صورة رُسمت بألواح الطباشير لباسل الأسد على أحد الألواح في قاعة تدريب عسكرية أقامت الدنيا ولم تقعدها، وتطلّب أمر محيها اتصالات ماراثونية امتدت لأكثر من 5 ساعات بين أعلى رتب جيش النظام.
وتعود القصة إلى عام 1999 حينما ترفّع بشار الأسد من مقدم إلى عقيد ركن لتُسند إليه إدارة (اللواء 105).
وروى المعتقل السابق "وائل الزهراوي" لـ"زمان الوصل" تفاصيل القصة التي كان شاهداً عليها بحكم خدمته العسكرية في اللواء المذكور الذي كان يتولى مسؤوليته "ذو الهمة شاليش" بمساعدة ابن خالة بشار "سامر مخلوف".
يستعرض "الزهراوي" تلك الحادثة عندما كان عدد من الضباط والعناصر يتلقون دروساً أمنية ضمن كتائب 416 أو مفارز الأمن الجمهوري –الحراسات الخاصة- وبعد الفراغ من إحدى الحصص اقترب عسكري يُدعى "حسين التون" من اللوح، ورسم بألواح الطباشير صورة متقنة وكأنها حقيقية لـ"باسل الأسد" الذي قُتل بحادث سير 1994.

ويضيف: "بعد أن انتهينا من الدرس دخل نقيب يُدعى مهدي الشمالي، وسأل عمن رسم صورة (المعلم) على اللوح، فرفع حسين التون يده وقال له أنا من رسمها سيدي، فأجابه الضابط "يعطيك العافية" وتابع متسائلاً: "كيف سنأخذ الدرس الآن".
ويوضح "الزهراوي" أن الضابط "الشمالي" سأل "التون" أيضاً: "أنت رسمت الصورة ولكن من يملك صلاحية محيها"، وطلب الضابط من "الزهراوي"، ومن مجند يُدعى "مدين" أن يذهبا إلى الرائد "سعد قرة" -مسؤول الهندسة في اللواء- ليخبراه بالقصة، وفعلاً ذهب المجندان إلى الرائد "قرة" الذي جاء معهما للوقوف على المشكلة السياسية التي حلّت باللواء.
وتابع "الزهراوي" أن الرائد "سعد" أخبر ضباط القطعة حينها أنه لا يملك الصلاحية لمسح اللوحة، ويجب عليهم إخبار القيادة، وفعلاً تم إخبار قيادة أركان (اللواء 105)، فحضر العقيد "حيدر حيدر" الذي كان أحد المشاركين في قتل رئيس الوزراء السوري السابق "محمود الزعبي" في 20 /5/ 1999، حسب "الزهراوي"، ليقول "حيدر" بدوره إنه لا يملك صلاحية البت بهذا "الأمر العظيم"، ليخبر رئيس مكتب أمن الحرس الجمهوري العميد "بدر سمية" الذي حضر بدوره إلى اللواء وشاهد اللوحة وصورها بنفسه بأجهزة حديثة كانت معه واتصل بالقيادة شارحاً الموضوع.
وبعد عدة اتصالات "ماراثونية" بضباط أمن الحرس الجمهوري لم يتجرأ أحد منهم أن يبت بالموضوع، فاضطر ضباط القطعة للاتصال باللواء "محمود معلا" رئيس أركان الحرس الجمهوري الذي يضم 30 ألف عسكري، وقيل حينها إن اللواء "معلا" سيحضر بطائرة عسكرية إلى الفرقة الأولى لوجود مهمة له هناك وسيمر بـ"(اللواء 105).
وأردف محدثنا أن اللواء المذكور حضر حينها برفقة ضابطين كببرين وخطب أمام عناصر وضباط اللواء لمدة نصف ساعة، وقال بنبرة جادة "إن إزالة اللوحة الطبشورية تشبه عملية نزع قلوبنا من الداخل، ولكن لابد من ذلك لتستمر الدروس في القاعة".
وحسب "الزهراوي" فقد طلب اللواء "معلا" من الحضور أن يستديروا إلى الخلف، مضيفاً أن أحد الضباط مدّ يده إلى اللوح فيما كان وجهه باتجاه ظهورنا، وكذلك فعل كل الضباط الحاضرين برتبهم المختلفة، ومحا الضابط الصورة.
وتابع "طلب منا اللواء معلا بعدها أن نستدير ثانية وأمرونا بالجلوس على الأرض بعد أن تنفسنا الصعداء، لتنتهي مهزلة تأليه عائلة الأسد التي لم يُخلق مثلها في البلد في الزمن الطباشيري".
ويقع مقر (اللواء 105) على السفح الغربي لجبل "قاسيون"، وكان قائده العميد "مناف مصطفى طلاس" الصديق الشخصي لبشار الأسد قبل انشقاقه عام 2012.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية