واحد من 2400 مختطف في حمص.. 3 سنوات على غياب "بشار شرف الدين" لم تمنع الأمل بعودته
بصوت مكسور وحسرة لا تفارق عينيها منذ سنوات سردت اللاجئة السورية "أم وليد الرفاعي" تفاصيل اختطاف زوجها في أحد الأحياء الموالية للنظام في حمص قبل سنوات ثلاث مضت، أثناء عمله على سيارة سوزوكي كان يملكها ويحصّل منها قوت عائلته وأطفاله الأربعة.
وروت أم وليد لـ"زمان الوصل" أن زوجها "بشار وليد شرف الدين" وهو من مواليد حمص 1977 ذهب إلى عمله كعادته بالقرب من مطعم "صحارى" بحي "عكرمة الجديدة" الموالي صبيحة يوم الخميس 23/ 10/ 2013 وبعدها –كما تقول- شوهد في مدرسة أولاده وليد ومحمد مبشر.
وتضيف الزوجة: "كان من المعتاد أن يعود إلى المنزل مع آذان المغرب فتأخر وعندما اتصلت به فوجئت بهاتفه مغلقاً". وتردف أنها أخبرت أشقاءه الذين ذهبوا بدورهم إلى زملائه في العمل فأكدوا –كما تقول محدثتنا- أن أحد الأشخاص اتصل به فقال لهم بأنه سيوصل طاولة إلى حي "وادي الذهب" الموالي أيضا، ويعود على الفور.
وتضيف أم وليد أن اتصالاً أتاها من رقم زوجها صباح اليوم التالي، ففوجئت بصوت شخص يقول لها إنه خطف زوجها وعليها أن تدفع فدية 3 ملايين ليرة سورية ليعود سالماً إليها.
وأشارت زوجة المخطوف إلى أن زوجها طلب منها أن تتدبر أمر المبلغ ليتم الإفراج عنه، وأصبح الخاطفون –كما تقول- يهددونها بقتل زوجها إذا أخبرت الشرطة، مشيرة إلى أن الخاطفين على الأغلب من منطقة سكنها آنذاك والكائن بجانب كلية الهندسة في حي "عكرمة الجديدة" الموالي، ويعرفون ما يجري في الحي إلى درجة أنهم كانوا يتصلون بها متسائلين عن أي تجمع أمام منزلها، لذلك –كما تقول- لم تجرؤ على إبلاغ الشرطة- رغم علمها المسبق بأنهم لن يعيدوا لها زوجها أو يفيدوها في تحديد مصيره.
وبعد أن يئست أم وليد من العثور على زوجها وانقطعت الاتصالات من رقم جواله قررت-كما تقول- أن تخبر فرع الأمن السياسي، الذين زعموا بعد أيام أنهم أمسكوا بإثنين من المشتبه بهم بخطف زوجها أحدهم يُدعى "محمد الفارس" كان يعمل في الورشة مع زوجها، والآخر يُدعى "وائل سلامي" وهو من الطائفة العلوية.

وحسب زعم عناصر الفرع أن المتهمين أقرا بأن زوجها تم دفنه مع 19 شخصاً من الطائفة السنية في قرية "دارين" بريف حمص دون الاستدلال على ما يثبت ذلك.
وللمخطوف "بشار شرف الدين" أربعة أولاد "وليد 11 سنة" و"محمد مبشر 9 سنوات" و"غزل 7 سنوات" وأصغرهم "لامارا" التي كانت لا تزال في الشهر السادس من عمرها عند اختطاف والدها.
ورغم مرور أكثر من 3 سنوات على غياب زوجها مجهول المصير لا تملك أم وليد جواباً لأسئلة أطفالها عن موعد عودة والدهم إلى المنزل، ولكنها لا تكف بالمقابل عن الابتهال لربها ليلاً ونهاراً -كما تقول– أن يكون حياً ويعود إلى أطفاله بخير وسلامة، أو أن تجد من يساعدها في معرفة مصيره مع الدليل، لأنها -كما قالت- لطالما سمعت بقصص لشبان فقدوا في الحرب واكتشف ذووهم أنهم كانوا مأسورين في أماكن مجهولة ونائية.
وقُدّر عدد المخطوفين في حمص منذ بدء حرب نظام الأسد على شعبه وحتى أواخر عام 2014 بنحو 2400 مفقود مسجل في مدينة حمص وريفها، نظراً لوجود حالات يخشى فيها الأهالي على حياة أبنائهم إذا ما قاموا بتسجيل أسمائهم في عداد المخطوفين، وبلغ عدد المدنيين الذين تم اختطافهم بعد الخروج من حصار حمص القديمة في ظروف غامضة أكثر من 400 مخطوف وذلك -حسب ناشطين- أشاروا إلى أن "الكثير من هؤلاء خُطفوا تحت أنظار ممثلي الأمم المتحدة الذين لم يُبدوا الاهتمام المطلوب بهذا الملف الإنساني".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية