أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الغوطة.. عيد وسط الدمار والحصار وغلاء الأسعار

النظام هجر أكثر من ثلثي أهل الغوطة - أرشيف

رغم القلة والحصار يصر الأهالي في غوطة دمشق الشرقية، على الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، فعاد بعضهم لصناعة حلويات لأول مرة منذ ثلاث سنوات، نتيجة توفر معظم موادها الأولية مقارنة بالسنوات السابقة، فيما أثرت حالة النزوح واللجوء خارج البلاد على العلاقات الاجتماعية بين الأقارب.

قال "أبو غيث"، أحد سكان الغوطة: "تصور.. في عالم أول مرة بتساوي حلويات من 3 سنوات أقل من غير سنين، بس الألبسة كتير غالية وأغلب الناس تشتري ألبسة مستعملة لأولادها، ولا يعلم أحد مصدرها".

وأضاف لـ"زمان الوصل": "النظام هجر أكثر من ثلثي أهل الغوطة، لذا تجد نسبة قليلة من العائلات لها أقرباء بالغوطة، فأنا أجلس في صالة الإنترنت، أيام العيد، مثل الكثير من الأهالي لتبادل المعايدات، التي صارت أون لاين"، مشيراً إلى أن نحو 14 ألف عائلة بحسب إحصاءات المكتب الإغاثي الموحد بالغوطة، تقطن خارج منازلها، في رحلة نزوح لم تنتهِ.

ولفت "أبو غيث" إلى أن عيد الأضحى له ميزة فريدة بالغوطة الشرقية والمناطق المحاصرة بريف دمشق، فيستطيع الشخص أن يشوي اللحم ببيته، دون أن يؤذي جيرانه بالرائحة، التي يتحاشى خروجها في الأيام العادية، وذلك لأن الجمعيات توزع على كل الناس لحم الأضاحي، التي تعدها ليوم العيد، وأيضاً هذه أول سنة تتوفر مواد بالعيد في الأسواق.

يقول "أبو محمد" لـ "زمان الوصل": "لدي 5 أولاد لن أستطيع إدخال العيد إليهم هذا العام، فأنا وعائلتي نزحنا عن بلدة زبدين، وأسكن منزلاً بالإيجار، وعملي ببيع البنزين لا يوفر لي ما يكفي من المال لشراء ما يلزمه من ثياب وحلويات وإعطائهم عيديات تخولهم مشاركة أقرانهم بالعيد، مضيفاً "الحلويات والثياب غالية في الغوطة بسبب الحصار، وأنا بالكاد أحصل على لقمة العيش وإيجار المنزل".

تروي "أم سعيد" قصتها مع وقفة العيد وحصار الغوطة، قائلة: "قررت صناعة الحلويات ولأول مرة من 3 سنوات بما يتوفر من طحين القمح، وبعض بذر المشمش بدلا عن الجوز أو الفستق، الذي كنا نشتريه لنحشو قطع الحلويات بهما أو تزيينها".

وأشارت إلى أن الظروف غاية في الصعوبة، لكن العيد لازال موجوداً في الغوطة الشرقية، "رغم الموت والدمار".

قصة "أبو غسان" مع تجهيزات العيد لا تختلف كثيراً عن أهالي الغوطة الشرقية، فيقول إنه يعمل في محل لبيع الحلويات، لكنه رغم ذلك عاد إلى منزله دون حلويات، ولا يستطيع أن يفرح أطفاله بها يوم العيد، وهي أبرز مظاهر العيد بالنسبة للصغار.

وأوضح الرجل، أن أسعار الحلويات غالية جداً لا تتناسب أبدا مع دخله كعامل بسيط.

تفضل السيدة "أم أحمد"، أن تفرض حظر تجوال على أولادها الصغار كل عيد، خشية أن يصابوا بأذى بسبب قصف قوات النظام على التجمعات في الأسواق والاحتفالات، حسب رأيها.

وتابعت "أم أحمد" قولها: "المحافظة طلبت من المجالس المحلية إجبار أصحاب المراجيح على وضعها بأقبية محصنة تحت الأرض، حفاظاً على أرواح الأطفال، لكن لا نعلم إن كان سيطبق ذلك".

وأشارت إلى أن ابنها "عمر" يقضي عيده وهو يرابط على جبهات القتال في الغوطة، يحمي أهله من هجمات قوات النظام، خشية أي محاولة للتقدم".

* العيد في "قطنا"
وعن العيد في ريف دمشق الغربي، قال عضو المكتب الإعلامي للمجلس المحلي لمدينة "قطنا"، عمر الدمشقي، إن أهالي المدينة الواقعة تحت سيطرة النظام يعجزون عن تأمين ما يلزم أطفالهم للاحتفال بالعيد، بسبب الغلاء الفاحش، مستدركاً "صحيح أنه لا يقارن بالمناطق المحاصرة، ولكن الفرق يكمن في أن تلك المناطق تشتعل فيها أسعار المواد، ولكنها لا يتوفر منها إلا النزر اليسير، فالأهالي لا يملكون ثمن الأشياء وهي متوفرة أمامهم.

وأشار إلى أن الكثير من أهالي "قطنا" نزحوا عنها، وكثير من العائلات أولادها فروا خشية الاعتقال لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية، فيما يواجه الباقون أوضاعاً صعبة في تأمين بيوت للإيجار بعد أن خسروا بيوتهم في المناطق المحاصرة والمدمرة.

زمان الوصل
(113)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي