وصف الرئيس الأسبق للائتلاف ورئيس "تيار الغد السوري" أحمد الجربا، ما يدور الآن في سوريا هو "صراع على السلطة وتحريف للثورة".
ودعى أمس خلال توقيع اتفاق بين التيار و"حركة المجتمع الديمقراطي الكردي" بشأن رؤية مستقبل سويا، الدول العربية للإشراف على العملية السياسية في سوريا، معتبرا أنه "لا حل في سوريا إلا بحوار سوري -سوري تحت مظلة الأمم المتحدة".
وأوضح "الجربا" أن الطرفين اتفاقا على المشاركة في صناعة حاضر سوريا.
ويرى مراقبون أن تصريحات "الجربا" عن "خروج الثورة السورية عن مسارها" بحضور "آلدار خليل"، أبرز قياديي حزب "الاتحاد الديمقراطي" الجناح السوري لحزب "العمال الكردستاني"، إشارة إلى أن روسيا بدأت تنفيذ "خدعة" جديدة لإيصال "الإدارة الذاتية" الكردية إلى مفاوضات جنيف السورية، عبر وفد تلبسه لبوس المعارضة عبر جمع منصتي القاهرة وموسكو وشخصيات أخرى تعتبر طريدة أو مستهلكة في المعارضة السورية.
ويأتي الاتفاق بين "الغد" و"الإدارة الذاتية" الكردية، بعد يوم واحد من إعلان الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية، والمبعوث الروسي للمنطقة، التقى كلا من "رندا قسيس" رئيسة مبادرة "أستانا" و"حركة المجتمع التعددي"، و"قدري جميل" من منصة موسكو و"جمال سليمان وجهاد مقدسي" من منصة القاهرة، إضافة إلى أنه أجرى جولة من المشاورات معهم بشكل جماعي.
وجاء في البيان الختامي للاتفاق الذي تلاه "أحمد الجربا"، أنهم اتفقوا على 7 بنود "ترسم الاستراتيجيات السياسية والعسكرية للمرحلة المقبلة، استكمالاً لتفاهمات جرت بينهما سابقاً" ما ملخصه:
أولاً: ما يجري الآن في سوريا هو صراع على السلطة، وتوصيف ما يجري بأنه تحريف للثورة السورية، وأنه لا حل في سوريا إلا بالحوار السوري-السوري، تحت مظلة المنظمة الدولية (منظمة الأمم المتحدة)، وفروعها الإقليمية، وقواها الفاعلة وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية، والاتحاد الأوربي، والجامعة العربية.
ثانياً: يتفق الطرفان أن هناك تغييبا متعمدا لكافة الأطراف السياسية التي تمثل المكونات الأساسية للشعب السوري العرب منهم والكرد، بسبب وقوف قوى إقليمية لا تخفي مطامعها في سورية المستقبل، في إشارة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي وموقف تركيا منه، لذا دعا المتفقان مصر والسعودية، للإشراف المباشر على العملية السياسية وتهيئة الظروف لإنضاج الاتفاق السياسي بين السوريين.
ثالثاً: "يتفق الطرفان، على تغيير النظام بكافة رموزه ومرتكزاته، وبناء نظام ديمقراطي برلماني تعددي لا مركزي، على أساس احترام الحقوق الديمقراطية لكل المكونات السورية"، واعتبر الجانبان تجربة حزب الاتحاد الديمقراطي ناجحة لذا يجب تعميمها على المناطق السورية الأخرى.
رابعاً: التحالف بين الطرفين لا يقتصر على المبادئ النظرية، إنما يتعهد الطرافان (الإدارة الذاتية الديمقراطية وتيار الغد السوري)، بوضع كافة إمكاناتهما السياسية والاقتصادية، والإعلامية، في سبيل تهيئة الظروف الملائمة لتحقيق كل ما يخدم توافقات الطرفين.
خامساً: يؤكد الطرفان، أن ما يجمعهما هو الاتفاق على المشاركة في صناعة حاضر سورية وغدها.
سادساً: يتعهد الطرفان أن يكون الهدف الأساسي الذي يجمع السوريين، هو التخلص من النظام ومحاربة الارهاب المتمثل تنظيم "الدولة" واخواتها، والسير بخطى حثيثة إلى حل سياسي، يضع حداً لنزيف الدم السوري، والتدخلات الخارجية.
سابعاً: العمل على تطوير تحالف القوى السياسية الديمقراطية، آخذين بعين الاعتبار أن المعضلات الكبيرة هي الفرصة الأنسب للحلول الكبيرة، حسب بيان القاهرة.
من جهتها "الإدارة الذاتية"، أعلنت عبر مركز الأخبار التابع لها، أن 8 نقاط لم يتحدث عنها البيان الختامي، كانت أهم ما اتفق عليه الطرفان وتبين حقيقة الاتفاق الذي يرى فيه معارضون انحيازا لـ"الجربا" لحزب الاتحاد الديمقراطي وهي:
1-تشكيل لجنة لدراسة النظام السياسي المطروح في سوريا المستقبل.
2-الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
3-حرية المرأة ونضالها هو الركيزة والمنطلق للوصول إلى سوريا ديمقراطية حرة.
4-النجاحات التي حققتها الإدارة الذاتية الديمقراطية تشجع القوى السورية الأخرى على الاستفادة من التجربة وتطبيقها بالمناطق التي سيتم السيطرة عليها، واعتبارها قاعدة ارتكاز وطنية تحقق مبدأ العيش الحر للتوجه نحو الفضاء السوري.
5-القبول بالإدارة الذاتية المعلنة في مقاطعات "الجزيرة، كوباني، عفرين" شمال سوريا والالتزام بقوانينها وقرارات محاكمها.
6-يحق لتيار الغد السوري فتح مكاتبه التنظيمية ورفدها بالكوادر والعاملين في كافة مناطق الإدارة الذاتية، ورفع اعلامها ورموزها بحرية.
7-تشكيل لجنة تنسيق عليا من الطرفين للمتابعة والنظر في حل المسائل التي تخدم هذا الاتفاق.
8-تطوير التعاون العسكري على في مجال الحماية وقتال تنظيم "الدولة". في إشارة إلى تشارك عناصر الطرفين بمعارك في منطقة "أبو خشب" و"الشدادي" بين الحسكة ودير الزور.
وفي السياق ذاته، قالت مصادر من قبيلة "شمّر" العربية، التي تتزعمها عائلة "الجربا"، إن حزب "الاتحاد الديمقراطي" بدأ يؤسس "طابورا عسكريا" جديدا بقيادة نائب قائد "لواء أحرار الجزيرة" سابقاً "سعد الدللي"، والذي كان يتبع لأحمد الجربا مباشرة ويتكون من أبناء قبيلته.
وأضافت المصادر، أن قيادات من الحزب الكردي بدأت تزور بيوت عناصر اللواء وعناصر الجيش الحر السابقين في المنطقة وتطلب من أهاليهم أن يخبروهم بأن يعودوا لينضموا إلى التشكيل الجديد، الذي يطمح إلى أن يبلغ تعداده 450 مقاتلاً بهدف منافسة "قوات الصناديد" التابعة لشيخ شمر "حميدي الدهام الجربا".
وأشارت المصادر إلى أن الدورة التدريبية لعناصر هذا التشكيل بقيادة "الدللي" بدأت في بلدة "اليعربية" في 26 تموز/يوليو الماضي، حيث خضع 109 أشخاص من القبيلة لتدريبات في معسكرات الحزب.
يشار إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، أعلن بداية عام 2014، تأسيس "إدارة ذاتية"، لها أجهزتها الأمنية والعسكرية، ومحاكمها، ومؤسسات شبيهة بمؤسسات الدول، في 3 مقاطعات هي عفرين وعين العرب والجزيرة (شمال الحسكة)، ظلت بمعظمها بعيدة عن قصف طائرات النظام ومروحياته العسكرية، وطالب الأحزاب والتيارات الأخرى بالعمل على ترخيص نشاطها ضمنها، وهذا ما سيفعله "تيار الغد" بقيادة الجربا.
محمد الحسين - الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية