أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أضحى بلا رواتب في الحسكة.. انقطاع السكر والكهرباء يغيّب "الكليجة" عن موائد العيد والأسعار نار

مقاتلون أكراد في الحسكة - أرشيف

بدأ العيد بالحسكة وريفها، مع تكبيرات المساجد فجر اليوم الأول، وتسابق الأطفال للوصول إلى المقابر على التلال والآكام القريبة على أطراف المدن والبلدات والقرى، فيما ينتظر الرجال من لديه أضحية لينحرها، والتي بات أقلها يكلف نحو 100 ألف ليرة.

وكما كل عيد، تطوف جماعات من الأطفال والرجال والشبان متفرقة من منزل إلى آخر، للتهنئة بالعيد بعبارات "عيدكم مبارك"... "كل عام وأنتم بخير" وغالباً ما تقتصر هذه المظاهر على اليوم الأول.

* انقطاع السكر والكهرباء
أما الساعات التي سبقت العيد فقد شهدت أسواق مدينة الحسكة حركة بيع وشراء أقل منها في مدن الريف الشمالي، رغم توفر المواد في الأسواق، وذلك نتيجة عدم استلام جزء كبير من الموظفين لرواتبهم، إلى جانب ارتفاع أسعار الألبسة وحلويات العيد ومستلزماته.

قال "سالم، الذي يعمل مدرساً، إن عدم استلام معظم الموظفين رواتبهم، كان له تأثير كبير على حركة السوق رغم عرض البضائع بكثرة، فقد كان الإقبال خفيفا مقارنة بأيام الأعياد السابقة.

وحسب "سالم"، فإن ارتفاع سعر السكر إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي، أعاقا عملية صناعة "الكليجة" (كعك العيد الأساسي في الحسكة)، ما ساهم بسرقة فرحة العيد، مضيفا: "بعض الناس جهزت عجينة "الكليجة" وبانتظار قدوم الكهرباء لتخبزها بالفرن، لكن ذلك لم يحصل، ولم تنبعث رائحتها في الحارات كما هي الأعياد السابقة".

وأردف أن محلات الصرافة شهدت ازدحاماً كبيراً خاصة في القامشلي ورأس العين، أكثر منه في مدينة الحسكة، فالكثير من الأهالي يعتمدون على حوالات يرسلها أبناؤهم في الخارج (تركيا وأوروبا وشمال العراق)، ولولا ذلك لما شهدنا حركة في السوق، فدخل المواطن بات دون الحد الأدنى للعيش.

"ارتفاع الأسعار حديث الناس خلال التجهيز للعيد"، كما يقول "أبو أحمد" من القامشلي: أنا موظف قديم راتبي 35 ألف ليرة سوية، اعتدت في السنوات السابقة شراء ألبسة جديدة لأولادي، وهم 3 بنات وصبي، حالياً لم أستطع شراء اللباس، مبيناً "بالمتوسط يحتاج الشاب على الأقل 10 آلاف ليرة، والفتاة 15 ألف ليرة، لشراء كسوة كاملة مع قدوم العيد، لكن والحال هكذا أحتاج لأكثر من 55 ألف ليرة لذلك". 

وأضاف الموظف "قررت هذا العيد عدم شراء اللباس الجديد لهم، وسيرتدي الجميع لباس العيد الماضي، وسوف يقتصر العيد على شراء الأكل وللشرب علّ الراتب يكفي هذا الأسبوع، فالسكاكر أرخص الأنواع منها بـ1000 ليرة سوريةـ، أمّا باقي الضيافة تقول لك أنظر بعينك فقط، ولا تقترب، فسعر علبة راحة (الحلقوم) صارت بـ 500 ليرة أي 10 أضعاف أو أكثر، وإذا الحلوبات كانت محشية بكريم حليب ومصنوعة بسمن نباتي 1 كغ يباع بـ 1500، ومشبعة بالقطر الصناعي.

"أبو علي" أب لـ5 أولاد من منطقة "رأس العين"، يقول: "إن الأطفال يرون العيد في لباسهم الجديد وحلوياته إلى جانب مشاركتهم في زيارة المقابر، التي تعتبر أساسية في بداية يوم العيد لدينا، واستطعت أن أشتري لهم جميعاً لباساً جديداً عدا أكبرهم، الذي رفض ارتداء أي قطعة من "البالة (الألبسة المستعملة)، فاشتريت له كنزة فقط من بائع متجول بعد عودتي من السوق بـ 2000 ليرة سورية، والتاجر يقول لي: هذا سعرها مع المراعاة".

وأشار الرجل إلى أن ارتفاع الأسعار انعكس على تحضيرات العيد رغم كثرة مرتادي السوق، فسعر "سكاكر" العيد تراوح بين 800 وحتى 1500، في حين كانت سابقا بين 50 حتى 250 كأقصى حد، والمعجنات والبسكويت 1000 ليرة أي تضاعفت نحو 20 ضعفاً، وكذلك الألبسة فعلى سبيل المثال بنطلون الطفل الصغير يساوي 3000 ليرة سورية والحذاء أكثر من ذلك.

*الكليجة
تعد الكليجة أهم حلويات العيد في الحسكة والمحافظات القريبة منها كالرقة ودير الزور، انخفضت معدلات صناعتها بنسبة كبيرة هذا العيد، نظراً لما تحتاجه من كميات كبيرة من السكر، وهو حاليا لا يتوفر بالكميات المطلوبة، وغالي الثمن، كما أنها تحتاج لأفران الكهرباء لتصنع بطريقة أكثر سهولة، حسب السيدة "نادية إبراهيم" من أهالي مدينة "رأس العين".

وتقول السيدة "نادية"، إن الكثير من الناس باتوا يعمدون لشرائها من السوق، باعتبارها أقل كلفة، لكن صناعتها في المنزل هو ما يفضله أهالي المنطقة، ويزيد الطلب قبل العيد بأيام على خلطة "الكليجة"، المؤلفة من الشمرة وجوزة الطيب وحب الهال والمحلب والقرفة والقرنفل ويانسون، ثم تعجن بالسمن مع الفانيليا والخميرة، وأمسى البعض مؤخراً يضيف إليها الكولا والحليب، كما يدهن وجهها بالبيض المخفوق ليكسبها لمعتها الخاصة، بعد خروجها من الفرن، وفي السابق كانت تصنع بالتنور.

وتحشى بعض الأنواع بالتمر وبعض المكسرات حسب صاحبة البيت وتوفر هذه المواد، وغالباً ما تخبز ليلة العيد، لتملأ المنطقة رائحتها، التي تنبه كل من تصله بقدوم العيد حتى تبدأ المساجد بالتكبيرات.

الحسكة - زمان الوصل
(106)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي