أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دير الزور.. الطائرات الروسية تقتل أحلام وحياة الأطفال في قرية "نواف البشير"

قرية محيميدة بريف دير الزور الغربي - ناشطون

ينام الأطفال في قرية "المحيميدة" النائية بريف دير الزور الغربي كل مساء على أمل أن يحلموا بغد آمن يتراكضون فيه ويمارسون طفولتهم لكن الموت يتربص بهم وبطفولتهم وأحلامهم التي لا تشبه كثيرا أحلام غيرهم. 

ومنذ أيام انقضت الطائرات الروسية بالقنابل العنقودية على القرية المنسية، وهي مسقط رأس شيخ قبائل "البقارة" نواف البشير، فأبادت عائلات نازحة ومنهم الطفلتان الشقيقتان "بيلسان محمد مطر الزوبع" و"إيمان محمد مطر الزوبع" اللتان لم تتجاوز أعمارهما السابعة مع ابنة عمهما "ليان فواز مطر الزوبع" ذات السنوات الخمس أثناء نومهن على سطح منزلهن. 

حُرمت قرية "المحيميدة" الغربية –كما يقول الناشط "أبو حذيفة" لـ"زمان الوصل" من أبسط متطلبات الحياة كالماء والكهرباء والأمان، كما حُرم أطفالها من طفولتهم ومن حق التعليم، لذلك تجدهم نهاراً يتراكضون ويصرخون في الشوارع ليس لعبا وإنما خوفا من الطائرات الغادرة التي لا ترحمهم أو من بطش تنظيم "الدولة" الذي يقتاد ضحاياه ليذبحهم أمام أعين ذويهم وأحبائهم". 

أما ليلاً وبسبب الخوف والحذر والحر الشديد تفترش النساء –كما يقول محدثنا– أسطحة المنازل ويستخدمها الأهالي للنوم في ظل الحر الشديد وانقطاع الكهرباء، ولتجنب لسعات الحشرات والهوام الضارة.

ويردف الناشط أبو حذيفة أن أطفال المحيميدة "يذهبون للنوم فوق المنازل هم وأهلهم أيام الصيف، على أمل أن يستيقظوا ويبدؤوا يوما جديداً يتحايلون فيه على الواقع المرير لعلهم يعيشون كما يعيش الأطفال في كل بقاع الأرض". 

بين هؤلاء كانت الطفلتان بيلسان وإيمان محمد مطر زوبع الوحيدتان لأبيهما وأمهما والذي كان والداهما يأمل أن يرزقهما الله بأخ لهما رغم تأخر محمد المطر في الزواج بسبب سجنه من قبل النظام قبل الثورة ظلماً لمدة 5 سنوات بتهمة ثأر عشائري الكل يعرف أنه بريء منها وبسبب أحكام الظلم لدى نظام الأسد.

أثناء استغراق الطفلتين مع ابنة عمهما "ليان فواز مطر الزوبع" في النوم على سطح منزلهما أغار الطيران الروسي على المنزل في الساعة 6.30 من صباح الثاني من الشهر الجاري ليلقي قنابل عنقودية لم تحرم الطفلات الثلاث من النوم فقط، بل حرمتهما من حياتهما التي لا يحسدهما عليها أحد، وجُرح والد الطفلتين "محمد المطر" وزوجته جروحاً بليغة، ولكنها ليست كالجرح الذي خلفته طائرات الروس بحرمانها من فلذات أكبادهما، كحالة آلاف الأشخاص من أهالي المحافظة الذين حرموا من أولادهم.

وأشار محدثنا إلى ما يتسم به أهالي قرية "المحيميدة" من كرم وأخلاق نبيلة، حيث استضافوا -كما يقول- كثيراً من النازحين واللاجئين من مناطق الاشتباك ولا يكاد يخلو بيت من بيوتهم إلا وفيه عائلة نازحة يتكفل أهل البيت بهم"، لافتاً إلى أن "أهالي قرية المحيميدة من أوائل الناس الذين ثاروا بوجه النظام، وقريتهم من أكثر القرى التي تعرضت للقصف المدفعي والطيران في خط الجزيرة الكسرة من ريف دير الزور الغربي".

وكانت إحدى القنابل العنقودية قد استهدفت في اليوم ذاته منزل "أحمد الخلف "المجاور لمنزل محمد مطر لتقتل 3 شبان نازحين كانوا يفترشون سطح بيته بعد أن هربوا من معارك تنظيم "الدولة" والنظام الكاذبة، ورغم كرم الوفادة والاهتمام لم يستطع أبناء القرية–بحسب محدثنا- "حماية أنفسهم وحماية ضيوفهم وأطفالهم من الطائرات التي "غدرت بهم وهم نائمون".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(113)    هل أعجبتك المقالة (94)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي