أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مثقفون سوريون "ديمقراطيون وعلمانيون" يصدرون بيانا ضد التدخل الروسي الأمريكي

ذكّر البيان بالدور الأمريكي الروسي في صفقة "الكيماوي" عقب المجزرة التي ارتكبها الأسد في الغوطتين


أدان كتابٌ وفنانون وصحافيون سوريون التدخل الأميركي–الروسي في بلادهم بالتزامن مع هدنة اتفق عليها الطرفان على الأراضي السورية بدأت مساء أول أيام عيد الأضحى المبارك. 

وعرّفوا عن أنفسهم بأنهم مثقفون "ديموقراطيون وعلمانيون، معارضون لنظام الطغيان الأسدي طوال سنوات أو عقود، ومشاركون في النضال من أجل الديموقراطية والعدالة في بلدنا، وفي إقليمنا والعالم".

وقالوا في بيان وقعه نحو 160 منهم "نودّ أن نعبّر عن إدانتنا بأقسى العبارات لمقاربة القوّتين المتدخّلتين في سوريا، الولايات المتحدة وروسيا، لشأننا السوري، وعملهما منذ العام 2013 على الأقل على إلحاق كفاح السوريين التحرري بـ(حرب ضد الإرهاب) ليس في سجلّهما قصة نجاح واحدة، لكن في السجل قصة تحطيم عدد من البلدان".

واعتبر البيان أن "هذا العالم الذي سمح بتحطّم أحد أعرق مهود الحضارة طوال خمس سنوات ونيف، يجب أن يتغير. وأنّ العالم اليوم قضية سوريّة كما أنّ سوريا قضية عالمية".

وأضاف "من أجل العالم، من أجلنا جميعاً، ندعو إلى إدانة هؤلاء السياسيين، والتشهير بهم كقتلة عدميين وإرهابيين مثل خصومهم من العدميين الإسلاميين".

وذكّر البيان بالدور الأمريكي الروسي في صفقة "الكيماوي" عقب المجزرة التي ارتكبها الأسد في الغوطتين، قائلا: "قبل ثلاث سنوات وقّعت الدولتان الامبرياليتان الصفقة الكيماوية المشينة التي حلّت مشكلات للولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا، وللدولة الأسدية التي كانت قتلت لتوّها 1466 من محكوميها".


وتابع المثقفون في بيانهم "لم يُعالج الاتّفاق أي مشكلة تخص الشعب السوري، بل أطلقت يد طغمة بالغة الإجرام في قتل السوريين وتدمير بلداتهم وأحيائهم وتهجيرهم. وكانت، فوق ذلك، هدية لا تقدّر بثمن للمنظمات العدمية الإسلامية مثل "داعش" و"جبهة النصرة". وبعد ثلاث سنوات من تلك الصفقة الخسيسة، ومقتل نحو نصف مليون من السوريين، يتّفق الروس والأميركيون على تجميد الوضع الحالي كي تستأنف القوتان الحربيّتان حرباً لا تنتهي ضد الإرهاب".

كما انتقد البيان "إغفال مصير عدد غير محدود من المعتقلين في شروط وحشية، ومن دون دعوة إلى فك الحصار عن المناطق المحاصرة، ودون ذكر ميليشيا "حزب الله" وميليشيات طائفية أخرى تحارب إلى جانب الأسديين، ولا ربط ذلك بتصوّر سوريا جديدة ديموقراطية. بل من دون استبعاد مشاركة طائرات بشار الأسد في قصف مناطق سيُتّفق عليها بين الروس والأميركيين لاحقاً".

ورأى البيان أن "عالم اليوم كلّه يسير نحو تبلّد أخلاقي غير مسبوق، ترتفع فيه مستويات الخوف والكراهية، وترتفع معها أسهم السياسيين الذي يستثمرون في الخوف والكراهية والانعزال".

براءة ذمة وصرخة 
وحول بيان المثقفين السوريين قال الكاتب القاص "أحمد عمر" إن دافعه للتوقيع عليه "هو اليأس" مضيفا "رأيت اسم أكبر منظمتين إرهابيتين هما أمريكا وروسيا فسارعت إلى التوقيع، مع ملاحظات لي على البيان، فأنا لا أتطابق معه".

وأوضح في تصريح لـ"زمان الوصل" "لقد عدنا إلى مربعات خالد العبود، لكنها مربعات عالمية، سارعنا إلى توقيع بيان، ننشره في جريدة، كأن ليس لدينا جيش حر، أو ائتلاف وطني، كأن البلد خاوية من السياسية بشكل مطلق، وكأننا انتحاريون، والمخابرات ستعتقلنا على البيان"

ووصف الكاتب الساخر البيان "إنه بيان، حبر على ورق، براءة ذمة، حتى براءة الذمة هذه عاتبنا عليه مثقفون لم يبلغهم البيان لأن العالم قرية صغيره لها مختاران هما أبو شهاب الكيني وأبو علي البوتيني، العالم قرية صغيرة، هه، العالم جيتو، العالم لا يرى كل هذه المذابح اليومية، فلعله يرى بيانا وقع عليه مثقفون، فيهم مثقفون فرانكفونيون، ومثقفون، برتبة أعلى تنشر أسماؤهم في الصحف الأجنبية مختارون بالفلتر الذي يغسل النيكوتين والقطران".

من جانبه اعتبر الصحفي "علي العائد" أن بيان المثقفين السوريين "يشكل صرخة أخرى من أضعف حلقات التأثير في المقتلة السورية التي تتشارك الآن روسيا وأمريكا في إدارتها وإطالة عمرها".

وأضاف لـ"زمان الوصل" أنه "رغم انعدام الأمل في رؤية تأثير عاجل لهذا البيان، والبيانات المماثلة السابقة، وقعت على هذا البيان باسمي، وبصفتي صحافياً، إيماناً بأن معركة السوريين ضد نظام دمشق طويلة، مثلما أن معركتهم ضد من سرقوا الثورة من السوريين طويلة، ومن باب أولى أن المعركة مفتوحة مع واشنطن، والآن مع موسكو، فالدولتان المحتلتان رعتا النظام الأسد، وأخرجتاه من ورطة الكيماوي عام 2013، وترتبان الآن الأوراق السياسية لإعادة تعويم النظام، ضاربتين عرض الحائط بكل المواثيق الدولية، حتى بعد ثبوت استخدام السلاح الكيماوي مرات عدة بعد مجزرة الكيماوي في الغوطة".

واعتبر "العائد" أنه "صحيح أن المثقف أقل عدة بالمقارنة مع السياسي والعسكري، خاصة في الفترة القصيرة، لكن أمل سوريا القادمة لا محالة، سيكون في أجيالها المثقفة. ومن هنا تأتي قناعة معظم موقعي البيان، دون وهم أن بيانهم سيقلب حقائق السياسة والحرب في يوم وليلة".

وتابع "في الأصل، لدى المثقف يقين أن إسقاط النظام ليس إلا خطوة صغيرة في طريق سوريا المستقبل، تتبع ذلك ثورات مستمرة في نطاق المجتمع السوري، ثورات مدنية، للمثقفين والتقنيين الدور الأساس فيها، لإعادة الاعتبار للقانون، والقضاء، والثقافة، والتعليم، كأهم مفردات إعادة البناء".

زمان الوصل
(92)    هل أعجبتك المقالة (97)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي