حقّق الطالب السوري "عبد الله الخطيب" المرتبة الأولى بين طلاب كلية الإعلام قسم الإذاعة والتلفزيون بجامعة "اليرموك" في مدينة "إربد" الأردنية بمعدل 91.4%، متفوقًا بذلك على جميع أقرانه، في حفل أقيم في رحاب الجامعة منذ أيام وحضره جمهور غفير من الطلاب والأهالي.
وأهدى "الخطيب" تفوقه لشقيقه "الشهيد حذيفة" الذي فارق الحياة قبل تخرجه بأسبوع واحد من كلية الهندسة المعمارية في حلب وذلك خلال الأشهر الأولى من الثورة السورية.
ينحدر "عبد الله الخطيب" من مدينة "بنش" -أيقونة الثورة السورية- بريف إدلب وفي عام 2010 التحق بجامعة تشرين.
وشارك مع بداية الثورة في المظاهرات السلمية، وبقي على هذا المنوال حتى عام 2013 حيث انقطع عن الذهاب إلى الجامعة بسبب الظروف الأمنية إلا وقت الامتحانات، ونظراً للملاحقة والتضييق من قبل مخابرات النظام اضطر عبد الله –كما يقول لـ"زمان الوصل"- إلى الخروج إلى تركيا، حيث مكث هناك 7 أشهر ومن ثم جاء إلى الأردن ليدرس ما كان يحلم به قبل دخوله قسم الأدب الإنكليزي وليكون –كما يقول- صوت الحق والحرية والدفاع عن حقوق الناس وخاصة الثورة السورية.

في الأردن التحق ابن "بنش" بجامعة "اليرموك" بتخصص الإذاعة والتلفزيون ورغم أن الدراسة هناك تستغرق 4 سنوات، إلا أنه تمكن من استكمالها في 3 سنوات، يقول "كنت دائماً أضع نصب عيني سوريا وأهلها وأخي الشهيد الذي استشهد قبل أيام معدودة من تخرجه من كلية الهندسة المعمارية بجامعة حلب" وكان –كما يؤكد- أول شهيد في جامعة حلب ورابع شهيد في بنش".
كان مشروع التخرج الذي قدمه "عبد الله" للقسم فيلما دراميا أطلق عليه اسم "أغلقت الأبواب" ويحاكي الفيلم الذي حصل على المرتبة الأولى على مستوى الأفلام المقدمة في الكلية حال هؤلاء المعتقلين، وأوضاعهم المأساوية وحالة المعتقلين الذين يدخلون سجون الأسد ولا يخرجون من خلف أبوابها الموصدة إلا جثثاً هامدة، وعندما تغلق الأبواب على هؤلاء المعتقلين يفتقدون الأمل في الخروج أو تنفّس أنسام الحرية.
ولفت "الخطيب" إلى أنه استوحى فكرة فيلمه من قصة طالب جامعي اعتقل ثم عُذّب وأُخذ للتحقيق لتُكال له جميع التهم من تحريض على المظاهرات والخروج بها وتهريب العساكر ومساعدتهم على الانشقاق في دلالة منه إلى أنهم يريدون فقط أن يلصقوا التهم جزافاً على أي شخص وحينما لا يعترف الطالب بشيء تتم تصفيته بدم بارد.
وفي غمرة فرحته بالتفوق لم يستطع "عبد الله الخطيب" أن ينسى للحظة شقيقه "الشهيد حذيفة" الذي دفع حياته ثمناً للمطالبة بالحرية، وكان من مؤسسي تنسيقية "بنش" وأول من بث المظاهرات للجزيرة وغيرها في أول اقتحام للجيش لمدينة "بنش".
وأشار محدثنا إلى أن شقيقه ذهب لتصوير الاقتحام ولم يستطع من كثرة الرصاص والقصف العشوائي إكمال التصوير ثم خرج من المدينة مع أصدقاء له من التنسيقية ليعترضهم حاجز من مرتزقة النظام بمدينة "شلخ" الشيعية ويقتلونه في صباح رمضان 9/8/2011.
وحول شعوره أثناء حفلة التخرج قال محدثنا: "كان يراودني شعور بأنني لن أتخرج رغم كل شيء وذلك بسبب عدم تخرج أخي"، ولكن بالمقابل كنت متيقناً أن "ما قمت به لن يذهب سدى"، لافتاً إلى أنه عزل نفسه عن الحضور أثناء حفلة التخرج وعاش أجواءه الخاصة كي لا يربكه شيء عن حلمه "بسوريا حرة كريمة".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية