنطقة (الجنوبية) لديه لايستطيع أن يقول أن لاذنب له، فأجابت (وكأنها تقر بالتهمة): "مابقي ولاشخص عند الشيخ من يلي ببالك".

*كنت ثم ابتعدت
وعندما طلب بعض المعلقين من قريبة الخطيب أن تترك جدالهم وأن تعطي الفرصة لـ"صالح الخطيب" كي يتكلم هو، استأنف صالح مشاركته قائلا: "أنا موجود لكن خرج الموضوع عن النقاش لذلك توقفت... ظننت أنه في نقاش مثمر سنصل إلى نتيجة لكن تدخل البعض جعلني أتوقف لأني لا استطيع النزول إلى مستوى السب والشتم".

وهنا انبرى أحدهم ليقول: "أي نتيجة؟! إذا أنت مشروعك مشروع مصالحة، مبعوث من قبل روسيا وبشار، كيف بدنا نصل لنتيجة؟"، فطلب "الخطيب" ممن لديه شيء "ينفع" أن يطرحه.

وهنا سأل أحدهم: "فيك تخبرنا كيف كنتو تفوتو زخيرة من ع الحاجز لقتال المجاهدين.. من مين تاخدو اوامركن"، فجاوبه الخطيب بسؤال عما إذا كان يتبع لفصيل ما في المنطقة، فرد السائل مقرا بأنه يتبع لفصيل يقاتل ضد النظام والتنظيم معا، فقال الخطيب: "حلو.. معناها ستجد الجواب بالتفصيل عند قائدك والمسؤول الشرعي.. كن على يقين أن المنطقة ضيقة بما يكفي حتى نعرف عن بعضنا أدق التفاصيل".

وطلب السائل من "الخطيب" أن يخبره كيف خطط ورتب لإخراج جبهة النصرة من 3 بلدات في جنوب دمشق، فرد "الخطيب": "النصرة هي من أخرجت نفسها وهي من قررت، لم يفرض عليها شيء، العروض كانت عليها واضحة لها ما لنا وعليها ما علينا، لكن هي من غيرت وفرقت وبدلت".

وعندما اتهم أحد المعلقين "صالح الخطيب" و"مشايخ المصالحة" بأنهم ارتهنوا لأوامر من النظام، قضت بإخراج جبهة النصرة من بلدة بيت سحم، أجاب "الخطيب": "لا يوجد بيني وبين العناصر شيء، وأحسبهم جميعاً على خير، لكن مشكلتي مع الرأس الذي غير البوصلة.. غير صحيح، النصرة لم تخرج بطلب من النظام، هذا الأمر تلبسون فيه على الناس، تجاوزاتها و ظلمها هو من أخرجها في ذلك الوقت".

واحتدم النقاش بين أحد المعلقين والخطيب، حيث كان الأول يقول إنه شهد الأحداث على أرض الواقع ويصر على أن الخطيب هو من تلقى أوامر النظام ونفذها لإخراج النصرة من جنوب دمشق، بينما بقي الخطيب ينفي الأمر، مشيرا إلى أنه كان في قلب الأحداث أيضا.

وتوجه أحد المعلقين بسؤال للخطيب يستفهم فيه عن سر وقوفه مع كل من أنس الطويل وأبو عبدو الهندي "دائما في حلف واحد"، فرد "الخطيب": "أنا دائماً في حلف يقدم المصلحة العامة على مصلحة الفصيل والفكر والمنهج والمصلحة الفئوية الضيقة".

وعندما ذكره المعلق بأنه –أي الخطيب- كان قائد فصيل في بداية الثورة، ثم انحرف عن منهجه، قال الخطيب: "عندما كانت الثورة لله ولمصلحة الشعب المسكين كنت، وعندما أصبحت نفوذ وسيطرة وامتيازات ابتعدت".


زمان الوصل
(125)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي