أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

غرباء تحت التراب.. قبورمقاتلين "أجانب" دون زيارات صبيحة العيد

قضى أبو شعيب أواخر عام 2014، أثناء قتاله ضد التنظيم في ريف حلب - زمان الوصل

يرقد عدد من المقاتلين العرب والأجانب في مختلف المناطق السورية، دون وجود من يزور قبورهم، أو يسقي غراسا زرعت أثناء الدفن على عجل، في فجر عيد الأضحى المبارك، بينما يتوافد أهالي الشهداء إلى المقابر السورية في المناطق المحررة لقراء الفاتحة على أرواح أبنائهم، وللدعاء لهم بالرحمة والمغفرة.

ورغم السمعة الطيبة للكثير من هؤلاء المقاتلين في صفوف المجتمع المحلي، إلا أن قبورهم تبدو مهجورة أثناء زيارة الأهالي لأبنائهم الشهداء صبيحة العيد، كونهم قضوا خارج الديار.

ولكنها "بالطبع لا تخلو من مرور رفاق السلاح في بعض الأحيان، وإلقاء التحية على القبور، وقراءة الفاتحة على أرواحهم".

ويروي عدد كبير من أبناء المجتمع المحلي، قصص بطولة كثيرة لأولئك المقاتلين، الذين وقفوا إلى جانب حرية الشعب، ورفضوا الالتحاق في صفوف التنظيمات الدموية كـ"تنظيم الدولة الإسلامية"، ما جعل الكثير منهم يتمتعون بسمعة طيبة في وجدان أبناء المجتمع المحلي السوري.


يقول المقاتل "أبو أحمد" من عناصر "حركة أحرار الشام" لـ"زمان الوصل": "رفض أبو شعيب الأردني الانضمام إلى صفوف تنظيم الدولة، وقاتل ضد النظام في الرقة، وضد التنظيم في ريف حلب، إلى أنّ قضى أواخر عام 2014، أثناء قتاله ضد التنظيم في ريف حلب".

وبحسب "أبو أحمد" فإنّ المقاتل "أبو شعيب"، وهو في العشرينات من العمر، كانت تهاتفه أمه بشكل متكرر؛ من أجل إقناعه بالخطوبة، ومن ثم الزواج، لكنه غالباً، ما كان يُجيبها بالرفض، مصراً على إكمال مسيرته الجهادية المتمثلة في إسقاط النظام.

ويشير مقربون من "أبو شعيب" إلى رفضه المطلق في التدخل بالشؤون المدنية لأهالي المناطق التي يقيم فيها، منوهاً إلى أنّه كان يُبدي انزعاجه من تصلف البعض، وتدخل الآخر في شؤون المدنيين، واصفاً إياهم بـ"الناس المعفنة".


وكذلك يروي المقاتل "أبو عمر" قصة أحد "الاستشهاديين" الكويتيين الذي فجّر نفسه خلال معارك "الفوعة"، قائلاً: "في كل يوم كانت تتصل به والدته، قائلة له: إنّ دماء المسلمين تنزف، ودمك لازال في جسدك، هلّا فجرت نفسك بصفوف أعوان الطاغوت!، فيقول لرفاقه، عجبت لأمهاتكم، تبحث لكم عن عروس، وأمي تبحث لي عن شهادة".

ويشير "أبو عمر" إلى أنّ المقاتل الكويتي قضى خلال عملية تفجيرية في معارك "الفوعة" الأخيرة، والتي تمكّن خلالها "جيش الفتح" من فرض ما عرف بـ"هدنة الفوعة-كفريا" في حينه، بعد أن نجا من عمليتين "استشهاديتين" سابقتين لم يكتب له فيهما نيل ما أراد.

وتحفل ميادين القتال السوري بكثير من قصص المقاتلين الأجانب، الذين قضوا بعيدا عن الأهل والأحبة، وتركوا وراءهم سمعة طيبة وبعض صور فوتوغرافية لقبورهم قد تخفف آلام أمهاتهم بعد إرسالها من قبل رفاق السلاح، لتبقى الصورة الأكثر وجعا لجثمان مقاتل منهم يعجز أصدقاؤه عن سحبه ودفنه نتيجة كثافة نيران العدو.

زمان الوصل
(129)    هل أعجبتك المقالة (120)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي