قصف الطيران الحربي بالصواريخ الفراغية قرية "معرشمشة" وبلدة "التمانعة" ومناطق أخرى في ريف "إدلب" الجنوبي، ما أسفر عن سقوط جرحى وخروج مركزٍ لـ"الدفاع المدني" عن الخدمة مساء أمس الخميس، في خروقات جديدة لقوات النظام لاتفاق الهدنة التي أقرتها "الولايات المتحدة" و"روسيا" قبل أيام.
وأكد "مركز الدفاع المدني" في محافظة "إدلب" بأن طيران النظام الحربي قصف بالصواريخ الفراغية مركزاً له في بلدة "التمانعة" أقصى جنوب "إدلب"، ما أسفر عن تدمير مبنى المركز، وتضرر معداته وآلياته، وخروجه عن الخدمة بشكلٍ كامل.
إلى ذلك أغار الطيران الحربي على قرية "معرشمشة" والأحياء الشرقية من مدينة "معرة النعمان" جنوب "إدلب" ما أسفر عن سقوط جرحى، (امرأة وطفلان)، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدة "سنجار" جنوب شرق "إدلب" أدت إلى وقوع أضرار مادية.
وأصيب طفلان في قصفٍ للطيران الحربي بالقنابل العنقودية على قرية "الشيخ مصطفى" بريف "إدلب" الجنوبي أمس، في حين طالت غارات جوية عدة مناطق في ريف "حماة" الشمالي.
وأفاد ناشطون بأن الطيران الحربي قصف بالقنابل العنقودية أطراف قرية "الشيخ مصطفى" الجنوبية، ما أسفر عن إصابة طفلين بجروح خفيفة، كما تعرضت قرية "معرة حرمة" المجاورة للأولى لغارةٍ جوية، دون أن تسفر عن وقوع إصابات.
وفي سياقٍ متصل، قصف الطيران الحربي بالصواريخ الفراغية مدن "اللطامنة" و"كفرزيتا" و"حلفايا" ومحيطها في ريف "حماة" الشمالي.
جاء ذلك بعد اتفاقٍ أمريكيٍ روسي على تمديد هدنةٍ أقرتها مؤخراً واشنطن وموسكو لوقف الاقتتال بسوريا مدة 48 ساعة إضافية، رغم خروقات نظام الأسد.
في السياق نفسه، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن النظام وحلفاءه ارتكبوا أكثر من 28 خرقا لوقف الأعمال العدائية في الـ48 ساعة الأولى من الهدنة.
وحذّرت في تقرير لها اطلعت "زمان الوصل" عليه من أن "الهدنة الثانية تسير على خطى الهدنة الأولى إن لم تتم محاسبة المنتهكين".
وأشارت أن بيان وقف الأعمال العدائية يحمل في داخله أسباب انهياره، والتي تتركز في أمرين رئيسيين:
"الأول: الحكومة الروسية هي طرف راعٍ لبيان وقف الأعمال العدائية مع الحكومة الأمريكية، لكن القوات الروسية في سوريا تقف وتقاتل إلى جانب قوات بشار الأسد، وهي متورطة بعشرات الجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب، فيجب أن تسحب روسيا قواتها أولاً، أو ألا تقف بشكل مباشر مع أحد أطراف النزاع إن أرادت لعب دور الوسيط.
الثاني: إذا خرقت القوات الروسية الهدنة، وتم توثيق تلك الخروقات، ما هي الآلية لمحاسبة القوات الروسية، وهي طرف في الاتفاق وفي المحاسبة أيضاً، بل ما هي آلية محاسبة النظام السوري شريك النظام الروسي في حال خرق الهدنة".
وذكر التقرير أنه لم يسجل دخول مساعدات إلى أحياء حلب الشرقية عبر طريق الكاسيتلو وهو أحد البنود التي وردت في بيان وقف الأعمال العدائية، كما لم يرفع الحصار عن أي منطقة محاصرة، ولم يتم الإفراج عن معتقل واحد.
وطالب التقرير اللجنة الأمريكية الروسية المشتركة التحقيق في هذه الحوادث في أسرع وقت ممكن، وإطلاع المجتمع السوري على نتائج التحقيقات، ومنع تكرار حدوثها.
وأكَّد أن على الولايات المتحدة باعتبارها راعيا أساسيا أن تطلب من الطرف الروسي الضغط على حليفه نظام الأسد لوقف الانتهاكات والخروقات التي قام بها، والبدء في رفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري، والإفراج عن المعتقلين.
كما شددت الشبكة في تقريرها على ضرورة ربط المجتمع الدولي وقف إطلاق النار بإطلاق عملية سياسية نحو مرحلة انتقالية تُفضي إلى نظام ديمقراطي، وهذا الأمر هو ما سينهي معاناة المجتمع السوري بشكل حقيقي.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية