عبّر أطباء سوريون يعيشون في الخارج عن موقفهم إزاء الاتفاق الأمريكي- الروسي بخصوص الأوضاع في سوريا، لافتين إلى أن "اقتصار مقاربة الدولتين المتدخلتين في سورية لشأننا السوري كقضية إرهاب هو فضيحة أخلاقية وسياسية".
واستعرض بيان أصدره الأطباء ونشروه على مواقع التواصل الاجتماعي، ظروف نزوح الأطباء السوريين خارج الوطن بسبب الأزمة الطاحنة التي تعصف بالوطن الناجمة عن الطريقة الأمنية التي عالج فيها النظام الحراك المدني المطالب بتغيير سياسي يضمن حداً أدنى من الحرية والكرامة".
وأشار موقعو البيان إلى أن النظام "لم يقدم على أي خطوة تعبر عن حس سياسي يستجيب لتطلعات الناس محوّلاً الحراك المدني إلى ثورة ومن ثم إلى صراع مسلح لا يحترم دماً ولا يُبقي حجراً".
وهو بهذا "فتح أبواب سوريا لتنظيمات طائفية تريد أن تفرض رؤيتها على الآخرين وعلى تدخلات أجنبية تسعى كل منها إلى الحفاظ على مصالحها بعيداً عن مصلحة أبناء البلد أنفسهم" –حسب البيان- الذي لفت إلى حرص أطباء سوريا في الخارج على أي هدنة تخفف من آلام السوريين بكافة تلاوينهم واتجاهاتهم" ومع ذلك –ووصف البيان اقتصار مقاربة روسيا وأمريكا لشأننا السوري كقضية إرهاب بـ"الفضيحة الأخلاقية والسياسية". ورغم استخدام قوات النظام للأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة في قصف الأحياء السكنية والمستشفيات والمراكز الطبية، فإن هاتين الدولتين لم يرف لهما جفن".
ونوّه البيان إلى أن "قرار تجميد الوضع الحالي بهدف استئناف حرب لا تنتهي ضد الإرهاب يأتي في الوقت الذي يجري فيه إغفال مصير عدد غير محدود من المعتقلين في شروط وحشية، ومن دون دعوة إلى فك الحصار عن المناطق المحاصرة، ودون ذكر ميليشيا حزب الله وميلشيات طائفية أخرى".
وأكد البيان أن كل ما سبق "لا يدل فقط على انعدام تام للحس الأخلاقي وحس العدالة لدى الفريقين الأميركي والروسي، وإنّما يفضح أيضاً انحطاط المهنة السياسية وتدني مستوى سياسيي دولتين هما الأقوى في عالم اليوم".
وعبّر الأطباء السوريون في بيانهم عن رغبتهم في العودة إلى "بلد يهمه حياة أبنائه ويحترم تنوعهم وخياراتهم السياسية والمذهبية والفكرية دون تسلط من أحد وفي العودة لمساعدة شعبنا بما يمليه عليهم القسم الطبي"، وإلى "بلد تحكمه مؤسسات ديمقراطية حقيقية بعيداً عن الاستبداد والفكر التكفيري الإقصائي ينتخبها أناس أحرار يتمتعون بحد أدنى من الشعور بالكرامة والمسؤولية".
وختم الموقعون بيانهم بمناشدة كل الهيئات والمؤسسات ذات الصلة عدم التوقف عند تجميد الوضع الحالي وعلى مساعدة الشعب السوري على إيجاد الحل السياسي الذي يضمن استبعاد النظام الذي أنتج كل الآليات والديناميات التي تولد التعصب والتطرف والطائفية وحتى الإرهاب والتوصل إلى حل سياسي يتيح لكل السوريين العيش في بلد طبيعي".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية